الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا العواصف والمذابح (3)

عبدالله خليفة

2014 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



تراكم فساد العلويين العسكريين والمدنيين واتسع ليشمل جوانب كبيرة من النظام والاقتصاد، وما عاد من الممكن إصلاحه إلا بانهيار شامل.
اختارت الطبقةُ الحاكمةُ الجانبَ الفاشيَّ من الثقافةِ الغربيةِ منذ أن كانت الفاشيةُ خلايا صغيرةً في وعي البعث، وتغدو(العلوية) كمذهبٍ يمثلُ أقليةً شديدة، عنصراً شديدَ المفارقةِ بين هذه النخبة وتراث المسلمين عامة، ولهذا تبدو عملية التضاد الكبيرة بين المذهبين السني والعلوي، كشكلين محافظين مهمةً، فيغدو الأولُ مُعبراً عن الأغلبية الشعبية سطحية الوعي التي تعيشُ خارجَ الهيمنةِ الحكومية القاسية وأرستقراطيتها العلوية وربما تشارك في جزء من فسادها، وتتوجه الطبقةُ الحاكمة في نظامِ الاستغلالِ الذي تقومُ به إلى التطرفِ بعد تفاقم هيمنتها ودخول سيطرتها في أغلب الشبكة الاقتصادية الاجتماعية وهي التي كانت في أولِ أمرِها متوازنةً في الصراع الاجتماعي، بسببِ طابعِ قيادة حافظ الأسد المتوازنة، لكن عنصرَ الفاشيةِ كان موجوداً في عهدهِ كذلك، عبرَ مذبحةِ حماة، وهو أمرٌ يشيرُ إلى طابع الصدام الأولي في شكلية الدينيين، وفي تأثيراته البشرية التالية.
(معنى الفاشية هنا: أنها الأرهابُ الدموي الجماعي).
كانت عناصرُ الفاشية موجودةً في هذا النمط من الوعي القومي، ويبدو ذلك من (عسكرة) الفكرة السياسية وجعلها مليشيات مسلحة عنيفة مع وجود عنصر الفساد وخراب (الذمم)، وهو أمرٌ يشيرُ إلى إلغاءِ الدين كقيمٍ إنسانية وكنسيجٍ وطني بين الناس.
والأفلاسُ(العلماني) البعثي هنا يبدو في هذا الدهسِ للتراثِ الديمقراطي الديني الإنساني وللقيمِ الماركسية التي حدثَ تقاربٌ أولي معها، وكذلك لقيمِ البرجوازيةِ الديمقراطية، فهذه المصادرُ كانت تقوي الحكمَ العامَ الدستوري والصلاتَ بين النخبةِ الحاكمة والشعب، ولكن مجيءَ الأسد الابن، وتصاعدَ الطبقةِ الفاسدة وحكمها المباشر، دفعها نحو الاثناعشرية التي تتصاعدُ بشكل فاشي في إيران، حيث وَجدت فيها إمكانيةً لحشدِ السكان الذين من الممكن تجنيدهم لسياستها وهم في حالةِ هوسٍ ديني.
ليس ثمة هنا تقدير للأئمة ودورهم الإنساني السابق بل يُؤدلجون ويجري الاعتماد على التحشيد الجماهيري العسكري العنيف وربطه بقضايا مشحونة زائفة، وهي أشكالٌ قامتْ عليها الفاشية، ويجري هنا تأجيجُ العداوات المذهبية وبين البشر عامة، واستخراج المخلفات العتيقة من الماضي، أي بعث جميع أشكال الوحشية، وهو ما تتوَّجَ في توجيهِ السياراتِ المفخخة لقتل المسلمين والمسيحيين واليهود والبشر عامة في المنطقة وخاصة في العراق ولبنان، ولم تواجه هذه الفاشية المتصاعدة بتحالف دولي ديمقراطي ومحاربتها.
ووضعت كلُ هذه المواد سوريا على فوهة البركان الاجتماعي الذي كان محتدماً مستعداً لقذف حممه.
الوعي السني السائد المعارض ظهر بشكل وعي الإخوان المسلمين كما تشكلت عملياتهم في أحداث حماة وبهذا اختاروا الطريق الطائفي، في حين وصل العلويون إلى الاستقطاب ولم يعودوا قادرين حتى على الإصلاح فكانت مواجهة طائفية بامتياز تحققت من مسار الأحداث، وتصاعدت عسكرياً، وكان لدى العلويين جيش كبير متمرس على الحروب والأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران الحاسم فكانت قدرات ضربه كبيرة على العامة المجندين الثائرين المختلفين فكرياً وسياسياً فكان يذبح ويتقدم في المعركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا لا تحدثنا عن الفاشيات الأخرى
مراقب ( 2014 / 7 / 20 - 06:56 )
يبدو المواطن الخليجي في كتاباته كمن كذب كذبة وصدقها ، فمن يقرأ كتاباتكم يظن بأنكم تعيشون تحت النموذج النرويجي أو الفلندي للحكم ، يا أخي جحا اولى بلحم ثوره ، فالتفتو إلى مشيخاتكم التي تحكمها عائلات تتواثها كما تتوارث قطعان الماشية ، لماذا لا تتحدث عن الفاشية السعودية التي تجعل خمسة الاف امير يسيطرون على مقدرات شعب الحجاز ، لماذا لا تتحدث عن فاشية آل الصباح أو آل نهيان او غيرهم من الآت والعزى التي تتوارثكم ، أنت تتحدث عما لا تعلم وتستقى مصادرك من قنوات مدعومة من مشيخات بلادك ، لاتجيد سوى تزوير الحقائق كل إنسان سوري أو يعرف سوريا يُدرك كذب ما تنشره بخصوص العلويين ، مناطق علوية بأكملها ترزح تحت ذات الفقر والعوز الذي يرزح تحته بقية اهل سوريا ، العلويين ليسوا كائنات فضائية كما هم بالنسبة لك إنهم بشر من لحم ودم نعرفهم بشكل شخصي وتجمعنا بهم علاقات شخصية ونعرف ظروف حياتهم الصعبة فكفوا عن نشر الفتن والتفتوا إلى بلادكم وعالجوا مالديكم من مصائب ، فلديكم منها ما يكفي ليشغلكم عن بقية العالم ، لسوريا مثقفيها وكتابها وأدبائها وهي قادرة على معالجة قضاياها ولا تحتاج لشخص يعيش في مشيخة ليعالج اوضاعها


2 - ......
شام ( 2014 / 7 / 22 - 20:39 )
كفى حقد واثارة الفتن اهتموا بشؤنكم وعالجو اموركم الداخلية التي بدأت تنشر الوساخات عبر شاشاتها واتركو سوريا مهد الحضارة ومهد الانسانية فمن انتم وماهو عنوانكم

اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟