الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشتراكية قوى الإنتاج , وأريستوقراطية علاقاته ؟

احمد مصارع

2005 / 8 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اشتراكية قوى الإنتاج , وأريستوقراطية علاقاته ؟
ليس من الخطل , اعتبار التلاؤم ضروريا , وبدون تصويت أو حتمية , فيما بين الشكل والمضمون , ولكن مفردة بالضرورة تعيدنا الى المنطلق الأول ( العقل السليم في الجسم السليم ) .
ففي الثقافة العربية تحد كبير لمبدأ التوافق الجمالي , فيما بين الشكل والمضمون , حيث يقال : وراء كل ذي عاهة جبار , وليس من السهل التوسط بينهما , لاعتبار أن الرياضة تضفي على ممارسها جمالا عقليا لا أساس له .
لقد رفض العبقري كارل ماركس , المدرسة التقليدية جملة وتفصيلا , لأنها جعلت من علاقات الإنتاج قدرا , يتم إصلاحه عبر تطور القوى المنتجة , ولكن ماركس رأى القوى المنتجة ستتراكم , في تطورها وصولا الى الطفرة التي ستغير القدر , لتخلق علاقات إنتاج موافقة لها حتما , متحديا بثورية بالغة كل أنواع الماكياج , وعمليات التجميل المتطورة للغاية .
وكان مفهوم الضرورة والحتمية الراديكاليين , نقطة الضعف البالغة , في البنيان الأيديولوجي المنهار , فما هو ضروري وربما حتمي , لا يأتي بمصاحبة العنف الذي أثبت عدميته البالغة , وهو الأمر الذي الى إسقاط قدسية الثورة , وليقصف بها نحو العنف من أجل العنف , والعودة من جديد نحو أهمية القول بضرورة الوقوف طويلا , أمام علمية تفسير العالم قبل الوقوع في مستنقع تغييره .
عند فائض القيمة تتراقص المواهب , وجبروت العلل , بل اختلاف درجات حرارة المشاعر البشرية نحو الاستغلال المتوقع , وعمليات الاعتراف بضرورات الواقع الحالي لا المحتمل مستقبليا , وماهو محتمل لا يحمل في عريضته طابع حتمية الرد الايجابي .
الأزمات حقيقية في عالم الرأسمال , والبطالة كذلك , نتيجة التفاوت بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج , وضرورة التضايف بينهما, وما بينهما بروز ظاهرة الصراع الطبقي كحل حاسم محتمل , يعيد حالة التوازن , ل يوتوبيا عملية إلغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان .
من يقدر ببلاهة الرد على تساؤلات القس العبقري ثوماس مالثوس , من الضغط الديمغرافي على الجغرافي , مع بقاء قوى الإنتاج على حالها , وهذا مالم يحدث بعد , لأن ما حدث من تطورات لا حتمية , فاق كل التقديرات , فالطبيعة مع مالثوس وأسقف فيكتور هوغو , بينما تطور قوى الإنتاج مع ثورية ماركس الطوباوية , ولكن بدون الانتباه , وإغفال النظر عن القفزة العلمية , لدمى الفيتشية التكنولوجية , والمتمثلة بالساعة الخامسة والعشرين , للروائي الروماني والنوبلي , وهي تتمثل في الآلة الفظيعة جدا , وهي تضبط سلوك البشرية جمعاء .
لقد تطورت حقا قوى الإنتاج , لتفرض اشتراكيتها الخاصة , بعيدا عن صراع الطبقات , بل وبعيدا عن ثوران الطبيعة , وتكييفاتها السلبية أو الايجابية , بل نحو توافيق رياضية لم تحدث من قبل في سمو الآلة , وألوهية التكنولوجيا المخادعة بعمق , بما يفوق موسى , مكيال ملائكة , ولينطق حقا وصدقا ,
يمتلك ماركس مع مالثوس نفس القوة في درجة التحليل , وهما يتبادلان الظهور كقمرين تابعين للكرة الأرضية , بيد أنهما بعيدين حتما عن الأرض , وما المد والجزر بينهما , وهو عمل موضعي للغاية , يمكن له أن يتلاشى ليس بفعل الاتساع الكوني الأبدي ومبادئ ( بينغ بانغ ) ولكن بفعل القوى الفاعلة للساعة الخامسة والعشرون , وهي تتمثل بمستويات معقدة للغاية , من اندماج قوى الإنتاج مع أعلى مستويات العلومية , بل التقانة الدموية , والفيتشية البالغة الأثر , مما أدى الى انحراف المسار , وليس هناك حتما قطار .
اشتراكية أو مشاعية قوى الإنتاج , فتحت باب جهنم الاشتراكية ما فوق علاقات الإنتاج , ودخلت رأسا نحو الكوسموبوليتانية التعاونية , وبفردانية بالغة البعد عن كل ماهو اجتماعي بالضرورة .؟!.
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف، اليسار الموحد، معسكر ماكرون.. معركة انتخابية


.. هولندا: فوز اليمين المتطرف يهدد شركات التكنولوجيا.. كيف؟ • ف




.. فرنسا: هل سيصمد تحالف اليسار بوجه اليمين المتطرف؟ وماذا يريد


.. تحالف اليسار في فرنسا يتفق على قائمة مشتركة في الدوائر الانت




.. حزب العمال يطلق برنامجه الانتخابي ويتعهد بإحداث تغيير يتوق ا