الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلوكنا و سلوكهم !!

عبدالسلام سامي محمد

2014 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من جميع اساليب الظلم و العنف و الغدر و القهر و التنكيل و التهميش و الاعتداء و هضم الحقوق و كبت الحريات و كتم الافواه و حملات التطهير الديني و المذهبي و حملات التهجير القسري الجماعي التي تعرضت لها جميع الاقليات الدينية و المذهبية ,, و على وجه الخصوص اخواننا الارمن و المسيحيين و اليهود و اليزيديين و الصابئة و غيرهم في بلاد الشرق المسلمة على ايادي الغزاة البدويين من الصحراء العربية الجرداء و منذ اليوم الاول من ظهور الاسلام و الدعوة الى القبول الاجباري للديانة الاسلامية ,, و بالرغم ايضا من قيام دولة الخلاقة الداعشية الاجرامية و الاحزاب الاسلامية المتطرفة بحملات التصفية العرقية و المذهبية الجماعية للاقليات العرقية و الدينية في المناطق التي تسيطر عليها حاليا على ارض من سوريا و العراق ,, و بالرغم من كل ما يتعرض له اليوم اخواننا المسيحيين في العالم الاسلامي و خاصة في مدينة الموصل و غيرها من المدن و المناطق التي سيطرت عليها القوات البدوية البعثية الداعشية ,, بل و بالرغم من قيام المسلمين من اهالي الموصل بحملات التخريب و السرقة و النهب و سلب جميع املاك و ممتلكات المسيحين و امام الانظار و العبث في بيوتهم و اديرتهم و كنائسهم المسالمة ,, و رغم كل هذا الغدر فاءن الخطاب الديني و السياسي و الاعلامي وحتى الشخصي لتلك الاقليات ظلت و لا تزال تتسم بالاعتدال و طلب الدعاء في غرس روح الاخوة و الصداقة و القرابة و المحبة و العفو و التسامح بينهم و بين اخوانهم الاعداء من المسلمين ,, فلم ارى و لحد هذا اليوم و حتى من جانب اخواننا الارمن و حكامهم و مسؤوليهم و الذي تعرض شعبهم المسالم الى ابشع حملة ابادة جماعية في التاريخ على ايادي المسلمين الاتراك و غيرهم من القوميات و العشائر و القبائل المسلمة اي نداء يتصف بزرع الكراهية و الحقد و البغيضة بين المسلمين و بينهم ,, و اي خطاب يصب في خانة الانتقام والرد بالمثل و العداء للمسلمين و الدين الاسلامي و الاعتداء عليهم لو سمحت الفرصة لهم في القيام بذلك ,, كما لم اسمع و لحد الان اي نوع من ذلك التوجه السلبي و الخطاب المتشدد من طرف اخواننا المسيحيين المهاجرين بشكل عام و من طرف رجال الدين و كنائسهم و مرجعياتهم الدينية و من العالم المسيحي الغربي بشكل خاص و الذي يمتلك كافة الامكانيات و القدرات العسكرية و الاقتصادية و التقنية الهائلة و الجبارة للرد بالمثل و الانتقام من المسلمين جميعا و في كل مكان على وجه الارض و خاصة الانتقام من اؤلئك الذين يقيمون بعز و كرامة و كامل الحقوق في بلادهم الغربية المتمدنة و الذين يقدر اعدادهم بعشرات الملايين ,, فالجميع له خطاب ديني و سياسي واحد و متشابه و متصف بالمرونة و الاعتدال و التوازن و طلب الدعاء و الصبر و التسامح و الاخوة و المحبة و الحكمة و العقل ,, و اني على ثقة كبيرة باءننا نحن المسلمين لو كنا نمتلك القليل من تلك الامكانيات العسكرية و التقنية التي يمتلكها العالم المسيحي لما ترددنا لحظة واحدة بالرد عليهم و بكل قوة و صلابة و قذارة و لقمنا بمحو و تصفية كل من يعادينا و لو حتى في قلبه و كل من يختلف معنا في التوجه و التفكير و الاعتقاد و الايمان ,, و من خلال هذا المثال البسيط يتوضح لنا ما نحمله نحن من افكار عنفوانية شريرة و من عصبية فكرية و قبلية و توجه عنصري مقيت لا يقبل الا بالانتقام و لا يرضى الا بمبداء العين بالعين و السن بالسن .. فتعلموا ايها الاخوة المسلمون القليل من الاخلاق و العفة و النزاهة و الاخوة و المحبة و الانسانية و التسامح من اخوانكم المسيحيين و الارمن و اليزيديين و الاخرين .
و اخيرا و ليس اخرا اود ان اذكر اخواني المسلمين و اساءلهم ,, باءي شكل كان رد فعلهم و في جميع ارجاء المعمورة تجاه قيام احد الفنانين الدانماركيين برسم صورة كاريكاتورية لنبي الاسلام و المسلمين .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر