الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تقامروا بالعراق!

طه رشيد

2014 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يواجه عراق اليوم، عراق ما بعد التغيير، هجمة شرسة رأس حربتها " داعش" بقيادة مجموعة من ضباط صدام القدامى وحاضنتها معروفة للجميع ، ويقف خلف الهجمة دول من المحيط العربي والاقليمي والدولي. وقد اجتمعت هذه الجهود وتوحدت من اجل اسقاط التجربة الجديدة في عراق ما بعد 2003. واذا ما اضفنا العوامل الداخلية الاخرى التي تساهم بشكل مباشر او غير مباشر باسقاط التجربة او بجعلها تراوح في مكانها مثل الفساد الاداري والمالي، وجلوس الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، بسبب اعتماد المحاصصة الطائفية والعرقية والاثنية، والوقوف بوجه الكفاءات المخلصة والنزيهة وخاصة تلك التي تدربت وتأهلت في الخارج لعشرات السنين، بحكم تواجدها في المعارضة السابقة للنظام البعثي المقبور، لاستطعنا، وبيسر فهم سر النتائج المخيبة للامال في بناء عراق جديد، ديمقراطي فعلا لا قولا. عراق لا تنتهك فيه حرمات الناس مهما كانت الاسباب والدواعي والتهم ! يعتمد القانون وباجراءات قانونية من قبل رجال القانون في محاسبة من يخضع للحساب ، وليس من قبل من يحمل سلاحا! الارهاب يفتك بنا وبمدننا، وداعش تتحكم برقاب الناس وتمارس القتل العشوائي اليومي، في المدن التي تسيطر عليها، لانها احتكمت للسلاح، وعلينا ان لا نستعمل نفس سلاح العدو، وخاصة مع ابناء جلدتنا . يكفي لنا انقطاع الكهرباء في صيف بغداد الذي تعرفوه، يكفي لنا شحة المياه، يكفي لنا ضعف الخدمات ويكفي لنا "الزبالة" التي تزكم انوفنا في احيائنا الشعبية ولكم في "المدينة" و"الشعب" و"حي اور" نموذجا صارخا في هذا المجال.
بالامس القريب عقد في دولة مجاورة مؤتمر للمعارضة العراقية بقيادة فلول حزب البعث، وبحضور اكثر من مائتين وخمسين عراقيا. والنقطة الجوهرية في هذا المؤتمر هو دعم المقاومة الوطنية ! وفي حقيقة الامر هو دعم "داعش" التكفيرية الارهابية المتخلفة. والا عن اي قوى وطنية يتحدثون؟ يقبضون من تلك الدولة! وتروج لهم قنوات فضائية معروفة بنواياها وبتمويلها،ورجالهم من الشيشان والافغان و"لملوم" عربي غارق بمشاكل الهوية، لا يعرف من الدين سوى سورة الفاتحة !
والسؤال الملح هو كيف نستطيع ان نواجه، اعلاميا، هذه الهجمة الشرسة المتواصلة منذ ان سقط الصنم في ساحة الفردوس؟ هل يكفي ان نستدعي سفيرنا، على استحياء، من تلك الدولة وكاننا مدانون لها؟ العرق ليس مدان لأحد. الجميع مدان للعراق شعرا وفنا وعلما ونفطا!
آن الاوان للقوى السياسية المتنفذة ان تضع العراق اما اعينها. ان تحتكم للعراق. ان يكون مشروعها عراقي . ان ترمي بخلافاتها الى مزابل الوطن الكثيرة! فالخطر كبير والثمن سيكون باهظا . سوف لن نخسر اغلالنا وسوف لن نخسر السلطة فقط.. سنخسر ابناءنا قبل ان يولدوا ..والاهم سنخسر العراق، وهو جلّ ما يتمنوا، فلا تفرحوهم وفوتوا عليهم هذه الفرصة ان كنتم وطنيين حقا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا