الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل الوطني الخلاق اسلوب مقترح لتجاوز ازمة التفكك

كامل الدلفي

2014 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



الجميع ينتقد المحاصصة ويمقت ذكرها واثارها وقد نعتت باقذع الاوصاف واشير الى انها ام المشكلات في عراق مابعد2003،انها الجحيم او الشيطان مصدر الشرور ، اما المجالات العملية في مواجهة المحاصصة تبقى ضئيلة وبسيطة والجهود فيها تكاد ان تكون دون مستوى المسؤولية ودون الطموح ، فهناك سقف واطيء للنضال الحقيقيى في تجاوزها، ان العمل الوطني العراقي شهد كثيرا من ممارسات الاندماج السكاني والتعايش والتعددية ضمن اطار المواطنة والشعور العالي بالوطنية في عمر العراق الحديث، الاشارة هنا الى نماذج واقعية ترتقي الى مستوى العلاج لكثير من اعراض التشتيت والتفتيت التي تواجه الهوية العراقية تطبيقات ملموسة في العمل الميداني المشترك سياسيا ومهنيا وعسكريا واسكانيا ،اما السياسة التي تحتل المجال المحرك الاول للسوسيولوجيا العراقية فالضرورة تقتضي تاسيس احزاب وطنية لعموم سكان العراق ، احزاب عابرة للخصائص الفرعية ، ومهنيا يجب ان نتجه الى تفعيل التصنيع العراقي وتنشيط القطاعات الاهلية للانخراط في العملية الانتاجية ، وفتح المجال امام العمل النقابي والمهني ، ان تاريخ النقابات العراقية يتحدث عن ارشيف نضالي جبار وسفر مطاليبي كبير لناشطين حقيقيين اخلصوا لمبادئهم ومهنيتهم وسقطوا على مذبح الشهادة دون ان يعرفوا لبعضهم غير هوية النضال النقابي ، كذلك العمل في صفوف الطلبة والشباب اما عسكريا ، فتاريخ الالفة العسكرية يتحدث عنه مجالس اهل العراق قاصيها ودانيها، لقد جمعت السواتر الترابية ومعسكرات التدريب والسرايا والافواج والالوية رجالا لايسألون عن مذهب بعضهم البعض بل الاداء والانضباط والسلوك والالتزام دائما هي قواعد التعامل الوظيفي في صفوف القوات المسلحة العراقية .. اسكانيا نجحت تجارب سكانية رائعة في خلق تعايش متنوع وطني راسخ ، حين انشأت الاحياء المهنية مثل حي البريد والامانة والمعلمين والاحياء العسكرية واحياء الموظفين والخ ،هذه هي المواجهة المطلوبة للوقائع المضادة التي نشأت بفعل الخراب السياسي ،فكل هذه المجالات التي ذكرناها اصبحت وحيدة الجانب وحيدة الجنس ، فمدن التعايش المشترك تضاءلت واضمحلت بفعل حملات التهجير القسري والقتل على الهوية ،كما ان الاحزاب الوطنية لم تعد وطنية حقا فهي احزاب طائفية او قومية بامتياز كذلك اتحادات الطلبة والشباب اما النقابات فليس لها نضال ميداني ملموس ، من الجدير ان نذكر تجارب سياسية ناجحة في الاطار الوطني،منها الحزب الوطني الديمقراطي في فترة نضاله المعارض بقيادة الزعيم كامل الجادرجي ،كذلك الحزب الشيوعي العراقي للقترة (1934-1986) ومنظماته المهنية ، منظمة الشبيبة الديمقراطية، واتحاد الطلبة العام ،ورابطة المراة العراقية ، لقد ناضلت اطياف العراقيين في صفوف الحزب الشيوعي العراقي بشكل لم يتكرر في اي مساحة وطنية اخرى ، فالمسيحيون كان لهم حصة التاسيس في القائد الفذ يوسف سلمان يوسف(فهد) واليهود كان لهم مالايعد ولايحصى من قادة وكوادر (يهودا صديق وسعاد خيري وعمومة والكثير) اما الصابئة فمجمل مثقفيهم ووجهائهم كانوا من الشيوعيين نذكر مالك سيف في مركز القيادة وعزيز سباهي، الاكراد كان لهم حصة الاسد في العمل السياسي الشيوعي ( كريم احمد وعزيز محمد ) والكرد الفيليين فقد شكلوا رئة الحزب ( عزيز الحاج وماجد عبد الرضا وفخري كريم وزاهد محمد )اما السنة فقد كانت هيت وعانه مناجم موسكوية (عزيز شريف وعامر عبدالله ونزيهة الدليمي وتكريت علي حسين الرشيد ) اما التركمان فقد انخرط مثقفون كثار في الحزب اما الشيعة فلاتوجد محافظة عراقية لم تقدم قائدا ميدانيا في الحزب من المدن المقدسة والفرات الاوسط ومدن الجنوب (سلام عادل وباقر ابراهيم وعبد الحسين شعبان وعبد تمر وزكية خليفة وعبد الواحد كرم وصاحب خصاف ومظفر النواب ومحمد الخضري وحميد مجيدموسى والقائمة تطول) الاسماء وردت للمثال لا الحصر و بما يؤكد امكانية اعادة انتاج الوحدة الوطنية المتماسكة ضمن مجالات ذكرناها واخرى غيرها ممكنة في سبيل مواجهة مشاريع التجزأة التي يطبل لها كبار الكومسبولتيين المتنفذين في العملية السياسية من الكتل الفاسدة وسراق النفط( قوت الشعب العراقي)...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق