الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذاكرة .........

رشيد كرمه

2005 / 8 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من يطالع تاريخ العراق الحديث , سيجد دونما اي جهد مشاركة الفصائل الوطنية العراقية في المعترك النضالي وعلى مختلف المستويات و في أكثر من ساحة وموقع , سواء داخل الوطن وخارجه, وسواء تعلق الأمر بشأن داخلي (عراقي ) أو خارجي , عربيا ً, إقليميا ً وعالميا ً.
وليس من باب المصادفة التأريخية ان شارك العراقيون في الأحداث التي عصفت في العالم ومنذ العشرينات من القرن العشرين و بما يهم الوطن نتيجة ً لما أفرزته الحرب العالمية الأولى وسقوط بغداد بعد أن دخلتها القوات البريطانية بقيادة الجنرال مود , وما أعقبته من انتفاضات وهبات جماهيرية شارك فيها الجميع بوعي وطني فطري , أسفر في نهاية المطاف تأسيس الدولة العراقية , والتي ستحتاج لاحقا ً الى مؤسسات عسكرية وأمنية وتربوية وخدمية ووو..إلخ وبظهور الجماعات التنويرية في الشارع العراقي , التي ساهمت في نشر الوعي المعرفي من خلال مشاهداتها وإطلاعها على تجارب الشعوب ( الحية ) ونقلها للكتب وترجمتها مما أثر في بلورة الوعي الوطني بما فيها إنعكاسات ثورة البلاشفة في روسيا ونجاحها في أكثر من مجال , ولقد تأسست بعض النقابات والجمعيات وكذلك الأحزاب التي إستطاعت تنظيم الشعب العراقي بما يؤمن إسترداد كرامته من خلال المطالبة بحقوقه وسيادته على أرضه التي كانت رهنا ً للشركات الأجنبية ( البريطانية ) .
ولعل إنجازات الجيش الأحمر و هزيمة النازية ساهم في دعم الأحزاب الشيوعية في جميع أنحاء العالم , ومنها منطقتنا , ولكن للقيادة الفذة للحزب الشيوعي العراقي ممثلة بـيوسف سلمان يوسف _ فهد _دورا إضافيا في تعزيز ( صيت ) الوطنية العراقية وهذا ما يبرر بقاء الحزب الشيوعي العراقي حيا ً حتى هذه اللحظة ,وإن بشكل معنوي بالمقارنة مع غياب أكثر التنظيمات الشيوعية بالمنطقة والعالم . ولئن يعاب كثيرا ً على أداء دور الشيوعيين في الوقت الحاضر , وعجزهم عن الوصول الى هيكل الحكومة الحالية , فإن هذا لايعفينا من القول ان الحزب خرج من معركة شرسة وغير متكافئة مع أطراف عديدة محلية وإقليمية وعالمية وأحد أطرافها دكتاتورية قل نظيرها في العالم وهي دكتاتورية البعث ,دفع فيها الحزب وأنصاره الكثير من الطاقات المهمة والكفؤءة لبناء الوطن , ومع هذا فان الحزب خرج منتصرا حاملا حلم الكادحين بصدق وواقعية ورافضا الأرتماء والخضوع , ومتمسكا ً بالثوابت التي اعتمدها في أدبياته من أجل وطن حر وشعب سعيد , ومع تبدل الظروف دخل الحزب معركة أصعب من سابقاتها إذ تسيطر على البلاد هوس الأفكار الدينية وألأمراض الطائفية وتفشي مظاهر الفساد الحكومي في ظل ظروف ومتغيرات وبلد محتل ,ومع هذا يقاوم ويستمر ويستمد من تراثه الكثير .
ومع سقوط التجربة السوفيتية ودول المنظومة الإشتراكية وتغير أسماء الأحزاب الشيوعية الى مسميات أخرى تبقى صفة الوطنية لصيقة الشيوعيين وأنصارهم كأرث من حزب سقى أبنائه حب الحرية و الوطن ونكران الذات وهي سجايا يعتز بها كل الشييوعيين في كل أنحاء العالم ومنهم العراقيون الديمقراطيون دون غيرهم.
وإذ يشارك العراقيون في إسناد إخوتهم الفلسطنيين في نهاية الأربعينات , ويتصدون للحكومات المتعاقبة , ويهللون ويدعمون نجاح المصريين في ثورتهم على الملكية , ويتظاهرون ضد العدوان الثلاثي على مصر , ويساندوا شعب الجزائر ضد المستعمر الفرنسي , ويباركوا للشعب الليبي ساعة خلاصهم من نير الإستعمار الإيطالي , ويسارعوا الى التطوع كفدائيين من أجل نصرة فلسطين , فإنهم وفي خضم هذا النضال يدفعون فاتورة نضالهم من دماء أبناء شعبهم , ومع هذا وقف الجميع وقفة لامبالاة أزاء ما يتعرض له العراق واهله من جراء السياسة الهوجاء لصدام حسين وزمرته بل ان دولا كثيرة ساهمت بسحق جهود المعارضة العراقية للخلاص منه ,
ولقد رفض الشعب العراقي مغامرة صدام حسين بغزوه الكويت وترويع أهلها , وشهدت دول العالم فعاليات طوائف الشعب العراقي وإستنكارهم لما حدث للكويتيين الذين لم يحسنوا الإصغاء الينا كمعارضة أدرى بصدام وغدره , بل وتمادى الأخوة في الكويت بالتضييق على العراقيين العاملين داخل الكويت , ولقد كاتبت السيد عبد العزيز المساعيد , وهو رئيس مجلس إدارة اليقظة الكويتية , قبل الغزو بشهور , ردا على مقال كان قد كتبه مهاجما فيها كوبا وينال من سجايا القائد الثوري جيفارا وكاسترو , ومن الطبيعي ان لاينشر المساعيد الرد رغم انني لم أزد في مقالتي على ماهو الواقع , إذ ذكرت في المقال محاولات الغدر التي قام بها النظام البعثي وصدام تحديدا مرورا ً بالأنقلاب على رفاقه البعثيين ومنهم البكر ومن ثم جماعة السامرائي والحمداني ومرورا بحالة الغدر القذرة ضد القوى الوطنية العراقية والحزب الشيوعي العراقي وخرقه الفاضح اتفاق التحالف الجبهوي, وكنت قد استرسلت في مقالتي التي لم تر النور حتى في جريدة الإتحاد الضبيانية غدر صدام حسين بما اشيع عن محاولات قتل لعدد من قيادات الجيش وحزب البعث , وهذا ما أكده فيما بعد الكاتب حسن العلوي في كتابه دولة المنظمة السرية ,
واذ يرتعد الكويتيون من غدر ابن العم فــي 2 آب 1990, يعودوا ليستذكروا ما قلناه , ويصير الناس شذرا ًمذرا ً في كل مكان ويبكي بمرارة ٍ شديدة أمير الكويت ,من على شاشات التلفاز , ومن على منبر الأمم المتحدة ونتعاطف معه , ونخرج الى الشوارع في كل مناطق المهجر العراقي , لنعبأ الرأي العام العالمي ضد الدكتاتورية وخطرها , وتحرر الكويت , ويعود اهلها اليها , وليبدأوا من جديد بسب العراقيين شعبا ووطنا ً , ولقد تصدى لهم كتابا عراقيون رائعون ومازالوا ومنهم الرائع عدنان حسين وقد تحدثنا بمرارة حول ذلك في دمشق فيمابعد بحضور قادة وطنيون , وينال الدكتاتور صدام عقوبة الزمن , ويسحل كا لذليل من جحر الجرذان المذعورة , إنتظارا لعقاب الشعب , الذي لا ينسى من وقف و يقف معه في هذه المحنة , كما لم ينسى الشعب الكويتي يوم الغزو , ولكن السؤال من يثير من عند الحدود ؟ ومن يعتدي على حق من ؟ ولماذا تثار مسالة الكويت في هذا الظرف المنفلت من كل شئ وفي كل شئ ؟

2 آب 2005 رشيد كَرمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA