الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم ... (31) ... قلوبنا مع داعش وحناجرنا مع المسيح

حكيم العبادي

2014 / 7 / 21
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


نصح الفرزدق الذكي الحسين بن علي بعدم الذهاب إلى أجلاف معسكر الكوفة ، من بقايا جيش القادسية قائلا ً : قلوبهم معك وسيوفهم عليك !!! .
وها نحن نخطو خطوة ً أخرى في طريق العار الأبدي ، فقلوبنا مع داعش ، وحناجرنا الفاجرة المنافقة مع المسيح !!! .

الإنتماء للقطيع والإنسان :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الفرق بين من يسير وحيدا ً في الغابة أو في الصحراء ومن يسكن المدينة ؟؟؟؟؟ .
ما الفرق بين سالكي الطرق الخطيرة التي تعج بااللصوص ، والقتلة ، وبين من يسكن مدينة متحضرة عمرها 7 آلاف عام ؟؟؟؟ .
لا أرى إلا فرقا ً واحدا ً هو الشعور بالأمان !!! .
الأمان الذي تشعر به حين تنتمي إلى القطيع !!! .
في المدينة ستجد من يساعدك حين تقع في مشكلة ... و ستجد من يدافع عنك حتما ً إذا حاول أحدهم الإعتداء عليك ، وقد لاتعرف هذا المدافع ولم ترَ وجهه من قبل ... فليس بالضرورة أن يكون جارا ً أو صديقا ً أو من أبناء المحلة .
لكن حين تتخلى عنك المدينة بكل سكانها ، ويخذلك مجتمع يتكون من مئات الألوف من البشر ، ويتفرج عليك إقليم قريب يمتلك مئات الالوف من المقاتلين المسلحين جيدا ً ممن يقبضون رواتبهم من الحكومة المركزية ... ويسلمونك لمجموعة من اللصوص والقتلة وقطاع الطرق القادمين من مختلف مزابل العالم ... ليسرقوا بيتك ... ويغتصبوا زوجتك .... ويقتلوا إبنك ... ويصادروا مالك ... ويحرقوا كنيستك ... وتجد جيرانك بين مبررٍ ، ومتشف ٍ ، ومشارك ٍ ، ولص ٍ ، وجبان ٍ ، ومتوار ٍ خلف جدران بيته لكي لا يرى ، أو مصفقٍ فهذه خيبة لم تعرفها الإنسانية عبر تاريخها الطويل .
1400 سنة ، ولم نتعلم الأخلاق ولا التعايش ، وبقيت قيم الصحراء تنخر في عقولنا ؟؟؟؟ ... و نعتقد أن الإسلام غيرنا وجعلنا ملائكة !!! .
1400 سنة ، ولم نرتق بإنسانيتنا لنقترب ولو قليلاً من الحيوانات ، فالحيوانات لا تُسلم أعضاء القطيع !!! .
1400 سنة ، ولا تستطيع مدينة يفوق عدد سكانها المليون ، وإقليم يفوق سكانه الأربعة ملايين أن تحمي فئة مسالمة ضعيفة من سكانها من عصابة من لصوص الصحراء الدوليين لا يتجاوزتعدادهم الثلاثة آلاف ؟؟؟؟ .

كلنا داعش !!!!! :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الذي سلم الموصل ، وهرب قادته أو قوادوه ، لا فرق ، هم داعش !!! .
الحكومة التي أوصلت البلد لما نحن فيه ، ولا زال معمموها وكبار لصوصها من الشيعة يتقاتلون لنيل كرسي رئاسة الوزراء والبلد يحترق هم داعش !!! .
ساقطوا البرلمان الذين يؤجلون ، ويجتمعوا فيؤجلون ثانية ً ، وكأنهم عواهر جاءهن الحيض فألغى مواعيدهن ، و منعهن من العمل كلهم داعش !!! .
شيوخ العشائر من المهربين والتافهين والمسؤولين الحكوميين ممن شارك في المؤامرة وتحالف مع داعش والبعث ، هم أيضاً داعش !!! .
سياسيوا الإقليم الكردي من اللا وطنيين والمشاركين في الجريمة وممن لا يهمهم إلا تحقيق غاياتهم ومصالحهم والتظاهر بالإنسانية بوجه ٍ منافق قبيح هم داعش... وسيرى هؤلاء انهم الخاسر الأكبر وقريبا ًجدا ً !!! .
ألغرب الساقط الذي تثير مواقفه الإستغراب لتعدد مكاييلها ... حين تتجمع قوى 33 دولة لتحرير الكويت إرضاءاً للسعودية وحماية ً لآبار النفط ... وحين يطالبون تركيا بالإعتذار عن مذبحة الأرمن في 24 أبريل 1915 حتى اليوم ... وحين تؤلمهم كلبة تسقط في بئرمهجور في أقاصي العالم و تثيرإنسانتيهم... و يتعامون عن رؤية ما يجري من ذبح وتنكيل بالمسيحيين والصابئة والايزيديين في العراق وسوريا هم داعش !!!.
المليشيات الشيعية العراقية التي تتباكى على المسيحيين في الموصل ، ولا تعرف كيف تحمي أملاكهم التي إغتصبها مسلحوها في الكرادة الشرقية الشيعية في مركز بغداد ، وتعيدها إليهم هم داعش !!! .
الثلاثة ملايين ممن تطوعوا للدفاع عن الموصل ولا زالو يتدربون !!!!!!... ولا أدري متى سينتهي التدريب ؟؟؟؟... وهل لا يوجد بينهم 100 ألف على الأقل من المتدربين القدامى ؟؟؟؟ ... أم ان الغيرة الوطنية بحاجة لكرسي رئاسة الوزراء قبل أن تستل خنجرها لتدافع عن المسيحيين والشيعة في الموصل ؟؟؟؟ .
جميع المواكب التي تعتقد أن طعامها لا يصل الى الحسين إلا في محرم وصفر هي داعش ... فلقمة واحدة تقدم اليوم لطفل ٍ مسيحي جائع يتقبلها الحسين وأبوه أكثر من ألف مائدة في محرم !!!! .
الوقف الشيعي والحضرات العلوية والحسينية والعباسية والكاظمية التي لا ترسل ما بها من أموال للمشردين ولم تقرأ شيئا ً عما كان يفعله علي الذي يتمسحون به كذبا ً ونفاقا ً هي داعش !!! .
جميع تافهي الفيس بوك ممن يتباكون على الإسلام ، ويبررون ما يجري بإلصاقه بفئة ضالة ، ويعتقدون أن ما يحصل غريب ودخيل على التأريخ الإسلامي هم داعش بجهلهم أو بمغالطتهم !!! .
الإعلام العربي والعراقي القذر ومثقفوه النكرات ممن لا هم لهم إلا الشتائم والسباب وليّ أعناق الحقائق هم داعش !!! .
السماء التي ستمطر على هذا البلد ، إن أمطرت بعد الآن هي داعش !!! .
الأنهار التي لا تجف ، والأرض التي لا تجدب وقد شُرِّد خيروها ، ومسالموها ، ومستضعفوها ، وظلت لذئاب الصحراء هي داعش !!! .
العصافير ... الألوان ... شمس السياب ... ضحكات الأطفال ... الأهوار ... المآذن ... قبر علي الذي لا يرحل مع المسيحيين ... كلنا بدونك داعش !!! .
أقتلوا داعش فيكم إذا أردتم الحياة ...
أطردوا داعش من فكركم وعقولكم وثقافاتكم وقيمكم إذا أردتم السلام ...
توحدوا في الإنسان فهو الأبقى ...
توحدوا في المسيحيين فهذه فرصة لتتعلموا معنى الرحمة ...
توحدوا في الجمال ... فقادمكم قبيح أيها المسلمون ...
قادمكم هو النهاية .

الدكتور حكيم العبادي
https://www.facebook.com/hakim.alabadi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون