الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة التاسعة

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2014 / 7 / 20
مقابلات و حوارات


حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ " المثقف العضوي الفاعل" من " بؤرة ضوء" - الحلقة التاسعة


ج . من الشؤون الفلسفية
13. الفكر الماركسي قلب موازين القوى في العالم، وإرسى منطق جديد " الفكر الاشتراكي " فخلق تحولا كبيرا في حياة الإنسان الغربي خاصة والعالمي عامة. فدخل سياسيا بــ "حرب باردة " مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عامة وقتها ...
أليس برأيكم نحن بحاجة الى فكر اشتراكي جديد يواكب عالمنا المعاصر ، ويقلب موازين القوى العظمى ؟
لا شك أن الفكر الماركسي يحتاج إلى التطوير بإستمرار ، بل هو في سيرورة دائمة من التطوير من طرف المفكرين الثوريين ، في شتى بقاع العالم ، حتى في بلدان العالم الثالث المتخلف إقتصادياً و إجتماعياً و سياسياً . لقد أتاحت الماركسية أرضية واسعة الآفاق لشتى العلوم الإجتماعية و الأحزاب الثورية و العقول النيرة لتنهل منها ، و تضيف عليها ، لأن ماركس و إنجلز لم يقولا كل شيء عن الماركسية ، و لن يقولا . و لكن تبقى ظاهرة الثنائي الفذ : ماركس-إنجلز ( التي لم تتكرر لحد الآن ، مع الأسف ) بأفكارها العلمية-الإجتماعية هي نقطة الإنطلاق المركزية لكل فكر إشتراكي ثوري حقيقي . لا يمكن للإشتراكيين الثوريين أبداً تجاوز الثوابت في أفكار ماركس-إنجلز ، لأن بدونهما لا يوجد فكر إشتراكي - إجتماعي علمي حقيقي يربط علمياً بين ضرورة نضال البشر في سبيل التحرر من الإستغلال من جهة ، و بين رسم خارطة الطريق لفرض هذا التطور كحقيقة واقعة عبر تشريك وسائل الإنتاج ، من جهة أخرى . و سيبقى البريق العلمي الثوري للفكر الماركسي هو الفكر المهيمن على الحركة الإشتراكية الثورية حتى بناء الشيوعية .
في كل يوم ، تؤكد الأزمات الخانقة المتوالية للنظام الرأسمالي ( و آخرها أزمة المؤسسات المالية في العالم أجمع ) أن ليس للإمبريالية مستقبل لأن إقتصاد السوق الرأسمالي أعمى مبني على هيمنة حفنة من المليارديرية على مصائر بلايين البشر ، مهما حاول أساطينه ترقيع نمط إنتاجهم الإجرامي هذا بترحيل الآثار الكارثية لأزماتهم الدورية إلى شعوب العالم الثالث التي يهيمنون عليها بفرض بيع نفوط العالم بالدولار الورقي الذي لا قيمة حقيقية له ، و تجارة الأسلحة المتطورة (عبر خلق الحروب المحلية على نحو دوري ) و تسليع المرآة و الطفل و العمالة الرخيصة و السيطرة على تقنيات الأنظمة الحاسوبية و الإتصالات عن بعد (computer and telecommunication systems industry) ، و فرض شراء سندات الخزينة الأمريكية على التنانين الآسيوية ، و خصوصاً الصين و اليابان و كوريا الجنوبية لتفادي الحرب الإقتصادية ، و غير ذلك من آليات بناء الثروة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية على حساب بؤس و إستعباد شعوب العالم الثالث . كل يوم يتكفل نمط الإنتاج الرأسمالي بتقديم الأدلة الجديدة فوق تلال الأدلة القديمة الملموسة على صحة الفكر الماركسي .
المستقبل إذن هو للإشتراكية . و لكن الفكر الإشتراكي لا يمكن أبداً أن يشتغل من تلقاء نفسه : إنه يتطلب الحاضنة الإجتماعية الغالبة عددياً (العمال و الفلاحين و المثقفين الثوريين) و التي تتقوى و تتطور ذاتياً عبر تبنية ، مثلما تسهم في تطويره عبر الممارسة . و لقد أخذت الأحزاب الشيوعية الثورية على عاتقها هذه المهمة ، و ما تزال ؛ منذ بليخانوف و مارتوف و لينين و تروتسكي و كون و روزا لكسمبورغ و غرامشي و ديمتروف ، إلى ماو و تيتو و كاسترو و جيفارا و كارمايكل و الليندي و هو شي منه . كما تولى المفكرون من شتى المدارس اليسارية في كل العالم مهمة البحث و التطوير في الفكر الإشتراكي ، مثل أقطاب مدرسة موسكو و فرانكفورت و وارشو و براغ و زغرب-بلغراد و بيرمنغهام و باريس و عدة مدارس أمريكية (المجموعة السبتمبرية ، مثلاً ) و غيرها . و أنتج الإشعاع الماركسي أعظم علماء الإقتصاد خلال القرن العشرين : البولونيان : أوسكار لانـگـه (1904- 1965) و ميخال كالتسكي (1899-1970) اللذين صاغا المعادلات الرياضية لتفسير آلية إشتغال قوانين الربح و النمو الرأسمالي . كما أنتج هذا الإشعاع مجموعة من أعظم الفلاسفة و علماء الإجتماع و النقاد و المؤرخين و علماء الآثار : جورجي لوكاتش ، ماركوزة ، أدورنو ، كورش ، غارودي ، التوسير ، لوفيفر ، فانون ، بلوخ ، وولتر بنجامين ، جون لويس ، بندلي جوزي ، كرستوفر هل ، باولو فرير ، أريك فروم ، فريدرك جيمسن ، لوسيان غولدمن ، تيري أيغلتن ، كنتر أنديريز ، رافدونيكاس ، غوردن تشايلد ، رايا دنيايفسكايا ، نعوم تشومسكي ، طارق علي ، ججك ، توسكاني ، تراسوف ، نكري ، كوليتي ، ديلافولبي ، فاتّيمو ، الرصافي ، سمير أمين ، مهدي عامل ، العفيف الأخضر ، هادي العلوي ، محمود أمين العالم... إلخ . و لا يمكن إحصاء كل الفلاسفة و علماء الإجتماع و المؤرخين الماركسيين من مختلف المشارب في عالم اليوم ممن أضافوا إلتماعاً هنا ، و أشياء هناك ، لأن عددهم كبير جداً لا يتسع المقام هنا لذكرهم . و تتمايل محاولاتهم بين اليمين و اليسار . كما جرت محاولات مثمرة آناً و غير مثمرة غالباً للمزاوجة بين الفكر الماركسي و الفرويدية ، و الوجودية ، و الفكر القومي ، و مختلف الديانات ، و الفيبرية ، و اقتصاد التخلف ، و علم اللغة و الأنثربولوجيا و البنوية و التفسيرية ، و العولمة و الثورة المعلوماتية و الأبستمولوجيا ، و حركات تحرير المرأة و مناصرة حقوق الإنسان ، و حركات التحرر الوطني ، و النقد الأدبي و الفني و علم الجمال ، و الدفاع عن البيئة ... إلخ . و نستطيع القول أن الفكر الإجتماعي الوحيد الذي لا يقبل - طبعاً و قطعاً - التزاوج مع الماركسية هو الإقتصاد السياسي الرأسمالي .
إذاً ، لا نستطيع أبداً المبالغة بمدى قوة التأثير للماركسية في شتى أنحاء العالم ، منذ وفاة ماركس و لحد الآن . مئات الملايين من البشر اعتنقوا و سيعتنقون هذا الفكر الذي أصبح ملكاً لإنسانية جمعاء ، كما أستشهد و سيستشهد في سبيله الملايين ، و طوّر و يطوَّر فيه الآلاف ، و انتصاره النهائي محتم . متى يتم ذلك ؟ إن غداً لناظره قريب .

انتظرونا والأديب ، المفكر الماركسي حسين علوان لحين امتثاله للشفاء ، باقات ورد نهديك وكلنا انتظار لعودة المثقف العضوي الدمث الخلق الرفيق حسين علوان بيننا
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علوم الماركسية
فؤاد النمري ( 2014 / 7 / 20 - 07:36 )
العلوم الماركسية لا تقبل التغيير والتبديل وهو ما يشي به القول بتطوير الفكر الماركسي
الماركسية مصفوفة من القوانين العلمية التي تحكم تطور المجتمعات

من يتحدثون عن تطوير الفكر الماركسي لا علاقة لهم بالماركسية

نذكركم بمرثاة إنجلز فوق قبر ماركس
إذا كان دارون قد اكتشف قوانين تطور الأحياء فإن ماركس قد اكتشف قوانين تطور المجتمعات

أن يقصر الماركسيون في فهم مجتمعاتهم فذلك لا يبرر الادعاء بتطوير الماركسية


2 - التطوير شيء و التبدبل شيء آخر
حسين علوان حسين ( 2014 / 7 / 22 - 19:03 )
الرفيق الكبير الأستاذ فؤاد النمري المحترم -ت1
تحية حارة
كلامكم بخصوص عدم قبول الماركسية التغيير في مبادئها هو الحقيقة التي لا إمتراء فيها .
عندما أتحدث عن التطوير ، أقصد به الدراسة الماركسية للظواهر الإجتماعية و الإقتصادية و التقنية و العلمية و السياسية و التاريخية و الفكرية و غيرها التي يشهدها العالم بعد وفاة ماركس و إنجلز . انا قلت نفس قولك في إجابتي بأنه : - لا يمكن للإشتراكيين الثوريين أبداً تجاوز الثوابت في أفكار ماركس-إنجلز ، لأن بدونهما لا يوجد فكر إشتراكي -إجتماعي علمي حقيقي-.
معلوم أن الأحزاب الثورية هي التي تفكر مسترشدة بالماركسية ، و عليها إتخاذ الموقف الماركسي الصحيح الملموس تجاه كل وضع ملموس تعايشه ، و كل ذلك لأن ماركس و إنجلز لم يعد يستطيعا التفكير بدلاً عنها بصدد كيفية : إتخاذها الموقف الماركسي الصحيح إزاء الوضع الملموس . مثال : بناء الإشتراكية في بلد نفطي هو أمر مختلف عن بنائها في كوبا ، أو في كندا . المباديء الأساسية للماركسية ثوابت لا تتغير ، إلا إذا تغير نمط الإنتاج الرأسمالي كله ، و بعكسه يكون التحريف و التزوير مثلما يفعل الحزب الشيوعي الصيني .
ودي و تقديري

اخر الافلام

.. رئيس الوزراء أتال يقدم استقالته للرئيس ماكرون الذي يطلب منه


.. مدير الشاباك الإسرائيلي يتوجه لمصر لمواصلة المحادثات بشأن وق




.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على جنوبي غزة وسط توغل بري وإطلاق ل


.. قراءة عسكرية.. فصائل المقاومة تكثف قصفها لمحور نتساريم.. ما




.. هآرتس: الجيش الإسرائيلي أمر بتفعيل بروتوكول -هانيبال- خلال ه