الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تتعايدوا بعد فلزال المشوار طويل

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2014 / 7 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لا تتعايدوا بعد فلازال المشوار طويل
او
لا يجب ان نحتفل ... علينا احياء الذكرى .

كعادتنا وكعادة كل الشعوب المغيبة والمغلوبة على امرها نتسارع لرفع رايات الفرح وتتهافت احزابنا والمؤسسات الرسمية للدولة و"ممثلي" الشعب لاقامة المهرجانات الخطابية احتفاءا بكل شيئ ...
عيد!! العمال . عيد!! المرأة . عيد !! الاستقلال. عيد !! الدستور الثاني .... وعيد الجمهورية !!! سادتي اوقفوا معايداتكم وتباريككم فلازال المشوار طويل بيننا وبين جمهوريتنا التي تجعل من الفرح عاما ، جامعا ومشتركا بين كل مواطنيها ، لا هذا الذي يقف عند حدود حراس "المعبد" وعشاق السلطة و"كهنة" ديمقراطية رخاء الاقلية وبؤس وشقاء الاغلبية .
ان العيد تقليد قديم للاحتفال بالانتصار لاعلان نهاية مشوار من التضحية والعذاب ، للاحتفال بحلم حط رحاله واستقر واقعا بين الناس ، وربما كان لبورقيبة وصحبه يوم 25 جويلية 57حق التعايد بمشروع جمهورية رسموه استكمالا لحلم الاستقلال وعذاباته ،
ربما كان لمن عايشوهم حق توزيع التهاني والمباركات ايذانا بانطلاق بناء دولتهم الوطنية في شكلها الجمهوري على انقاض بايوية تسلطية احادية الحكم وكان مشروع الجمهورية اعلانا لانتصار الارادة الشعبية على الحكم المطلق .
اما اليوم وبعد نصف قرن من حلم العيد ذاك ! من حلم انتصار لم يكتمل !! لا يحق لنا نحن ان نتعايد ، لا يحق لنا ان نسرقهم ما انجزوا ، ان نصطو على عمل اجيال كاملة وآمالهم التي لم تكتمل فجمهوريتنا لا تزال كسيحة لا تزال في طور بنائها الاول نستنسخ دستورها الثاني من حيث الجوهر والمضمون من سابقه ، نستنسخ شعاراتها من التاريخ ونبني مؤسساتها الحديثة بارشاد من اشباح مؤسسيها الاوائل ورمزيتهم مستغلين في ذلك للمرة الثانية شهداء الاستقلال الذين آن لهم ان ينعموا براحة الانتصار وان يتعايدوا وان نبارك اعيادهم لما نستكمل بناء جمهوريتهم وجمهوريتنا التي تقوم على ارادة المواطنة الحرة التي تفصل بشكل بائن ونهائي بين مجالي الممارسة الخاصة والعامة ،بين الدين والسياسة ، تكفل ممارسة الديمقراطية التشاركية وتفتح آفاق ارساء منظومة اجتماعية واقتصادية تضمن توزيعا عادلا للثروة الوطنية بين منتجيها .
ان المطلوب اليوم وبعد ثلاث سنوات من انتفاضة الشعب التونسي التي رجت هذا البناء القديم المشوه واسقطت عنه اسماله التي تغطي خراب اعمدته وفتحت امامنا امكانية تصحيحها ، ان نطبعه بطابع ثوري ان نعي ان مهمتنا الملحة اليوم لا تقف عند حدود حماية رمزية الجمهورية التي ثبت انها لم تنهي واقع التدخل الاجنبي والتبعية واقع الاستغلال والفقر والتهميش واقع حماية مصالح اقلية تتمعش على حساب اغلبية مغتربة عن واقعها ومقالة من الفعل السياسي والمشاركة في صنع القرار ان المطلوب اليوم من كل المدافعين عن الحرية والعدالة الاجتماعية ان نترك جانبا مظاهر الاحتفال والمعايدة في كتاباتنا وشعاراتنا وخطاباتنا وان نحيي الذكرى استحضارا للنضالات للقضايا المصيرية لمحاولات تحرير الشعوب والفئات والشرائح المظطهدة .
ان تكون ذكرى 25 جويلية هذه المرة وقد امتزجت فيها دماء شهداء الاستقلال والتاسيس واحلامهم بدماء شهداء الحرية واحلامهم ,وخاصة منهم الشهيد "محمد البراهمي " الذي اغتيل غدرا يوم 25 جويلية 2013 من قبل اعداء الحرية والتقدم من دعات التكفير والار هاب ,كما ذكرى 20 مارس وغيرها قادحا دائما لانارة شعلة العمل والتحريض والدعاية الدائمتان لمشروع تحرير الانسان نهائيا من نير الاستعباد الراسمالي .
لا يجب ان نحتفل طالما لم نتحرر علينا دوما ان نستذكر تضحياة ونضالات السابقين من اجل هدفنا المشترك في العدالة الاجتماعية وتقاسم ادارة الشان العام ولما ننهي المهمة يمكن حينها للشعوب ان تحتفل بانهاء كل اشكال الاستغلال والاستعمار ... والاستعباد ... فالاستقلال الوطني وجمهوريته يظلان منقوصان طالما لا زالت مواطنيتنا منقوصة ، طالما لا زالت تحكمنا وتنموا بين ربوع تونس مشاريع سياسية ومجتمعية تؤسس للعمالة والتبعية والتمييز الطبقي والجنسي والديني و تعادي استكمال مواطنيتنا التي يجب ان تقوم على المساواة التامة والعدالة في توزيع الثروة الوطنية ، فالجغرافيا والتاريخ وحدهما لا يخلقان وطن وان سقت التراب دماء الاف الشهداء .
فلنستحضر ذكرى الجمهورية بهدف استكمال بنائها على قاعدة الديمقراطية الاجتماعية لا بهدف ملأ الفضاء بزغاريد قد تزعج شهداء حلم لم يكتمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30