الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنصاف الحلول .... تعميق للخلاف واستمرار للازمات

خالد اليعقوبي

2014 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كان العراق يعيش اجواء مستقرة الى حد ما في نهايات عام 2009 وربيع عام 2010 ، حيث الأجواء التي خيمت على الفضاء السياسي العراقي اضحت متزنة نوعا ما نتيجة لتكاتف الكتل السياسية جميعا ودعم السيد المالكي في تصديه لمحاربة المليشيات في قرار اتخذه لا يخلو من الشجاعة والمخاطرة السياسية وقتها ، تبعتها إجراءات أساسية ومهمة كانت تمثل مفاتيح للحل والبدء بمرحلة تحمل أملا في مستقبل واعد وزاهر ينتظره العراقيون.
كما لايمكن ان ننسى ماقام بها الجنرال بترايوس في المناطق الغربية والتي تم دعمها من قبل الحكومة العراقية من خلال تشكيل أبناء العراق والصحوات التي قاتلت الارهاب وانتصرت عليه ، وصولا الى يوم 7 آذار / مارس عام 2010 حيث جرت الانتخابات البرلمانية في ذلك العام والتي مثلت نتائجها ، في رأيي الشخصي، بداية الأزمة المستعصية على الحل والتي يعيش العراق الى اليوم تدعياتها السلبية وعواقبها الوخيمة.
اذ وجدنا في تلك المرحلة السياسية عدم احترام واضح للتوقيتات الدستورية، وبدلا من قبول الأطراف السياسية بشراكة الأقوياء الذين فازوا في الانتخابات وتشكيل حكومة قوية ، الا ان هذه النتائج عمقت من الخلاف وإجواء عدم الثقة بين الأطراف السياسية الى حد حدوث انسحاب للقائمة العراقية لحظة التصويت على رئيس الجمهورية في جلسة البرلمان الاولى التي انتخبت فيها رئاسة البرلمان ومن ثم بعد تسعة شهور من المفاوضات الماراثونية تشكلت الحكومة العراقية.
وبدلا من استثمار الدعم الدولي والإقليمي والاستقرار الأمني الذي كان يشهده البلد ووجود قوات التحالف التي كانت توفر دعما استخبارتبا ومسك للأرض في مناطق ساخنة مجانا واليوم نطلبها بأثمان غالية ولم نحصل عليها الا بشروط ! ، دخلت الكتل السياسية بالتنافس فيما بينها والتدافع بشكل غير مسبوق للفوز بغنائم السلطة والمناصب حتى تشكلت حكومة مترهلة فاقت في عددها الأربعين وزيرا ، وأصبحنا نبحث عن تشكيل مناصب ومواقع لاسترضاء أشخاص ، ولم تنفع تدخل المرجعية في التقنين الا بعد فترة عندما حصلت عملية ترشيق وزاري غير فعال لانه لم يتبع بخطوات عملية واقعية حتى تكون مفيدة ومنتجة فعلا.
ونتيجة لذلك استمر الجميع بالشكوى من عدم الانسجام والتهميش والإقصاء طيلة اربع سنوات كانت قاسية الى حد كبير ، كما عمقت من الانقسام بين مكونات المجتمع العراقي وصولا الى التراجع الأمني وخسارة السيطرة على مدن كبيرة وكما هو بات معروف للجميع .
اليوم وما جرى في انتخاب رئاسة مجلس النواب وما يرشح من اخبار التفاوض بين الكتل السياسية للمواقع التنفيذية في الدولة لاتبعث على الأمل والاطمئنان من ان الجميع يحاولون على الأقل تجاوز اخطاء الماضي القريب بل نرى ان السلوك ذاته قد كرر نفسه بكل اسف.
لذلك نرى ان تتضمن هذه المفاوضات التفكير بحلول حقيقية تحتاج الى قرارات شجاعة وقد تكون مؤلمة للبعض لإعادة اللحمة الوطنية والتوزيع العادل للثروات واحترام مؤسسات الدولة وهيبتها ومنع كل ماهو خارج إطار الدولة لاسيما من يحمل السلاح ووجود إرادة سياسية حقيقية تؤمن بعراق موحد فدرالي برلماني.
كما يجب الانفتاح على شرائح الشعب كافة من الكفاءات والتكنو قراط في إدارة مؤسسات الدولة والابتعاد عن الحزبية الضيقة ، والقبول بقرارات شجاعة تليق بالرجال الحقيقين في اجراء مصالحة وطنية ، وتعزيز احترام حقوق الانسان وصيانة كرامته وحفظ مصالحه ، وتشكيل جهاز تنفيذي اتحادي رشيق ومجلس وزراء قوي قادر على اداء مهامه بما رسمه له الدستور.
كما لاينبغي ان يغيب عن بالنا تعزيز سلطة إدارة المحافظات والأقاليم الذاتية وفق القوانين والتشريعات النافذة، والابتعاد عن الحلول الترقيعية والقبول بانصاف الحلول وتكرار التجربة السابقة الفاشلة كاننا لم نسمع بقول أنشتاين " عرف الغباء بتكرار نفس التجربة مرتين وتوقع نتائج مختلفة ".!!!

الدكتور خالد اليعقوبي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في