الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جديد الكاتب عباس أسماعيل

أحمد حيدر

2005 / 8 / 6
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


في كتابه ( داغستان بلدي ) يورد الشاعر الداغستاني الراحل رسول حمزاتوف- للتعبير عن رؤاه
في العديد من القضايا الأدبية - مواقف كثيرة - ذات مغزى – من حياة شاعر شعبي، اشتهر بذكائه
وأسلوبه المتميز في سرد الحكايات ، والقصص المستوحاة من حياة القرويين الجبليين في القوقاز
وكيف كان يثير مشاعرهم ، رغم ان أكثر هذه المرويات كانت معروفة لديهم ،وأبطالها معروفون ،
وعايشوا تفاصيل أحدائها أيضا ! ويقول الجاحظ ( العبرة ليست بالفكرة المعروضة ، ولكن العبرة
بطريقة عرضها ، أما الأفكار والمعاني فهي ملقاة على قارعة الطريق ) ماد فعني إلى كتابة هذه المقدمة
هو اللكتاب الجديد الذي أصدره ، الكاتب الكردي عباس إسماعيل بعنوان: ( ster u ber )
لقد استطاع الكاتب عباس إسماعيل عبر التنوع في النتاج الأدبي – منذ صدور مجموعته الأولى
( gula civate ) أن يحقق حضورا ، وتميزافي الساحة الثقافية الكردية في سوريا ، من خلال الرؤى
التي يطرحها عبر نصوصه الإبداعية سواء القصصية ، أم الشعرية ، بالإضافة إلى الأسلوب ، وطريقة
المعالجة التقنية التي يلجأ إليها الكاتب التي تنم عن اطلاع ، وتجربة !
في كتابه الأخير ، و الذي أعدت قراءته أكثر من مرة لما وجدت فيه من متعة ،قلما وجدته في العديد من
المطبوعات الكردية التي صدرت في سوريا خلال السنوات الأخيرة،التي تفتقد الجدية ،و الموهبة ...!
شدني – أيضا- التحول الكبير في الأسلوب ،الذي يعكس التحولات التي طرأت على بنية الأجناس الأدبية ،
بعد أن تحول العالم الى قرية صغيرة بفضل الثورة التقنية والتغييرات المتسارعة التي يشهدها !!
هاجس الفكرة، يبدو واضحا لديه، واصراره على توصيلها للمتلقي ، فمعظم نصوصه تتناول وقائع الحياة
اليومية ، والغوص فيها ، وابراز دور العلاقات الاجتماعية السائدة ، وتأثيراتها على الانسان !!
تضمن الكتاب اكثر من ( 30 ) نصا متداخلا ، ثمة قصص قصيرة ، وقصص قصيرة جدا ،
التي تعتمد على التكثيف اللغوي ، والدهشة،وعدم إسهابها بالوصف ، أو المونولوج ، وثمة أمثال
كردية متداولة ،وحكايات من التراث الشفوي الكردي وظفها الكاتب ضمن السياق السردي للنصوص ،
مما يؤكد على امتلاكه لأدواته الفنية ،وتمتعه بذهنية متقدة ثرية بالمفردات ، والصور الجميلة ، وكذلك
مقدرته على صياغتها بلغته الخاصة التي تشبهه !
واللافت ، أهدائه للكتاب الى جيل الشباب من أبناء وبنات الكرد ، الذي جاء بمثابة دعوة واضحة ، وصريحة
لبناة المستقبل ، للاهتمام باللغة الأم ، والعمل على إحياء التراث الكردي الغني ، وعدم الإفراط به ، واعتبره
أمانة في أعناقهم ، للحفاظ على هويتنا القومية ! خلاصة مايستشفه المتلقي من نصوصه الأخيرة هو تجاوز
التاطير الصارم للعمل الإبداعي ، والتابوات المحرمة ، لذلك يستحق الكتاب الوقوف عندها طويلا ، ويستحق
الكاتب عباس إسماعيل التحية !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتدي ضربا على مسيرة مؤيدة لفلسطين في فلوريدا


.. كيف تحايل ترمب على قرار حظر النشر في قضية شراء الصمت ؟




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح.. 30 ألفا يغادرون يوميا منذ ا


.. جذب الناخبين -غير المهتمين-.. مهمة يسعى لها كل من ترمب وبايد




.. العملات المشفرة.. سلاح جديد لترمب لجذب الناخبين -غير المهتمي