الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-غزة- تضامن إنساني مغشوش .

صالح حمّاية

2014 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


رغم كل الكلام الذي نسمعه اليوم من البعض عن التضامن مع غزة بإسم الإنسانية و الشفقة ، إلا أن الواقع يقول أن كل هذا التضامن ما هو إلا تضامن مغشوش ، فالتضامن الإنساني يعني التضامن مع الإنسان أي إنسان ضد الظلم والقهر و الإجرام ، و ليس التضامن مع الإنسان من العشيرة و القبيلة و الطائفة الموالية فقط ، فهذا النوع من التضامن ليس تضامنا إنسانيا ، بل هو مجرد حمية عصبية .

إن جل التضامن الحالي الذي نراه اليوم من اجل غزة هو في الحقيقة تضامن طائفي ، قومي ، عصبي ليس أكثر ، وهو أبدا ليس إنساني ، فنفس هؤلاء الذي يتباكون على الإنسانية في غزة ، وعن جرائم إسرائيل هناك ، هم أنفسهم الذين لا يتوانون عن تبرير جرائم أكثر بشاعة في سوريا والعراق و أماكن أخرى كثيرة ، ومنه فلا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن أن دوافعهم للوقوف مع الغزاويين هي دوافع إنسانية ، فالإنسانية تضامن مع جميع الضحايا حتى ولو كانوا من الأعداء ، وليست التضامن مع الضحايا من الأقربين فقط .

أنه لمن المؤسف أن نقول أن أكثر شيء غائب في التعاطف مع غزة اليوم هو التعاطف الإنساني .. لكن هذه هي الحقيقة ، فكل ما هناك هو إدعاء تضامن ، بل انه ليس حتى مع سكان غزة ، بل هو مع جماعات فيها ، ففي أحيان كثيرة هذا التضامن المزعوم هو تضامن سياسي لجماعات محددة ، وعليه فحتى بالنسبة للغزاويين فليس لهم أن يفرحوا بهذا الأمر ، لأن الغزاويين أنفسهم سيستباح دمهم في يوما ما إذا ما تغيرت الظروف ، و للغزاويين تاريخ مع هذا الأمر حين ألقوا من سطوح العمارات تحت أنظار هؤلاء ولم يندد أحد بما يجري لهم ، لهذا فليس لأحد أن يزعم اليوم أن ما نراه من تضامن هو طوفان من الإنسانية نزل العرب ، فأخر الأشياء عند العرب هي الإنسانية ، ففاقد الشيء لا يعطيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتيل وجرحى في انهيار مبنى بمدينة إسطنبول التركية


.. مبادرة شابة فلسطينية لتعليم أطفال غزة في مدرسة متنقلة




.. ماذا بعد وصول مسيرات حزب الله إلى نهاريا في إسرائيل؟


.. بمشاركة نائب فرنسي.. مظاهرة حاشدة في مرسيليا الفرنسية نصرة ل




.. الدكتور خليل العناني: بايدن يعاني وما يحركه هي الحسابات الان