الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 11 – 12 )

كور متيوك انيار

2014 / 7 / 19
السياسة والعلاقات الدولية


الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 11 – 12 )

كور متيوك
كيري اثناء زيارته الى انقولا اعلن إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على زعيم التمرد رياك في حال عدم التزامه بحضور اللقاء مع كير وذلك بعد إن فهم تحفظات رياك بانه رفض للقاء ، إلا إن كيري ذهب اكثر من ذلك واعلن في حال فشل الزعيمين في الاتفاق فإن الولايات المتحدة لن تتوقف على فرض عقوبات فقط بل ستتخذ اجراءات ابعد من ذلك ، و لقد كان تصريح شديد اللهجة و لم يعرف ماذا كان يقصد ، إنهم مستعدين لاتخاذ اجراءات ابعد من العقوبات وذلك وفقاً لصحفيين حضروا المؤتمر الصحفي ، و لابد من إن الطرفين فهما تلك الرسائل الموجهة اليهم بعناية واهتمام فائقين ، تصريحات كيري في انقولا و التي طغت عليها اللغة الدبلوماسية ورفضه اعطاء تفاصيل ما يقصد من اتخاذ اجراءات اكثر ، و إن عواقب عدم وقف الحرب ستكون وخيمة ، من الناحية الدبلوماسية و التورية المستخدمة في مصطلحاتها يؤكد إن الولايات المتحدة قررت إتخاذ اجراءات متقدمة جداً مهما كلف تلك الاجراءات . و إذا قارننا حديث كيري مع ما نقلته صحيفة " وورلد تريبيون " الاميركية في 20 مايو 2014م عن استعداد الولايات المتحدة الامريكية للقيام بعمليات عسكرية في جنوب السودان وقالت الصحيفة إن البنتاجون يستعد لتنفيذ عمليات في جنوب السودان مشيرة الى إن وزارة الدفاع منحت عقداً بقيمة 8.5 ملايين دولار لشركة امريكية لتقديم خدمات هليكوبتر للجيش الامريكي ، وأوضح البنتاجون أن شركة (AAR) للنقل الجوي ، والتي تتخذ من ولاية فلوريدا مقرا لها ، ستمكن الجيش الأمريكي من العمل في جنوب السودان والدول المجاورة ، كما أن الشركة ستكون ملزمة بنقل المعدات والتشغيل والصيانة وتمويل الجيش ، موضحا أن الشركة ذاتها تقدم خدماتها في أوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية ، ولفتت الصحيفة إلى أن مهمة الشركة ستنتهي في أبريل عام 2015م ؛ وأضاف مسئولون أن الجيش الأمريكي تلقى أوامر للاستعداد لمهمات استجابة سريعة في جنوب السودان ووسط أفريقيا في ظل تفاقم الحرب الأهلية في جوبا ، لافتة إلى أن الهليكوبتر ساعدت على نقل العاملين بالسفارة الامريكية من جوبا خلال الحرب الأهلية في أوائل عام 2014 .
في 27 مايو 2014م طالب عدد من الجنوبيين المقيمين في الولايات المتحدة الامريكية الادارة الامريكية للتدخل في جنوب السودان بصورة اقوى لفرض السلام على طرفي الصراع وفرض مزيد من العقوبات على الاشخاص الذين يعتقد إنهم من يعوقون عملية السلام . في 22 ديسمبر 2013م في رسالة بعث بها الى الكونغرس قال الرئيس اوباما " اتابع الوضع في جنوب السودان وبإمكاني أن اتخذ اجراءات جديدة لتامين امن مواطنينا وطاقم ومصالح اميركية من بينها سفارتنا " وذلك بعد إن جرح اربعة جنود اميركيين باطلاق نار لطائرتهم اثناء محاولتهم اجلاء مواطنين اميريكيين في بور ، واضاف اوباما ان الولايات المتحدة سوف تتخذ اجراءات جديدة إذا اقتضى الامر . في اواخر شهر ديسمبر 2014م كتب مبعوث الولايات المتحدة السابق في السودان أندرو ناتسيوس مقالاً بعنوان ( انقذو جنوب السودان من نفسه ) نشر بصحيفة ( نيويورك تايمز ) ، تناول فيه الأزمة التى يعاني منها جنوب السودان ، يرى فيه أن جنوب السودان يواجه أزمته الأكثر حدة حتى الآن ، مطالباً بضرورة الافراج عن جميع السجناء السياسيين من الحركة الشعبية كما يجب تعيين حكومة مؤقتة حتى يمكن عقد الانتخابات . وعلى مشار، من جانبه ، وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية وسحب قواته من حقول البترول . فإذا رفض ، ينبغى أن تفرض الأمم المتحدة عقوبات ، معتقداً إن طرفي الصراع الرئيس كير ودكتور رياك مشار يحاولان تحقيق مكاسب عسكرية بينما يتحدثان عن المصالحة .
الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في جنوب السودان قبل وبعد الخامس من عشر من ديسمبر جعل ادارة اوباما تواجه انتقادات من كل صوب وحدب ، ما انقذ ادارة اوباما من تلك الانتقادات هو التخبط من قبل الحكومة في رسم سياسة خارجية واضحة لادارة علاقات البلاد الخارجية خاصة مع الولايات المتحدة . بالاضافة الى الاحباط الكبير الذي اصاب المتعاطفين مع جنوب السودان في واشنطن ، واعتقادهم إن القادة قد خذلوا الشعب في تحقيق امالهم الكبيرة .
في تحليل اخباري بصحيفة العربي الجديد في 10 مايو 2014م جاء فيها صحيح أنّ النجاح الأميركي في دفع كل من الرئيس كير ميارديت ، و دكتور رياك مشار على الاتفاق ، في 9 مايو باديس أبابا ، لقي ترحيباً واسعاً ، غير أن منتقديه ظلوا يرون أنه جاء متأخراً جداً وبكلفة بشرية هائلة ، فاقت العشرة آلاف قتيل ونصف المليون من اللاجئين والنازحين .
وانتقد المستشار السابق للشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأميركية ، كاميرون هدسون ، المساعي التي تبذلها الولايات المتحدة بقوله : " كان يتوجب علينا استخدام نفوذنا ودبلوماسيتنا في ديسمبر الماضي ، بدلاً من الانتظار حتى مايو ، لأن الأزمة الآن أصبحت أكثر تعقيداً . لو فعلنا ذلك لكنّا قد منعنا حدوث المجازر المروعة التي يشهدها الآن جنوب السودان " . ويعتقد هدسون ان الرئيس كير قام بعزل المقربين من الولايات المتحدة باخرين يصعب التعامل معهم ، إلا أن هناك مَن يرى أن الولايات المتحدة لا تزال تملك بعض النفوذ في جنوب السودان .
ظلت قضية بعثة الامم المتحدة ، واحد من اهم التحديات التي واجهتها المجتمع الدولي في جنوب السودان ، بعد إن وجه الحكومة انتقادات عنيفة على ممثلة الامين العام للامم المتحدة هيلدا جونسون واتهمتها بدعم المتمردين على الرغم من عدم وجود ادلة ملموسة قدمتها لدعم انتقاداتها الا إن ذلك لابد إنها اثرت لدرجة كبيرة في اداء البعثة لمهامها ففي 30 مايو 2014م قالت هيلدا إنها ستترك منصبها في شهر يوليو من العام الجاري وذلك بعد اجتماعها مع الرئيس كير معتبرة إن الفترة التي قضتها في جنوب السودان هي الاطول ، و كان مجلس الامن الدولي في 28 مايو قد اصدر قرار رقم 2155 وافق بموجبها بتجديد مهام بعثة الامم المتحدة ( UNMISS ) معطياً اياها تفويضاً جديداً وهي التركيز على حماية المدنيين . ويطالب مسؤولون في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب السودان ، الإدارة الأميركية بتعيين مسؤول من الولايات المتحدة ليرأس البعثة ، بعد انتهاء خدمة رئيستها هيلدا جونسون ، وذلك لإضفاء القوة على البعثة الأممية ، ولتفادي الهجمات على مقراتها في جنوب السودان ، ويعتقد البعض إن تعيين امريكي رئيساً للبعثة سيقلل من احتمالات تكرار تجربة هيلدا ولكن الإدارة الأميركية ترددت في قبول هذا الطلب .
في 18 ابريل 2014م قال وزير الخارجية مريال بنجامين في مؤتمر صحفي مشترك ضم وزير الداخلية ووزير الاعلام كما نقلته سودان تريبيون إن بعثة الامم المتحدة في البلاد لن يتم التجديد لها في شهر يوليو دون موافقة البرلمان ، مضيفاً إنهم قدموا طلباً للامم المتحدة لمراجعة التفويض ؛ ووفقاً لمريال فان مجلس الورزاء قد قام بتكوين لجنة برئاسة وزير العدل ووزراء اخرين للمهمة ، وشدد الوزير إن البعثة لن يتم التجديد لها دون مراجعة لتفويضها وذلك لاول مرة منذ الاستقلال ، وقال وزير الداخلية اليو اجانق اليو في حال قرر ممثلي الشعب الاستغناء عن حماية الامم المتحدة فسيذهبون و العكس . الحكومة ظلت تملأ الافاق ضجيجاً عن قضية هيلدا جونسون التي لا تستحق كل تلك الحبال الصوتية التي قطعت من اجلها . ما لم يكن في حسبان الحكومة هي إنها لم تستعد جيداً من الناحية الدبلوماسية فيما يخص تجديد تفويض ولاية البعثة الاممية وتغيير ممثلة الامين العام للامم المتحدة لذلك عندما صدرت قرار مجلس الامن الدولي بمنح البعثة تفويض جديد وهي التركيز على حماية المدنيين واستخدام القوة في حال لزم الامر ، شعرت الحكومة بعقدة اخرى تضاف الى العقد التي كانت تحاول فكها ، لذلك اعتبر قرار تمديد البعثة تمت دون استشارتها ووصفتها بالغير موفقة ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يتم التجديد للبعثة دون استشارة الحكومة و التي سبقت وتحدثت إنها خاطبت الامم المتحدة فيما يخص مراجعة تفويض البعثة ، وفي تصريحات للصحفيين يوم 29 مايو اوضح بيتر بشير بندي نائب وزير الخارجية " أن مجلس الأمن جدد تفويض البعثة الأممية دون علم أو مشاورة الحكومة في جوبا ، ودون الانتظار حتى للفترة التي يفترض خلالها مراجعة التفويض الممنوح للبعثة في شهر يوليو " وكان دكتور فرانسيس دينق ممثل جنوب السودان لدى الامم المتحدة أبلغ المجلس " ينبغي أن نسلم في خجل بأن الجانبين كليهما ارتكبا اخطاء " ووفقاً لما نقلته سودان تريبيون في 29 مايو 2014م عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ميوين اكول اريك و الذي رحب بالتمديد لبعثة الامم المتحدة ، مؤكداً إنهم كحكومة سيدعمون البعثة بقوة والتزامهم للعمل سوياً مع البعثة لحماية مواطني جنوب السودان ، مشدداً إنهم مازالوا بحاجة لدور الامم المتحدة للمساعدة في احلال السلام و الاستقرار .

نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30