الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياحة بابٌ مهمٌ للعيش والتقدم

عبدالله خليفة

2014 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



اختارت القوى المذهبية السياسية أن توجه عملا واسعا لديها نحو السياحة و(الفساد) الأخلاقي، في تعبير عن بدايات التجلي للمواقف المحافظة، وعن توجهات العديد من القوى الوسطى و(العمالية) كذلك نحو الانتهازية.
وبطبيعة الحال فإن الانفتاح الاقتصادي مرتبط بظاهرات من التحلل والتعفن، وهي غالباً ما تصعد على سطوح الحياة، كظاهرات السكر الحادة والاعتداءات الجنسية وبيع السلع المغشوشة وغير هذا كثير.
هذه الظاهرات تصيبُ بعضَ العامة بالتوجسِ أو حتى بالهوس، وتلقي بها على التحديث والتقدم!
وهذه المخاوف مرتبطة بطبيعة التلقي الذي يسمعونه في المنتديات الدينية عن الانهيار الأخلاقي الكاسح المزعوم.
وهذا يربط كذلك بحقول دينية أخرى كمجيء يوم القيامة وعذاب القبور وكل الحيثيات الغيبية التي توظف لخدمة التيارات السياسية التقليدية الموجهة لتغييب وعي الجمهور الفقير خاصة.
كما أن هذا مرتبط بطبيعة (رأس المال) الذي تكونه بقوة وسرعة الفئاتُ الدينية التي تتلاصقُ مع الحملاتِ الدينية والسياسية الانتخابية والتي وجدت في جمهورِها البسيط مواد كثيرة للبضائع والتراكم المالي الكبير.
هذا يدل على الجوانب الاقتصادية الضعيفة التي جاءت منها الفئاتُ الدينية وهي الأرياف والبلدات التي تقيم جدراناً حول ممارساتها الاجتماعية القابعة في الظلمات المجهولة.
وهي كذلك لم تشكل قوى اقتصادية إنتاجية مهمة فقامت السياسة التحولية السريعة غير المخططة في إستراتيجية ديمقراطية حقيقية بتصعيدها.
وكانت نفس الأدوات تنقلها من البلدات الصغيرة والقرى إلى المدن، جماعات مذهبية سياسية مقراتها الأمكنة المقدسة غالباً، وتتركز شعاراتها على نقد الأوضاع السياسية المجردة، ومن وجهة الخندق الطائفي، وتجسد حالة رجل الدين المحافظ الذي يحكمُ بشكلٍ مطلق قريتَهُ وبلدته وبيته.
فهو يريد أن يكون المجتمع مثل بيته، وطاعة زوجته وعياله، وتزول مظاهر الدنس واللا فضيلة، ويغدو ذلك حالات سياسية غير حقيقية ورجعية، ممزوجة ببعض النقد لبرامج الحكومة في الخدمات خاصة.
لهذا يغدو صدامه مع السياحة والانفتاح التجاري والإعلامي، لأن هذه العواصف العالمية تزحزحُ سيطرتَهُ على قريته وبيته، وهو لا يعرف أن العالمَ هو الذي يسحبهُ لتحديثيته التي لا تتوقف شاء أم أبى، ويطالبه بأن يكون ديمقراطياً اجتماعيا مع أهل بلدته وبيته ووطنه، وأن مقاييس (الفضيلة) الشكلانية التي يطرحُها ليست هي مقاييسُ الأخلاق الحقيقية، فمقاييس الأخلاق الحقيقية تعتمدُ على الحرية والمسئولية وليس على القمع.
وحتى لو نشر إراداته كاملة على بلدته فالأهالي سوف يتمردون ويذهبون لخيارات أخرى، عبر الإعلام والسياسة والسياحة، ولو يدري أن الفساد في قريته أوسع بكثير من المدينة!
إنه يساهمُ في نشر الرذائل بالسيطرة على النساء وإبعادهن عن الأعمال الرئيسية في البلد خاصة السياحة والصناعة، إنه يحولهن إلى مواد قابلة لاختراق التحلل والفساد والجريمة، بنزع سلاح العمل والثقافة منهن.
إن الميدان الهائل لعملهن في البلد وهو السياحة يحرمه عليهن، ولا يمكن مقاومة التحلل والشر بقطعة قماش ولا بترديد محفوظات بل بالوعي التحديثي الوطني المقاوم، وبالأجور الجيدة والعيش الكريم، فتغطس البنت في بركة ملوثة وتخرج نظيفة نقية!
لكنهم هيأوا الشباب للرذائل، أخرجوهم من السياحة، أضعفوا قدراتهم على تقوية بيوتهم وأسرهم بدعوى تلك الفضائل اللغوية الزائفة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل