الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة الى الحيوانية والتوحش

طاهر مسلم البكاء

2014 / 7 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يعرف الأنسان بأنه حيوان متمدن ناطق ، والتمدن جاء من توسع الفكر والمدارك لدى البشر والتي ادت الى تطور السلوكيات الحيوانية الأولى وتفهم طريق يتمكن فيه الانسان من ممارسة حياته بسلام وحسن اختلاط مع نظرائه من البشر الآخرين .
وكان من المعتقد ان الزمن بما يجلبه من تقدم كفيل بأزالة كل العقبات وسوء الفهم بين بني البشر وبالتالي تحقيق العيش الآمن المسالم الذي لايخلو من تنافس ايجابي سلمي يمكن للأنسان ان يبرز من خلاله الطاقات الكامنة بداخله وان يتمكن من استغلال ما موجود على الأرض من خيرات هائلة لأجل سعادته وعيشه بهناء ،غير ان الصفات الحيوانية بقيت هي الغالبة رغم محاولات التهذيب التي مارستها الأديان على اختلافها والعلوم والفنون المتنوعة وفي وقتنا الحالي كان من المفروض ان تلعب التكنلوجيا الحديثة بما وفرته من وسائل اتصال متطورة دورا ًرائدا ً في ازالة الغموض والشك الذي يكتنف العلاقات الأنسانية والتي كانت سببا ً لأندلاع الحروب المدمرة .
غير ان شيئا ًمن هذا لم يحصل لقد بقي الأنسان الحديث رهين الحيوانية والجشع والحقد والوحشية التي عاشها قبل الاف السنين في صراعه من اجل البقاء وخير دليل هو ان مايصرفه اليوم على القتل والتسلح واستعراض القوة يفوق أي تخصيص من اجل البناء وسد جوع الفقراء من جنسه .
الفشل في الأختبار :
لقد وضع العديد من النظم والشرائع التي تقيد حيوانيته وتحد من سلوكه الغابي المتوحش الذي يتفوق فيه على وحوش الغاب ،ولكنه يفشل حالما تتوفر له فرص الأفلات من العقاب ،فنجد في ارقى الشعوب تقدما ً وتطورا ً يحصل اعتداء على الممتلكات العامة وتجاوز على القانون في فترات يحصل فيها غياب الأمن كما في اضراب الشرطة لساعات عن العمل .
وتدعي الشعوب الضعيفة ايمانها بمادئ السلام والعدالة واحترام حق العيش المتكافئ للجميع ولكنها نفسها ستنقلب على كل هذه المبادئ وتضرب بها عرض الحائط حال استشعارها القوة ،وهذا ما يراه العالم اليوم في دويلة الصهاينة التي كانت تدعي ان الصهاينة قد تعرضوا للأضطهاد وانها باحثة عن السلام وحقوق الأنسان وما ان ظهرت انيابها حتى كشرت عن اقبح ما تكون من انياب متوحشة اين منها الوحوش الضارية .
لماذا يقتل الأنسان الأنسان :
الحياة التي يولد فيها البشر يتوفر فيها كل انواع الخيرات واسباب السلام فلماذا يقتل الأنسان اخيه الأنسان ،على حد ما نعلم ان الحيوانات على اختلافها تنأى عن اكل جنسها ،وهي ان كانت من اكلة اللحوم فأنها تبحث الأنواع المختلفة عن جنسها ولكن الأنسان يقتل الأنسان لأغراض سلب ممتلكاته والعيش على حسابه .
وفي كل عصور التاريخ نجد استشراء القتل ونجد ان الأنسان لايجد متعة اجمل من قصص وحكايات الغزوات وفوز البطل موضوع الحكاية بعد أن يكون قد قتل اعداد كبيرة من الخصوم وسيطر على اراضيهم ونهب ممتلكاتهم ، وكأن لاتوجد أي ابواب أو طرائق للكسب والفوز بالشهرة والمناصب سوى القتل وكأن الأنسان قادر على الحروب رغم تكلفتها وصعوباتها ومخاطرها وما تلحقه من دمار ولكنه غير قادر على التفكير بطريق يعيش فيه بسلام مستغا ً الخيرات التي انعم الله بها عليه .
وينقل عن الرئيس الأمريكي هاري ترومان انه علق بفرح غامر على اسقاط اول قنبلة ذرية على هيروشيما في 16 – 7 – 1945، وقد حصد التفجير مائة الف أنسان على الفور وأكثر من مائة وخمسون ألف بعد مرور عام ، قال ( هذا أعظم شئ في التاريخ ) !
أن أنسان اليوم ،برغم كل المسميات التي يجمل بها صورته يظل هو ذلك المتوحش الذي استبدل الكهف بما وفرته له التكنلوجيا من مساكن حديثة مرفهه ،ولانبتعد عن الصواب أذا قلنا انه اشرس وأكثر وحشيه من سلفه أذا ما أخذنا بنظر الأعتبار أن الأنسان القديم معذورا" في ممارساته انذاك كونه لم ينل من التنوير ما ناله الأنسان في عصرنا الحالي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 19 - 01:47 )
أهلاً أستاذ | طاهر .
أنت بنيت مقالك على مغالطات كثيره , منها :

• نظرية : (التطور) , و الرد عليها :
- افتتاح ثلاث مدارس للخلق و عاصفة من الاحتجاجات ضد أسطورة التطور :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?51755-افتتاح-ثلاث-مدارس-للخلق-و-عاصفة-من-الاحتجاجات-ضد-أسطورة-التطور
- سَنَّت ولاية (تنيسي) قانوناً يمنع تدريس أي نظرية تُنكِر قصة (الخلق الإلهي) للإنسان كما تُعلَّم في الكتاب المقدس، ويمنع القانون أيضا أن يدرس بدلا منها أن الإنسان منحدر من حيوانات أدنى منزلة.
- كوريا تلغي نظرية التطور تماماً من مناهجها الدراسية , بسبب : التشكك في مصداقيتها العلميه :
http://www.nature.com/news/south-korea-surrenders-to-creationist-demands-1.10773
- العلامات The Signs :
https://www.youtube.com/watch?v=0-K62WnjZ1M
- نشأة الحياة الاولى بين خرافة التطور الكيميائى وحتمية الخلق والتصميم :
http://creationoevolution.blogspot.com/2013_08_01_archive.html

يتبع


2 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 19 - 01:48 )
• الأخلاق :
الأخلاق موضوعية لا ذاتية , فهي لا تعتمد على رغبات البشر أو نزواتهم فالخير خير عند الصالح والطالح والشر شر عند الصالح والطالح , فالأخلاق تعتمد على شيء (خارج الذهن البشري) , تعتمد على إرادة الله التي يريدها لهذا العالم فالأخلاق لها غرضية كونية يُفترض فيها (الإستقلال عن أفكار البشر ورغباتهم) والقيم الأخلاقية يعتنقها كل إنسان بوعي أو بغير وعي .
الأخلاق لا يوجد فيها تطور .
الأخلاق لا تطور فيها والإنسان هو العنصر الثابت في تاريخ العالم
لقد دخل الإنسان التاريخ برأس مال أخلاقي مبدئي هائل .
إن الأخلاق لها موجات صعود وهبوط ولكن لا تطور فيها على الإطلاق فمن وجهة نظر الأخلاق فإن (العصر الحجري الحديث) يعتبر انتكاسه في القيم الأخلاقية عن (العصر الحجري القديم) فالأخلاق في استقلال عن الزمن .

يتبع


3 - تعليق3
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 19 - 01:48 )
كانت أمريكا عند اكتشافها متخلفة من خمسة إلى ستة آلاف سنة ولم تكن قد لحقت بـ(العصر الحديدي) بعد لكن بالمقياس الأخلاقي كان أرقى من (العصر الحديث) , و رسوم معبد (بونامباك) للـ(هنود الحمر) التي تبين معضلة الأخلاق ؛ هذه الرسوم تجد مكانها داخل أعطم متاحف العالم و فن النحت لـ(حضارة المايا) يمثل مدرسة أخلاقية كاملة , وهذه حقائق لا جدال فيها .
إن (الأسبان) الغزاة كانوا أحط أخلاقيا من قبائل (الهنود الحمر) .
والفلسفة الأخلاقية بعد (أفلاطون) لم تُحقق أي تقدم على الإطلاق .
وكتابات (شيشرون) في الأخلاق لا تزال صالحة إلى اليوم .
وأفكار (أرسطو) الأخلاقية ومسرحيات (سوفوكليس) المأساوية يمكن وضعها في أي عصر من العصور لتناسبه .
وقد ألف (يوربيدوس Euripides) مسرحية (نساء تروجان) الأخلاقية في أزمان ما قبل التاريخ وأكملها (سارتر) بعد الآف السنين دون فجوة زمنية تُذكر .

يتبع


4 - تعليق4
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 19 - 01:48 )
إن أخلاق (الأقيانوسة) – وهي أكثر مناطق العالم تخلفا – لا تختلف عن أخلاق أي منطقة متحضرة بالعالم وفنون (الأقيانوسة) التي تسرد وقائع أخلاقية تجد مكانها في المتاحف الأوربية والأمريكية ولا ثمة فجوة حضارية بينها وبين مثيلاتها الغربية .
إن القاعدة التي لا خلاف عليها : أن الاخلاق لم تخط خطوة واحدة إلى الأمام منذ (العصر الحجري القديم) , فجميع معلمي البشرية سواء كانوا (أنبياء) أو (مصلحين) جميعهم علموا البشرية الأخلاق نفسها , وعندما نسرد تاريخ الأمم عبر كل العصور نجد الإختلاف في السلوكيات الرسمية فحسب , أما في (قواعد) الأخلاق وفي القيم الأخلاقية فلا نجد توافقا بل تطابقا مُطلقا , وهذه القاعدة تُسمى عند الفلاسفة (قاعدة الإلتزام المطلق) كما عرّفها (كانط) في كتابه : (أسس ميتافيزيقيا الأخلاق) , فالأخلاق لا تطور فيها .

يتبع


5 - تعليق5
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 19 - 01:48 )
الإنسان يا صاحبي جاء بمقدمة سماوية , الإنسان دخل هذا العالم برأس مال أخلاقي مبدئي رهيب , الإنسان يستحيل تبسيطه أو تفكيكه طبقا لفلسفة مادية حتمية يتخيلها مادي , الإنسان شيء وقوانين الطبيعة شيء آخر تماما! .
منذ اللحظة التي هبط فيها الإنسان من السماء , منذ المقدمة السماوية لا يستطيع الإنسان ان يختار أن يكون حيوان بريء أو يكون إنسان مُخير (فالحيوان بريء من الناحية الأخلاقية بينما الإنسان إمـا خيِّر أو شرير لا يوجد انسان بريء من الناحية الأخلاقية) , لم يعد بإمكانك أن تختار بين تكون حيوان أو إنسان ؛ إنما اختيارك الوحيد أن تكون انسانا أو لا إنسان .


تحياتي المخلصه


6 - شكرا ً لمروركم
طاهر مسلم البكاء ( 2014 / 7 / 20 - 02:06 )
الأخوة الأعزاء بقدر شكري لمشاركتكم فأني استغرب تشابه الرد الذي جاء من شخصان مختلفان وكأنه منقول حرفيا ً عن كتاب او موقع ما ،المهم يا اخوتي اننا لسنا في بحث هل ان الأنسان قد تطور من كائنات دنيا او انه نزل من الجنة الى الأرض ،فهذا موضوع آخر ،ان الذي اردنا طرحه وايضاحه اننا كبشر مع شديد الأسف لانتعلم من التاريخ ولم يهذبنا ركام النتاج الفكري الذي ابتدأ من الرقم الطينية الى اكبر مكتباتنا اليوم المعروضة على الهواءوالتي تفتح ابوابها بالمجان في بيوتنا ،
يقول القائد الهندي المهاتما غاندي :
( أن العالم يملك ما يكفي الجميع ولكن لا يملك ما يكفي طمع الجميع ) .
وعلى هذا القياس فمن المتوقع ان هذه التكنلوجيا التي كشفت للأنسان المجاهل واظهرت الثروات والكنوز الدفينة وجعلت المعادن المختلفة تقولب لخدمته وسعادته ، سيعمل طمعه وسوء استخدامه لها الى أن هذه التكنلوجية ذاتها ستعيده الى عصور شبيهه بعصور ما قبل التاريخ .


7 - شكرا لمروركم 2
طاهر مسلم البكاء ( 2014 / 7 / 20 - 02:07 )
ان الصفات التي كان يمتلكها الانسان المتوحش الأول في صراعه من أجل البقاء، كالشك والخوف وسوء الظن والجشع وحب التملك والتسلط والغدر والفتك واشباع الغرائز وغيرها من المشاعر التي كان من الممكن ان تنخفض الى أدنى مستوياتها ان لم تختف نهائياً ويحل محلها مشاعر تواصل حديثه، بفعل التنوير الهائل الذي يناله الانسان اليوم وبفعل وسائل ومنافذ التواصل الراقية المتوفرة ،وبفضل توفر طرق الحصول على المأكل والملبس والحاجيات الأخرى بطرق حضارية سلمية لايحتاج فيها الانسان اللجوء الى العنف، غير ان هذا لم يحصل وبقي الانسان الحضاري الذي يعيش وسط احدث مكتشفات التواصل الحديثة يبحث عن طرق غير لائقة لاشباع غرائز الانسان المتوحش فيه ومن بينها قتل الانسان .


8 - شكرا لمروركم 2
طاهر مسلم البكاء ( 2014 / 7 / 20 - 02:07 )
ان الصفات التي كان يمتلكها الانسان المتوحش الأول في صراعه من أجل البقاء، كالشك والخوف وسوء الظن والجشع وحب التملك والتسلط والغدر والفتك واشباع الغرائز وغيرها من المشاعر التي كان من الممكن ان تنخفض الى أدنى مستوياتها ان لم تختف نهائياً ويحل محلها مشاعر تواصل حديثه، بفعل التنوير الهائل الذي يناله الانسان اليوم وبفعل وسائل ومنافذ التواصل الراقية المتوفرة ،وبفضل توفر طرق الحصول على المأكل والملبس والحاجيات الأخرى بطرق حضارية سلمية لايحتاج فيها الانسان اللجوء الى العنف، غير ان هذا لم يحصل وبقي الانسان الحضاري الذي يعيش وسط احدث مكتشفات التواصل الحديثة يبحث عن طرق غير لائقة لاشباع غرائز الانسان المتوحش فيه ومن بينها قتل الانسان .

اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا