الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا رفضت حماس المبادرة المصرية

كور متيوك انيار

2014 / 7 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


لماذا رفضت حماس المبادرة المصرية

كور متيوك
رفض حماس للمبادرة المصرية لاعادة الوضع بين اسرائيل وحماس الى ما قبل الحرب فاجات الكثيرين لان حماس لا تملك قوة يمكن بواسطتها إن تهزم اسرائيل او تجبرها على القيام بما لا تريد ، فطيلة فترة الغارات و الصواريخ المتبادلة بين الجانبين منذ ما يقارب الاسبوعين قتل ما يقارب مائتين و الفي جريح فلسطيني بينما الخسائر الاسرائيلية البشرية تحسب على اصابع اليد ، فلماذا يصر الحماس على استمرار الحرب بدلاً من وقفها ؟ .
من البدء حماس كانت تعلم إن اسرائيل تنوي شن حرب الى قطاع غزة وبدلاً من إن تفوت لها الفرصة قامت بتشجيعها حتى تهجم على قطاع غزة بتبرير حماس لخطف الشبان الاسرائيليين ، في فترة الرئيس مرسي قبل حماس بالمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار من قبل الجانبين ودخلت التهدئة حيز التنفيذ منذ ذاك الوقت حتى إنفجار الوضع مجدداً في عهد السيسي ، وقتها حماس كانت تشعر بانها محاطة ومدعومة اقليمياً وخاصة الدعم المصري القطري ، لكن الامور لم تعد كما هي ، وما قامت به حماس بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية امر غير مقبول و لا يوجد دولة في العالم يمكن إن يقبل بهكذا وضع او تدخل في شؤونها حتى لو كانوا اشقاء عرب كما ظل حماس تكرر إن مصر دولة شقيقة إلا إن حماس تجاوزت الخطوط المسموح به ، كما إن الانتماء العروبي و الشعور المشترك بما يعاني منه فلسطين لم تعد كما في السابق فلقد حدثت العديد من الثورات و التغيرات على مستوى كامل المنطقة العربية و الشرق الاوسطية وتلك التغييرات ادت الى الكثير من التحالفات الجديدة التي لم تستوعب معها شعارات العروبة التي ظل القادة العرب يرفعونها في العقود السابقة ويتوحدون في مواجهة اسرائيل باعتباره عدوهم الاول كما يعتقدون ، الدول العربية إكتشفت إن هذا الربط العروبي اصبحت عائقاً امام تحقيق الكثير من مصالحها دولياً .
إن حماس بمحاولته اللعب على تناقضات الخلافات العربية العربية فهي بذلك لا تضر تلك الدول بل تضر القضية و الشعب الفلسطيني ، يجب على حماس و الفصائل الفلسطينية إن تتعامل مع اي حكومة في مصر بغض النظر عن الانتماء الايدلوجي لتلك الحكومة إو إن كان الاطاحة بمرسي انقلاباً او ثورة فهي ليس من اختصاصات حركة حماس باعتبارها حركة تحررية تعمل من اجل الاستقلال .
اسرائيل بعد لحظات فقط من اعلان المبادرة المصرية لتهدئة الوضع في غزة اعلنت موافقتها عليها ، حيث كان ينبغي إن توقف اسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة بينما يتوقف حماس عن اطلاق الصواريخ تجاه المدن الاسرائيلية في حال موافقة الطرفين على المبادرة ، لكن حماس رفضت المبادرة متحججة إنها لم تضطلع على المبادرة المصرية وانها سمعت بها من خلال وسائل الاعلام ، وما جعلت حماس تتخذ مثل تلك الخطوة التي منحت اسرائيل الدعم لتوسيع عملياتها العسكرية في قطاع الغزة و الذي بدوره يؤدي الى مزيد من المعاناة لدى الشعب الفلسطيني ، هي موقف كل من تركيا وقطر ، حيث تتحدث المبادرة القطرية عن فتح معبر رفح بشكل نهائي وإنشاء ميناء تكون منفذاً لقطاع غزة من الحصار ، وهذا الدعم يبرر موقف حماس من رفض المبادرة المصرية باعتبار إن تركيا وقطر يعتبران حليفان لحركة حماس وربما حماس تعتقد إن المبادرة القطرية افضل لها من المبادرة المصرية . كما إن حماس ربما بايعاز من تركيا وقطر ارادت إحراج السيسي واعتباره يعمل ضد القضية الفلسطينية وانه متحالف مع اسرائيل إلا إن مثل تلك التوقعات غير سليمة لان مصر تتمتع بدعم دولي وعربي وخاصة من اغلب دول مجلس التعاون الخليجي ، و الذي يحاول قطر الخروج من جلبابهم .
إن المبادرة القطرية تم حياكتها وكان حماس هي التي تسيطر على الموقف من الناحية العسكرية و الدبلوماسية ، وجاءت مليئة بالعديد من الشروط فتح معبر رفح بصورة دائمة وعلى مدار الاربعة و العشرين ساعة وهذا لا يمكن إن يقبل بها مصر باي شكل من الاشكال ، ونصت المبادرة ايضاً على إن يقوم اسرائيل باطلاق سراح جميع السجناء الذين تم اعتقالهم عقب اختفاء الشبان الثلاثة ، إن تسمح اسرائيل ببناء ميناء في غزة ، تفتح اسرائيل جميع المعابر الحدودية بينها وبين قطاع غزة بشكل كامل ، كما نصت المبادرة على إن تكون واشنطن ضامنة للاتفاق و إن يرجع الجانبين اليها في حال انتهاك الاتفاق من قبل احد الطرفين ، و لايمكن للولايات المتحدة إن تكون ضامنة لاتفاق بين اسرائيل وحماس لان هذا سيعني اعترافها بحركة حماس ، من الغريب إن المبادرة القطرية نصت على إن تكون تركيا شريكاً في جهود التهدئة ، يبدوا إن قطر وتركيا كانا يعتقدان إن توتر العلاقات المصرية الامريكية يمكن إن يجعل الادارة الامريكية ترفض المبادرة المصرية ، مهما كان درجة الخلاف بين مصر وامريكا الا إن الاخير تدرك إن مصر لاعب مهم في منطقة الشرق الاوسط لا يمكن إن يتم تبديلها بقطر وتركيا ، كما إن مصر اقرب الى اسرائيل من تركيا وقطر ، بينما مصر ابعد لحماس من قطر وتركيا إلا إن المبادرة المصرية اقرب للواقع من القطرية .
إن حرب غزة تكشف العديد من المشاكل التي ظلت تغطيها اللغة الدبلوماسية ، فتسلل عناصر من حماس الى اسرائيل عبر انفاق هي التي ادت الى الهجوم البري الاسرائيل بالرغم ( حماس ) من إنها كانت تدرك إنها ستفشل ، وهذا لايبدوا تفكير حمساوي دون دفع من قبل تركيا وقطر ، كذلك إن التدخل البري الاسرائيلي على قطاع غزة بعد ساعات فقط من عودة مسؤولين امنيين اسرائيليين من القاهرة ، واستمرار إغلاق معبر رفح ، والصمت العربي ، وعدم مبالا الرئيس السيسي بما يحدث في غزة يشير الى إن تنسيقاً دولياً تم بشان حماس قد تكون السعودية على علم بها باعتبارها من اقوى الحلفاء العرب بالنسبة لمصر .
مهما كان قراءات حماس حول شكلية الخلافات العربية العربية و المتغيرات الدولية في المنطقة العربية و الشرق الاوسطية إلا إن تلك المواقف ستضر بقضية الشعب الفلسطيني .
لا اظن إن اسرائيل ستقبل باي مبادرة من قبل قطر او تركيا لان علاقاتها خاصة مع تركيا متوترة لذلك لا يوجد لحماس مخرج سوى مصر رفضت ام قبلت طالت الزمن او قصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر الانقلاب ليست في مستوى المبادرات
عبد الله اغونان ( 2014 / 7 / 21 - 12:47 )

بما أن نظام الانقلاب صنف حماس منظمة ارهابية فكيف يطرح مبادرة بينها وبين العدو

الاسرائيلي

المصريون يحتاجون لمن يجري بينهم مبادرات

فاقد الشيئ لايعطيه

مبادرة مصرية..ههههههههه مسخرة

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج