الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبين لم تتعافى بعد

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تحتوي اليمن على مخزون هائل من مصادر الضغط النفسي الغير سارة والتي تتفجر استجابة لأحداث مهددة من الأوضاع ألداخليه للبلد ومن أهمها الفقر والجهل والحروب والإرهاب والفساد وحركة وطن بين المعلوم و المجهول وهي مصادر تتواجد في كثير من المناطق اليمنية وتحدث تغيرات شديدة سلبيه ثقيلة تفوق القدرة التكيفية والنفسية للمواطن اليمني الذي يمر بفترة صعبه من حياته تحت أوضاع عنف وحروب وأزمات اقتصادية خانقه , ومحافظة أبين هي أحدا الشواهد ألحيه على تلك المصادر و المآسي المستمرة وسكانها يعانون الضغط النفسي الغير سار بشكل متواصل بسبب النزاعات المسلحة والدور الحكومي الضعيف في معالجة أزمة النازحين داخلياً و البناء والتعويضات وضعف المساعدات والخدمات الصحية والموارد المالية التي تذوب معظمها في أيادي شخوص غير أمينه وسط صمت الحكومة التي تنسى أن النازحين هم ضحايا ضعفها وعدم كفاءتها, ومن زار أبين يشاهد حجم المعاناة والضرر النفسي الكبير الذي يعاني منه النازحون الذين من الناحية القانونية والمتفق عليه والمفروض أن يبقون تحت حماية حكومتهم ورعايتها وخاصة عندما تكون هذه الحكومة هي سبب فرارهم وتنقلهم مع احتفاظهم بحقوقهم كاملة كمواطنين بما في ذلك الحق في الحماية والعناية وفقاً لقوانين الدولة الداخلية وقوانين حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي .
مسؤولية الدولة القانونية والأخلاقية وواجباتها الأساسية تقضي في توفير الاستقرار و المستلزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها بما فيها تأمين فرص العمل والحياة الكريمة وحفظ السلم والأمن والتخلص من ويلات الحروب وأعمال العنف والإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان ,إذ إن التدمير والصراع المسلح الوحشي هو السبب وراء التحركات ألقسرية للسكان , مثل مشكلة النازحين في أبين الذين أجبرتهم الحرب على النزوح الداخلي هي أيضاً من مسؤولية ألدوله وحتى يومنا هذا لا تزال معاناتهم قائمه ومهمله حكومياً وسط صمت إعلامي معيب يعرف أن أبين لم تتعافى بعد وأن البنية التحتية هناك مدمرة و الأمن مفقود و غالبية السكان لا زالوا مشردين والذي يعتقد الكثير منا بأنهم عادوا إلى ديارهم وعاد الاستقرار والأمن والأمان , والحقيقة القائمة على ارض الواقع هناك هي أن النازحين لا زالوا بعيدين عن العودة الكاملة والآمنة إلى بيوتهم و يتجرعون يومياً ألم التشرد والجوع والأمراض و يدفعون فاتورة الحرب الأليمة حتى اليوم بالنزوح المستمر والخوف و النوم في الخيام و انتظار ما يقدمه أهل الخير .
النازحون داخلياً في أبين محبطون و يعيشون قصص مرعبه ومؤلمة ومبكية تحت ظروف صعبة ومعاناة يوميه من اجل تأمين الغذاء والدواء بينهم المئات من الأطفال الصغار الذين يبحثون عن لقمة عيشهم في نقاط التجمع , وفي مكبات القمامة والحقيقة المؤلمة أكثر أن ألأغلبية الساحقة من النازحين في أبين في حاجة ماسة إلى الدعم الشعبي والحكومي الشبه معدوم, الحكومة التي تغفل أن حتى القانون الدولي الإنساني ينص على حماية ورعاية السكان من النزوح وأثناءه بصفتهم مدنيين و في أبين الكثير من المتضررين النازحين الذين قدموا شكاوي وتظلمات ويعانون من التسويف والإهمال و المماطلة ومن وضع إنساني وامني سيئ جداً و الجهود هناك لا تزال أقل من الطموحات في ظل فساد برنامج التعويضات وتكرار أسماء مستفيدين و مستفيدين وهميين في كشوفات التعويضات والمعالجات السطحية لتلك التلاعبات و للأضرار النفسية والمادية للنازحين وغياب المصداقية و الشفافية في تقدير التعويضات للمتضررين الذين لا زالوا في عداد النازحين والكثير منهم لازال يسكن الخيام والمدارس ليبقوا دليل واضح وشهود على أن مشاكل أبين والنازحين داخلياً لا زالت بعيدة عن الانفراج وأن أبين تتألم وسط صمت المشاريع الحكومية و البرامج الاغاثية ودائماً خارج الحسابات اليمنية الداخلية الإنسانية والنفسية .

د. مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح