الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتحرك نخوة المعتصم في الرئيس السيسي !!

محمود سعيد كعوش

2014 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى ثورة 23 يوليو/تموز:
هل تتحرك نخوة المعتصم في الرئيس السيسي !!
مع بلوغنا الثالث والعشرين من الشهر الجاري تكون قد حلت علينا الذكرى الثانية والستون لثورة 23 يوليو/تموز 1952 التي فجرها نفر من الضباط المصريين الأحرار بقيادة الراحل الكبير جمال عبد الناصر للتخلص من الملكية الإستبدادية وترسيخ دعائم الجمهورية في مصر الحبيبة.
ولما كانت قد مضت كل تلك السنوات على تفجر الثورة المجيدة ومضت أربعة وأربعون سنة على غياب قائدها الذي لم يزل يعيش في قلوب وعقول جميع الوطنيين والقوميين العرب ولم تزل صوره وشعارات ثورته تتصدر الساحات العربية العامة وترافق جميع التحركات الشعبية في جمهورية مصر العربية ومعظم البلدان العربية الأخرى، فإنني ساقصر حديثي هذا العام على الحديث عن علاقة عبد الناصر بفلسطين والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
سأفعل هذا وأنا يحدوني الأمل في أن يحذو الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي حذو القائد التاريخي العظيم الذي لبس جلبابه خلال الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ليصل إلى السلطة في مصر!! سأفعل هذا وأنا يحدوني الأمل في أن تتحرك نخوة "المعتصم" في الرئيس السيسي بعد مضي ستة عشر يوماً على العدوان الصهيوني البربري المتواصل على قطاع غزة الفلسطيني، الذي يخوض معركته دفاعاً عن كرامته وكرامة شعبه وكرامة كل الوطن العربي والأمة العربية.
صحيح أن عبد الناصر هو القائد العربي الذي دعا إلى عقد مؤتمرات القمة العربية من أجل القضية الفلسطينية منذ عام 1964 واستمر في تبنيها حتى رحيله في عام 1970. لكن الصحيح أيضاً أن علاقته بهذه القضية، التي تصدرت على الدوام أولوياته القومية باعتبارها قضية العرب المركزية، عادت إلى فترة مبكرة جداً من حياته العسكرية والسياسية.
فإثر صدور قرار تقسيم فلسطين في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947 تشكلت لدى جمال عبد الناصر قناعة مفادها "أن ما يحدث في مصر وما يحدث في فلسطين هو جزء من مخطط استعماري يستهدف الأمة العربية كلها". وانتقلت تلك القناعة إلى إخوانه من الضباط الأحرار، بحيث استقر رأيهم منذ اجتماعهم الأول على ضرورة مساندة المقاومة الفلسطينية من خلال الانضمام إلى فرق المتطوعين العرب التي كانت قد بدأت تتشكل في العاصمة السورية دمشق وعواصم ومدن عربية أخرى كثيرة.
ولما أنهت بريطانيا انتدابها على فلسطين مُظهرةً انحيازاً فاضحاً إلى جانب الصهاينة في عدوانهم السافر والمتواصل على الفلسطينيين، رأى عبد الناصر أن لحظة الدفاع عن الحقوق العربية قد أزفت لأن ما حدث في فلسطين مثل انتهاكاً صارخاً للعدالة الدولية والكرامة الإنسانية في آن معاً. وأتبع ذلك بخطوة عملية تمثلت بطلب الحصول على إجازة من الجيش المصري ليتمكن من الانضمام إلى صفوف المتطوعين. لكن شاءت الصدفة أن تأمر الحكومة المصرية الجيش بالتحرك العاجل للمشاركة في حرب الدفاع عن عروبة فلسطين قبل أن يُبت بذلك الطلب. وكان لعبد الناصر ما أراد، فخاض غمار تلك الحرب وتردد اسمه بشكل مدو في معارك أسدود والنقب وعراق المنشية، كما اكتسب شهرة كبيرة في حصار الفالوجة. وتقديراً لبطولاته وتميزه في ساحات الوغى وتقديراً لوطنيته، منحته القيادة وسام النجمة العسكرية.
واستناداً لما جاء في "فلسفة الثورة" و"الميثاق الوطني" فإن عبد الناصر بعدما اكتشف أمر الأسلحة الفاسدة وعرف الطريقة التي كان يتم بها تسيير المعارك وانتبه إلى أن القيادة العليا للجيش المصري كانت تهتم باحتلال أوسع رقعة أرض ممكنة من فلسطين دون النظر إلى قيمتها الإستراتيجية أو إلى أثرها في إضعاف مركز الجيش، وسع من دائرة نشاطاته في تنظيم الضباط الأحرار.
وأثناء حصار الفالوجة تولدت لدى عبد الناصر قناعة راسخة بأن الحصار لم يكن يقتصر على تلك البلدة الصغيرة أو فلسطين أو قطر عربي بعينه وإنما كان يشمل الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج، الأمر الذي ولد لديه قناعة موازية مفادها أن "المواجهة الحقيقية للاستعمار والصهيونية والرجعية العربية إنما تبدأ في الحقيقة من داخل الوطن".
وعلى ضوء ذلك خلص عبد الناصر وإخوانه من الضباط الأحرار إلى أن "القاهرة حيث الانتهازيون وعملاء الاستعمار يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويشترون الأسلحة الفاسدة للجيش المصري هي نقطة البداية وليست فلسطين"، وهو ما يستدعي القول منا دون تردد أو حرج أن "حرب فلسطين 1948 بما ترتب عليها من نتائج وإفرازات وإرهاصات أسهمت إسهاماً كبيراً ومباشراً في قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 المجيدة، إلى جانب عوامل أخرى عديدة خاصة بمصر".
عُرف عن عبد الناصر ثبات وصلابة موقفه إلى جانب الثورة الفلسطينية المسلحة التي اعتبرها أنبل ظاهرة في الأمة العربية، وتصديه بعزم وإصرار لخصومها الداخليين وأعدائها الخارجيين. وكما هو معروف فإنه أشرف على توقيع "اتفاقية القاهرة" بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 1969 حفاظاً على الثورة الفلسطينية واستمرار مسيرتها النضالية.
وأثناء أحداث أيلول 1970 في الأردن لم يدخر عبد الناصر جهداً إلا وبذله من أجل وقف تلك الأحداث المريعة والمرعبة. وحتى يضع حداً لنزف الدم الأخوي الأردني ـ الفلسطيني دعا إلى عقد مؤتمر قمة عربي استثنائي انتهى إلى توقيع اتفاقية جديدة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الأردنية، سُميت هي الأخرى "اتفاقية القاهرة".
وبعد توقيع تلك الاتفاقية ووداعه القادة العرب اطمأن على الثورة الفلسطينية وخفق قلبه الكبير بحبها لآخر مرة وتوقف يوم الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1970 . رحم الله جمال عبد الناصر القائد والأب والأخ والرفيق. لقد عاش للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وقضى شهيداً من أجلهما. ترى هل تصل الرسالة وتتحرك نخوة "المعتصم" في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فيتخلى عن دور الحياد وينحاز لفلسطين والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ويصبح كبيراً كما فعل الكبير جمال عبد الناصر؟ ننتظر لنرى !!

محمود كعوش - الدانمارك
كوبنهاجن في يوليو/تموز2014
[email protected]













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا لا تتحرك نخوتك انت وتأتى من الدانمارك
أحمد محمد احمد ( 2014 / 7 / 22 - 20:29 )
ارجع ياسيدى من كوبنهاجن ،وحارب مع اخوتك فى غزة

اخر الافلام

.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل


.. إيران.. تعرف على مواقف جليلي وبزشكيان في ملفات السياسة الخار




.. مقابلة خاصة مع نائب وزير الخارجية التركي ياسين أكرم سرم


.. أوضاع الشرق الأوسط وحرب غزة تحظى باهتمام كبير في قمة شانغهاي




.. نتنياهو بين ضغط عائلات المحتجزين وتهديدات ائتلافه اليميني