الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين تدمر ونباح العرب كالعادة مستمر

محمد بوجنال

2014 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية




ما زال العالم العربي، إنسانا ومؤسسات، عاجزا عن إدراك معنى الأرض: ما زال ، على مستوى قيادته ونخبه، في مستوى التواطؤ وخيانة الأمانة؛ وعلى مستوى الشعوب كان وما زال في مستوى مجرد البحث عن فتات ما يخفف به من جوع البطن. والأرض الفلسطينية لا يمكن تحريرها بهكذا أجيال بقدر ما أن التحرير لن يحصل إلا بفعل جيل مرتبط وجوديا وعقليا بالأرض، جيل يكون قد تمكن من التأسيس للقطيعة مع منظومة أشكال المكر و وثقافة الضجيج باعتبارهما أسلوبين ومنهجين لا يتجاوزان مستوى النباح تلبية للعواطف التي هي من أهم مميزات الأمية العجز والتخلف. فالأرض تحت السيطرة الإسرائيلية، والفلسطينيون تحت القصف الجوي والبري شيوخا ونساء ورجالا وشبابا وأطفالا، والمنازل تهدم بالجملة ناهيك عن المؤسسات؛ وعليه، أبالنباح العربي المتكرر ستتم مواجهة عدو إسرائيلي مستعد للمواجهة تكوينا وتدريبا وتعبئة ومدجنا بعتاد عسكري قوي ومتطور؟ فإذا كان الفلسطيني مهيأ تكوينا وتدريبا وتعبئة لمواجهة المستعمر الإسرائيلي كلما اقتضى الوضع ذلك على الرغم من اختلال التوازن في أفق تحرير الأرض، فإن مجمل باقي مكونات الإنسان العربي ما زالت تفتقر التكوين والتدريب والوعي بدلالة الأرض، ناهيك عن استعمارها. فما الذي حققه ويحققه النباح؟ فالتحرير يحتاج إلى قوى يفترض أن تكون حسمت مع ثقافة وأيديولوجية وسياسة النباح. كفانا نباحا عطل ويعطل عجلة التحرير.
منذ 1948 إلى 2014 والقضية الفلسطينية تعيش التمويه والمراوغات المخدومة؛ كل فئة عربية تراوغ حسب مستواها وقدراتها بالنباح والعويل التي منها الواعية باللعبة ، ومنها الجاهلة بها معتقدة أنها بذلك ستحرر الأرض الفلسطينية . أبهكذا عرب: قيادات وأحزاب ونقابات ومجتمع مدني وشعوب، يمكن تحرير الأرض الفلسطينية؟ ليس هناك شك في القول بأن هذا غير ممكن؛ فالتخلص من أشكال مكر ومراوغة القيادات ونخبها، ومن الوضع السلبي والمتخلف للشعوب العربية لإمكان تحرير الأرض الفلسطينية يقتضي القطيعة مع قيم وثقافة وايديولوجية وسياسة القيادات العربية ونخبها. ومعلوم أن القطيعة تقتضي البناء المعرفي والعسكري والاستراتيجي؛ وفي هذه الحالة، لم يبق الفلسطينيون وحدهم عزلا في مواجهة العدو الإسرائيلي بقدر ما أن المواجهة تلك ستصبح بين الشعوب العربية والمحتل الإسرائيلي؛ شعوب ستكون قد تمكنت من التخلص من الأمية والاستبداد والوصاية لتخلص بذلك إلى أن حقيقة وجودها تتجسد في المشاركة الفعلية في بناء برنامج نضالها وتحمل مسئوليات تنفيذه دفاعا عن كرامتها كإنسان عربي لا يمكن فصله انطولوجيا وجغرافيا وسياسيا عن الفلسطيني كإنسان وأرض وجب تحريرها . إنه الوضع الذي إن تحقق، سيكون الكفيل بتحرير الأرض الفلسطينية بقيادة قوى مؤمنة بتحمل هذا العبء بكل جدية ومسئولية وأمانة مدروسة.إنه الوضع الذي تهابه القيادات العربية وكذا مجمل نخبها وبالتالي التهديد الفعلي للوجود الإسرائيلي والدول الكبرى صاحبة المصلحة في الدفاع عن إسرائيل الذي هو أساسا الدفاع عن مصالحها الخاصة في المنطقة. فتدمير المدن والقرى الفلسطينية عملية حدثت وتحدث على مرأى ومسمع القوى الغربية الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وبتحالف مع أشكال الدولة السلبية العربية وكذا نخبها لعرقلة أشكال الوعي الشعبي العربي الممكن والتغلب في المهد على كل أشكال الحراكات المناهضة لإسرائيل وباقي الدول الغربية الكبرى. وبؤرة هذا الخطر محددة جغرافيا وبشريا في الأرض والإنسان الفلسطينيين لما لهما من أهمية وتجارب نضالية وطموح باتجاه أنظمة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية عادلة؛ أو قل إنتاجية وإبداعية تكره الاستعمار وتعادي التسلط والاستبداد والاستغلال. هذا الإنسان الفلسطيني هو ما يهابه ويخشاه التحالف الاستعماري الرأسمالي الأمريكي/البريطاني/الفرنسي/الإسرائيلي وكذا القيادات العربية. لذا، تم عزل الشعب الفلسطيني وتدمير المدن والأرياف حفاظا على سكونية المنطقة؛ وبلغة أخرى نقول أنه في قمع وتخريب فلسطين يوجد قمع وتخريب الشعوب العربية لأن الفلسطيني بما يتميز به من تجارب محنكة ومواقف نضالية ومعرفة بالمكر الممارس على المنطقة ووعي بمعنى احتلال الأرض يعتبر، في حال حصول الاستقلال، القوة الأكثر حنكة وفاعلية في إسقاط التسلط والاستبداد في مستوييه الداخلي والخارجي وبالتالي القوة القادرة على تحقيق النمو والتنمية والحرية والعدالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم