الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الغوطة

خالد قنوت

2014 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قد يكون الطاغية الأب حافظ الأسد من أكثر الرؤساء و المسؤوليين العرب قراءة للتاريخ و ربما الأكثر استشارة للدارسين و المحللين الغربيين و أجهزة المخابرات العالمية, فمنذ استيلائه على السلطة كان يدرك كل الادراك أن الخطر الأكبر على سلطته في دمشق سيكون دائماً من غوطتها, فالغوطة خزان للخيرات و المحاصيل الزراعية و الحيوانية و أيضاً هي خزان بشري كبير سيهدد أي سلطة في دمشق احتلالاً كانت أو استبداداً.
لقد عمل حافظ الأسد منذ بداية السبعينات من القرن الماضي على سياسة ثابتة و طويلة الأمد تمثلت بما يلي:
1- استغلال قوانين الاصلاح الزراعي لمصادرة الأراضي الزراعية و توزيعها على العمال الزراعيين العابرين غير المتشبثين بالأرض و الذين و مع ارتفاع اسعار الأراضي, بسبب الزحف البشري المدني لها, ساهموا بالقضاء عليها عندما كانوا يصبون الملح و المواد الكيماوية على جذور الاشجار التي بلغ عمر بعضها مئات السنين كي تموت و ليقوموا بالبناء المخالف لاحقاً.
2- قضم الأراضي الزراعية باستملاك الكثير منها لصالح الدولة و تعويض أصحابها بأقل التعويضات و طرح هذه الأراضي لإنشاء المشاريع الواسعة مثل مبنى قصر المؤتمرات و المدينة السينمائية و معرض دمشق الدولي و توسيع مطار دمشق الدولي و إقامة مدن بديلة للأحياء المستملكة في قلب العاصمة و إقامة المعامل كمعمل الأدوية تاميكو و أقلام الرصاص و الكثير الكثير من المناطق العسكرية و المطارات و منصات الدفاع الجوي و توسيع اتوستراد المطار ثم المتحلق الجنوبي و ارتباطه بالطريق دمشق حلب.
3- القضاء على الخزان المائي الطبيعي الموجود في حوض دمشق بحفر مئات الآبار لصالح بعض المزارع الخاصة التي استولى عليها المسؤولين بالدولة و بعض المتنفذين لحساب مسابحهم و مزارعهم الخاصة.
4- تحويل المياه الآسنة الناتجة عن مخلفات العاصمة إلى روافد نهر بردى, حتى وقت الانتهاء من شبكة الصرف الصحي التي انشأت بتمويل كويتي بعد حرب الخليج الأولى, و اختلاط تلك المياه بمخلفات المعامل و الورشات التي انشأت رسمياً و بشكل مخالف من الدباغات و المسالخ و المناشر و غيرها حتى تحولت الغوطة إلى مكب للنفايات و مصدر للروائح الكريهة و الحشرات و الأوبئة.
5- السماح بشكل ممنهج, رغم القوانين غير المطبقة, بالتغطية على الأبينة المخالفة و تزويدها بالماء و الكهرباء و شبكة الاتصالات و تشجيع رؤساء البلديات و بعض الموظفين على إطلاق يد الرشوة و الفساد على حساب الأراضي الزراعية, فترى أبنية تصل لارتفاع ثمانية طوابق تقام بسرعات خيالية دون أي شروط فنية أو مراعاة للسلامة و الصحة و البيئة.
6- السماح بإقامة الأبينة السياحية كالمطاعم و الفنادق على مساحات كبيرة في الغوطة و ما يرفد ذلك من توسيع للشوارع و الأزقة بسبب الضغط البشري لروادها.
7- تعيين محافظين لريف دمشق طائفيين و موتورين و فاسدين أجرموا بحق الغوطة و بأهلها و نشروا الفساد و الخراب و التدمير البيئي و كم نذكر اللص الكبير علي زيود الذي خرج من منصبه بثروة هائلة دون أي محاسبة أو اتهام و تحت أنظار المفسد الأكبر الطاغية حافظ الأسد.
8- التهميش الدائم لأهل الريف الدمشقي و زرع بذور الحقد و الكراهية ضد أهالي دمشق بشتى الطرق بدءاً بالنكات التي تتناول قيمهم و ثقافتهم و انتهاءاً بتصويرهم بالرعاع و التخلف.
9- تشويه تاريخ الغوطة الوطني و تصوير ابطالها و شرفائها بقطاع الطرق ايام مقاومة الاحتلال الفرنسي فكلنا يذكر التغييب الكامل لقائد ثورة الغوطة حسن الخراط و ذكره كقاطع طريق لاغير.

يذكر أحد مراكز الاحصاء أن المساحة التقديرية للغوطة كاملة شرقية و غربية عند وصول حافظ الأسد إلى السلطة سنة 1970 كانت تقدر بحوالي 480 ألف هكتار بينما بلغت عند وفاته عام 2000 بحوالي 45 ألف هكتار من الأراضي الزراعية التاريخية التي تغنى بها الشعراء و الأدباء و الموسيقيين منذ الأزل.
لكن كل ذلك لم يحرم سورية و دمشق من رجال الغوطة و حميتهم و تضحياتهم خاصة بعد أن اضطر الكثير من أهالي دمشق الأصليين للسكن في ريف دمشق بسبب ارتفاع اسعار العقارات بدمشق فكانت داريا و المعضمية و صحنايا و جديدة عرطوز و جرمانا و المليحة و حرستا و دوما و سقبا و دمر و الهامة و عين الخضرا و وادي بردى و عين ثرما و السيدة زينب و مسرابا و سبينة و بيت سحم و عقربا و الكثير الكثير من البلدات في الغوطة سكناً للشوام إلى جانب اخوتهم من أهل الغوطة و كان أن معظمهم خرجوا في مظاهرات ثورة الحرية و الكرامة منذ أول يوم و ها هم يحملون السلاح ضد نظام عميل مجرم أدخل قوات أجنبية إلى سورية ليحافظ على حكمه..
رجال الغوطة اليوم, الذين يقدمون دمهم و يعانون الحصار و التجويع إلى جانب القصف و التدمير الهائل الهمجي, سيكونون إلى جانب أبطال القلمون و حوران النواة الأساسية لجيش وطني سوري ينضم له الوطنيين و الشرفاء من شباب سورية الأحرار من كل مناطق سورية لتحريرها من نظام العار و قوات الاحتلال الايراني و زبانيته من حزب الله و ميليشيات المالكي الحاقدة و حلفائه من داعش و كل التنظيمات المتطرفة اللاوطنية.
رجال الغوطة رجال سورية الأحرار, دليلهم سورية حرة أبية على كامل ترابها الوطني و لكل السوريين, مهما طال ليل الأسد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى