الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء عودة الرئيس

حسن سامي

2014 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ما لم يلتفت له عامة الشعب العراقي لعظم المصائب التي تنهال عليه كل يوم ، ان هناك خلافات حادة بين الاحزاب الكردية بعد غياب الرئيس الطلباني الذي يشكل نقطة التعادل في مناطق توزيع نفوذ ثنائي القطبية بين الحزبين الكرديين الرئيسيين. لقد حاول مسعود برزاني الى اضعاف مركز تقل الاتحاد الوطني من خلال دعم المنشقيين عنه في كوران او التغيير ، بوادر السطوة البرازنية دائما ما تتجلى في تعزيز الانقسام الداخلي للاتحاد الوطني .. غاب الرئيس و فشل الاتحاد الوطني من تقديم مرشح يشغل منصبه طيلة فترة مرضه ، فشل انتخابي لحساب كوران و خلاف مع الديمقراطي ادى الى تاخر تشكيل حكومة كردستان تسعة اشهر ، اليوم يعجز الاتحاد تقديم مرشح واحد لمنصب رئيس الجمهورية .. كل هذه الامور تندرج ضمن المصالح الحزبية و لكن حزب الطلباني لم يغادر المصالح العليا للاقليم و التي يرى فيها الانفصال عن العراق في الوقت الحاضر انتحارا سياسيا ، ها ما تبناه مام جلال طيلة الفترة المنصرمة و استمر بتبني هذا الموقف نجم الدين الكريم الشخصية التي اصبحت غير مرغوبة من قبل البرزاني و كوران في نفس الوقت .. هذا م دفع البرزاني الى تحقيق المكاسب على الارض عندما ارسل قواته لتسيطر على حقلي نفط في كركوك و بعض المنطق الحيوية فيها الامر الذي دفع كريم الى الحفاظ على بقية الابار و الحقول و حصر نفوذ هذه القوة داخل الحقلين دون تمدد ، لان مقتضى الحالة و متطلبات المرحلة تتطلب من نجم الدين الا يفتح جبهة داخلية بين قوات البيشمركة الموالية لمسعود و الموالية لطلباني .. التفرد بالقرار السياسي و التسقيط الممنهج من قبل بعض الصحف المدعومة من الحزب الديمقراطي و التي نالت من رموز وطنية في حزب الطلباني وسعة الفجوة بين الفريقين . لقد حاول مسعود تمزيق الاتحاد الوطني بالاتفاق مع كوران من خلال دعمهم للسيد برهم صالح و لكن موقف هيرو طالباني حال و اصرارها دعم كريم او عمر عبد الفتاح وضع حدا لطموح برزاني و مصطفى و اخيرا طالبت هيرو تنازل برهم صالح من منصب النائب الثاني لسكرتير الحزب مقابل الموافقة على ترشيحه لهذا المنصب او ان يكون بديله عدنان المفتي ، لم يحسم الملف بعد و ربما يؤدي الى انقسامات اخرى خصوصا وان كوران مستعدة لاحتضان منشقين جدد على حساب حزب الرئيس و مناطق نفوذه .. نعم قد يحسم الملف الحزبي و لكن ما هو مصير الكرد من السياسة المتطرفة لمسعود برزاني التي قد تطيح بالحلم الكردي في طور نشؤه .. لقد كان الرئيس في مرحلة استشفاءه على اقل تقدير خلال السنة الاخيرة يراقب المشهد عن كثب و يدرسه بهدؤ و صار على يقين ان ما بناه طيلة حياته النضالية قد يهدم بلحظة من قبل مسعود و حلفاءه، قد يؤجل الطلباني الصراع حول هذا الملف من خلال ترشيح نفسه مرة اخرى لكسب الوقت لاعادة تنظيم البيت الحزبي اولا .. و ربما مشروع الرئيس لوضع حد من طموحات البرزاني و طمئنت الشعب العراقي من خلال قبوله ترشيح المالكي لولاية ثالثة و ربما يكون هو عراب الاغلبية السياسية ، امر اخر ان الرئيس قرر العودة بعد يومين من مؤتمر عمان الذي تكشفت فيه كذب الثورة و المطالب الشرعية والتهميش و ما الى ذلك من حيث القوم لا يردون هذا النظام السياسي و يسعون الى اسقاطه و فرض نظام دكتاتوري جديد ، هذا المشروع يتقاطع تماما مع طموحات برزاني في مراحل متاخرة منه و اذا ما نجح سيقضي على الحلم القومي للاكراد .. ذلك لان من الناحية المنطقية استحالة عدوة هذا النظام الى وسط و جنوب العراق الغني بالنفط ، مما يجعل كركوك هدفا له من الاستمكان و التمكين . من هذا نستنتج ان السبيل الوحيد لتحقيق المصالح العليا للاكراد هو البقاء ضمن هذا النظام السياسي مع معالجة الاخطاء الحاصلة فيه. سيسعى الرئيس الى ترحيل بعض المشاكل السياسية بحلول عملية على اقل تقدير و منها كما اسلفت سيسعى الى ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية لفترة وجيزة لحين ترتيب البيت الكردي و كذلك سيسعى الى تجديد نصف ولاية الى المالكي تقدر بسنتين او سنة قابلة لتجديد حتى استقرار الاوضاع الامنية في البلاد مع احتفاظ دولة القانون بالبديل المناسب ، الحلول الوسط التي سيطرحها الطالباني سترضي المرجعية العليا و حصول المقبولية الواسعة و قد تؤدي الى اعادة ترتيب البيت العراقي الموحد .. و لا استبعد نهوض حكومة اغلبية ان لم تلق دعوة الرئيس جلال استجابة طيبة من بعض الكتل السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة