الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 48

مليكة مزان

2014 / 7 / 19
الادب والفن


تلك الشاعرة ُ ..

كم منحتكَ اللجوءَ الواسعَ !
كم سقتكَ الخالقَ العظيمَ من الحب !
كم أطعمتكَ صلاةً لا يَفسُد دينُها !
كم خرجتَ ، من سريرها ، طاهراً كما ولدتكَ أمك !

تلك الثائرة سدى كانت تمني الوطن وتقولُ :

قريباً.. سنصير ناياً وخمراً ...
قريباً.. سنرتوي من حضن عاشق تَفجرُ ، من بين أنامله ، الأشعار !

أخيراً ها الشاعرة تطفئ مصابيح المدينة .
أخيراً ها الثائرة تقرأ بيانها الأخير عليكَ آخر زبون :

عزيزي ..

أنتَ بالتحديد ، حين تكون تحت مجهري ..

رجاءً ، لا تتحدث عن نخبة مغاربية مثقفة ...
رجاء ، لا تدعي أنك ملهمها ...
رجاء ، لا تقل أنك فقيهها وعلاَّمتها !

ليس هناك من نخبة ، وإلا فكل شعبنا المغاربي بجميع لصوصه وأنذاله نخبة !

عزيزي ..

أفراد نخبتكَ ، عفواً ، عصابتك ، لا تحمل في قائمة مشاريعها غير همها الخاص .
أفراد عصابتك ليس من هدف لهم سوى وليمة ..

في جيبي ... أو في مطبخي ... أو في سريري ...

فمتى تفهمون أني لست في حاجة إلى من يشعل جسدي شهوة جنسية من النوع الرديء ؟!

متى تصححون :

ـ حان أن نثور ثورتنا كلما تعلق الأمر ببخس قيمة كل جسدٍ متمرد لهذه الشاعرة ، مضيء !

عزيزي ..

أمَا وأنكَ لستَ في مستوى أي مفهوم أرقى للحب فإني أعلن الشاعرة الثائرة مواطنة يتيمة حتى عاشق آخر !

أمَا وأني لستُ الشاعرة الثائرة الوحيدة التي تخونها فإن نساء الوطن كلهن يقاطعن عطورهن، يحرقن أسرتهن . يضربن عنك .. وبكَ يكفرن !

فرجاء ً ، خذ عطركَ ، وارحل !

ارحل .. كلما تعلق الأمر بدروس خصوصية في مادة الحب بدوتَ وطناً في أسوأ حالات الغباء !

ارحل .. لم يعد يصلح هذا الجسد لأي إيواء !
ارحل .. وحدي من سينظف رفوف الحب بهذه المدينة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل