الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التداعيات في العراق

سليم محسن نجم العبوده

2014 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


التداعيات في العراق :
للبحث فيما حل في العراق منذ احداث 2003 وحتى اليوم نجد لزاماً ان يكون التجرد الأسلوب الوحيد لأظهار ما نراه سببا منطقياً لما حصل ويحصل .. فالإحداث المتواترة لا تبدأ من إسقاط البعث فحسب , بل ان جذر الفاجعة في تصوري ضرب اطناب الأرض منذ ثورة 1958 في العراق ..! تلك الثورة التي أجهزت على نموذج الدولة الفتية في النظام الملكي والتي شرعت أبواب الدم والانقلابات على الساحة العراقية , كان اول من دفعها زعيم تلك الثورة ؛ وصولا الى العارفين, والبكر, تلك الحقبة التي انتجت فيما بعد " صدام حسين " الذي تحولت فترة حكمه الى مرحلة الختام مابين 1958 – 2003,بعد ان سلمت مقاليد السلطة في العراق الى مجموعة من الشخصيات الطائفية من معارضي الخارج بعضهم كان معروفا الى حد ما في الشارع العراقي و البعض الآخر لم يكن كذلك , الا ان ما لا يمكن نكرانه ان اغلب تلك الشخصيات كانت تدور حولها شبهات التأرجح بين الولاء للوطن و الخارج ..
الأمريكان ارادوا ان يقدموا أنموذجا عراقيا فريداً في الشرق الأوسط عراقا حرا ديمقراطيا مواكباً للمقاسات الأمريكية .. لكنهم سرعان ما ايقنوا عظم الخطأ الذي وقعوا فيه انهم اسقطوا نظاما شموليا مشاكساً , خدم المصالح الأمريكية بقصد او بغير قصد . اما الساسة الجدد جلهم وضع العراق تحت وصاية ولاية الفقيه الأيرانية و كأن الاخيرة هي من اسقطت الصنم !
لذا وبعجالة ارادت سلطة واشنطن ان تصحح الخطأ الذي وقعت فيه من خلال تأسيس دولة عراقية هزيلة لايمكنها الصمود امام اي طارئ لتكون الخطة البديلة عن النموذج الكامل الذي ارداوا ان يحققوه ابتداءً في العراق ليحولوا العراق منطقة ازعاج للجارة الشرقية ..
كان مجلس الحكم الخطيئة الأولى للتلاعب بأساسات الدولة المعاصرة فكرس الطائفية , وكان " بول بريمر " هو المهندس المختص لبناء الدولة الهزيلة , ارسلته الولايات المتحدة ليضع مستقبل العراق السياسي على الجرف ..
اسس النظام واقر ما يعرف بالدستور الدائم في 2005م, الذي كان يعبر عن ردة فعل ضد السلطة الشمولية السابقة فوضع نظاما هشاً تشضت على اثره السلطة واضعفت الارادة السياسية وكرس الطائفية وفتت النظام الاداري , وضمن مصالح الشخصيات والاحزاب الذين اشتركوا في مجلس الحكم على حساب مصالح الشعب والوطن ..
الأعراف التي اسسها مجلس الحكم واقرها عرابوا الخراب بعد الاستفتاء على الدستور , جعل رئاسة الوزراء من حصة المكون الشيعي , الذي يكون الاغلبية من الشعب العراقي وبما ان النظام كان برلمانياً , فقد ضمن هذا المكون اهم المناصب في الدولة الا وهي رئاسة مجلس الوزراء , وبسبب ايمان السلطة التنفيذية المذكورة من انها تستمد سلطتها من الوسط والجنوب أهملت بما لايقبل الشك مناطق يسكنها عراقيون من طوائف اخرى لا تمثل ثقلا سياسيا او سلطويا لتلك السلطة.. وكنتيجة متوقعة بالإحساس بالغبن و الإهمال المتواصل من ابناء تلك المناطق تولد ما يمكن ان يسمى بفقدان الثقة والاستعداء ..
الكرد مكون مهم وهو الأكثر استقرارا اليوم الا انه المكون الاكثر خسارة في الغد .. كان عرابوا هذا المكون وليس الشعب انتهازيا , استفاد من الانقسام الطائفي ليحقق مصالح مناطقية وقومية , فقد تعامل هؤلاء مع العراق على انه بقرة حلوب ومع عرابوا الطائفتين على انهم بحاجة الى مأوى ..
صراع تصاعد ونوايا لم تكن حسنة بين الفرقاء السياسيين ومصالح شخصية لا تمس للمصلحة الوطنية بصلة , وشعب لم يعبئ لما يحصل له ولبلاده لقد كان صامتاً مستكيناً قبل الظلم والجور والتهميش واستفحال من ليس لهُ فحولة في يوم من الأيام .. فحلت الطائفية ورسخت وها نحن نسدد تقاعسنا و سندفع سوية ضياع وطننا وشعبنا ومكاسبنا السياسية المتحققة بعد 2003 , نعم اقولها بمرارة كل الساسة حصلوا على اموال طائلة وبعض شرائح المجتمع حصلت على مكاسب كبيرة وهائلة ربما .. لكننا جميعا مدانون وجمعيا أضعنا اللبن في الصيف .
فأصبح العراق الفحل مطية منهكة القوى تعبث بها المصالح الأقليمية والدولية بل ان بعض تلك الدول المتحكمة في استقرار العراق , لا ترقى ان تكون بعرة في دبر كبش مثل قطر والسعودية وغيرها من دول الجوار الجغرافي والإقليمي .. لله درك ياعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات