الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتوجد ضروره ماديه للقوميه او الدين

اكرم مهدي النشمي

2014 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ان الحقيقه لاتتمثل بدين من الاديان او قوميه ما ومهما كان تعدادها او قوه نفوذها والتي هي ناتج متراكم عن سلسله تناسليه وتحوير وكسب وتهجين تاريخي مستمر ولايمكن من تاكيد صدق بدايتها او افضليتها على الاخرين او فضلها على الحضاره البشريه,لانها لم تاتي منزله من سماء عادله الا فيما ادعاه شخص ولم يتم تاكيدها الا في حدود تصوراته الفرديه الخياليه انها ادعاء مجرد من الاثبات والتاكيد وهو ليس اكثر من انني اعتقد واقول وماعليك الا ان تؤمن بما اقول ,هذه البدايه التي جاءت على شكل فكره ثم تطورت لتصبح حقيقه يدافع عنها ويستميت من اجلها الاتباع والمنتسبون ,انها لاتمتلك الوسيله لاثبات شرعيتها في تحقيق الحاجه او انها لها ضروره ماديه على الطلاق
ان القوميه هي القشره الخارجيه او اللباس الذي يلتحف به مجموعه من البشر ولها خصوصيات ملونه منها اللغه والتقاليد ولها بقعه جغرافيه وتاريخ ,اما جوهرها فهو الانسان الذي لايتباين مع الاخرين في مطالبه الحياتيه او احتياجاته اليوميه وليس هناك اختلاف بينهم من بدايه التكوين والى النهايه الحتميه الغير مؤكده بصوره قطعيه,لقد لعب الصراع على الماده والثروات بانشاء هذه الكيانات وتم حمايتها من خلال عاطفه الانتماء والخصوصيه وضروره الحفاظ على التاريخ والتراث , انها لاتحقق حاجه البشر ولاتستطيع من ان تبني الحضاره وليس لها واقع مادي ايجابي على الكون وعلى نفس مستوى الكلام ماهي الا عباره عن كيانات و فرز وتصنيف للبشريه وبها صفات توحديه للهدف الاناني وجشع الماده الذي يقود الى الصراع والاقتتال من اجل السيطره على الموارد والثروات,ان القوميه وبسبب العوامل البيئيه والجغرافيه والاحتكار وتطور حتميه اللغه والتنقل تشكلت هاكذا وانها لن تقف في حدود شكلها الحالي بصوره نهائيه انها سوف تنقسم وتتصارع فيما بينها لتشكل كيانات اخرى تبدا باختلافات بسيطه وتتعمق الى اختلافات اكبر وعندها سوف تنشا من القوميه الواحده قوميات متعدده
ان الاديان لاتختلف عن القوميه بهذا الشرح فهي مصلحيه التوجه وفرديه الهدف,انها اخطر صراع على واقع البشريه من القوميات ,لقد بدات الاديان بفكره نقلها احد الادعياء واضاف القدسيه لها وتناسلت الافكار الايمانيه على شكل وقالب واحد وتضخمت بالعدد , هناك نتؤات المصالح المختلفه التي نبتت في جوانب كل دين ,هذه النتؤات هي المذاهب والفرق والتي تعبر عن اختلاف المصالح الماديه وليس القدسيه والتي لايستطيع اثنان ان يختلفان على وحدانيه المصدر الالهي, ان الاديان هي وسيله وليس هدف لتحقيق غايه ماديه لها جيوش عاطفيه خائفه من عذاب الاخره وبسبب تباين المصالح فان هذه النتؤات سوف تكون كيانات لها قشره مختلفه عن الاخرى و لباس مذهبي من عمائم مختلفه الالوان والى الطريقه في اداء ركعات الصلاه وحتى الاختلاف في مواعيد المناسبات الدينيه ,ان كل واحده من هذه المذاهب تدعي بانها صاحبه الشرعيه الحقيقيه وهي الوريث الامين على الجوهر الايماني ولها الحق الاول والمنصب الاعلى في اداره شؤون البشريه,سوف تنشا نتؤات من هذه الفرق والمذاهب لتتكون مذاهب اخرى كما في القوميات
ان انتفاء حاجه الانسان للقوميه او الدين في تحقيق ضرورات معيشته الماديه او اشباع رغباته او في بناء مستقبله يدفعه الى ضروره المطالبه بان تكون التشريعات الدستوريه والقانونيه مستنده على العداله الاجتماعيه والمساواه بين البشر ومحاربه كل فكر ديني او قومي يحاول ان يحتكر السلطه او الاراده العامه او يتشدق بديمقراطيه الاكثريه العدديه العقائديه او القوميه وليس ديمقراطيه الحاجه الماديه ومهما كان عدد هذا الدين او تلك القوميه, لايجوز ان تكون التشريعات مستنده على عقول وافكار عمرها الاف من السنيين يتم من خلالها سرقه حقوق المواطنيين وانتهاك العداله والمساواه ,لايمكن ان نسرق حقوق الاخرين لمجرد الادعاء بانهم يمثلون الاكثريه , ان الايمان او العقيده او الهويه القوميه لاتحقق الحاجه ولاتعبر عن الواقع المادي, انهما تسميات وهويات لاتقترب من تحقيق هدف الانسانيه في البناء والتطور وانما هما عوامل تخلف وتعصب تقودان الى الصراعات والحروب ولايتحقق منها الهدف الانساني المشروط بالحاجه سواء كان الدين كذا او كذا او ان القوميه حافظت على اسلوبها او طرازها او ان لها حدودها الخاصه بها,ان الحفاظ على الدين او القوميه لايعطيها الشرعيه بالامتياز او المطالبه بتشريع قوانين تجزء الهدف الانساني العام, لذا يجب ان تبقى ضمن الخصوصيات وان لاتتدخل في التشريعات وليس لها دور في التنفيذ ,لايمكن استعمال الدين او القوميه في تجزئه الوطن ,يجب الغاء جميع التشريعات التي بها تدوين للدين او المذهب او القوميه في جميع دوائر الدوله ومؤسساتها الرسميه,يجب ان نعيش الحضاره بوجهها الحقيقي لا ان ندعي الديمقراطيه والحريه ونحن نسرق حقوق الاخرين من خلال الاصرار على اننا الاكثريه وان التشريع هو حقنا استنادا الى كتبنا المقدسه ,انها مطالب باطله وليس لها وجه قانوني على الاطلاق

اكرم النشمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 26 - 00:33 )
عندما ينسلخ الإنسان من الدين , ماذا يحصل له؟ .
تابع :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا