الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم القدس وصمود غزة

طاهر مسلم البكاء

2014 / 7 / 25
القضية الفلسطينية


اغلب السنوات الماضية كانت تمرفيها مناسبة يوم القدس العزيزة على قلوب المسلمين دون ان تكون سوى انتباهه لحظية فاترة من السبات الطويل والممل التي تعيشه امة العرب والمسلمون بصورة عامة ، ففي احسن الأحوال تقام بعض المهرجانات الخطابية في بعض الأماكن من العالم الأسلامي يجري خلالها تذكر مأساة احتلال المدينة المقدسة .
لقد اصبحت جمعة الوداع في كل رمضان ،ومنذ نداء السيد الخميني عام 1979م ،تجبر امة عظيمة التعداد ،هائلة الأمكانيات ،تنتشر على جميع مساحة اليابسة على الأرض ،تدعى الأمة الأسلامية ،على الأستفاقة من نوم ثقيل يلفها ، تنهض ملبية النداء مستذكرة جزءا ًعزيزا ً منها اغتصبه الصهاينة بمعاونة الدول الأستعمارية الكبرى ،هو فلسطين وقدسها السليب ،اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول محمد( ص) .
غير ان هذا العام يختلف عن كل الأعوام الماضية حيث تشخص انظار الأمة الأسلامية ،رغم ما تعيشه من نكسات والام وانهزام نفسي ، الى فلسطين الأسيرة حيث يبدي شعبها في غزة مقاومة بطولية قل نظيرها متحديا ًبصدور عارية اعتى ترسانة سلاح وحشد امريكي –صهيوني – اطلسي .
القدس والصهاينة :
من اعماق خرافات التاريخ يستوحي الصهاينة شرعية لأحتلال المدينةالمقدسة وتهويدها وهم دائمي البحث والتنقيب لعل وعسى يعثرون على شئ مما يسمونه الأثار اليهودية في القدس ولكن دون جدوى حيث ان الحفائر والتنقيبات لاتظهر سوى البصمات العربية والأسلامية التي تؤكد احقية العرب والمسلمين بها وما الصهاينة سوى اقوام طارئين حالهم حال الغزاة الذين مروا من هنا من باحات القدس ،لقد احتلت القدس لأكثر من عشرين مرة عبر تاريخها ولكنها كانت تعود الى اهلها ،غير ان الحقد الصهيوني والأطماع الصهيونية لاتريد الأعتراف بهذه الحقائق وهذا تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية يقول :
(اذا حصلنا يوما ً على القدس وانا على قيد الحياة ،فلن اتاخر لحظة واحدة عن ازالة كل شئ ليس مقدس لدى اليهود ،وسوف ادمر كل الأثار التي مرت عليها قرون ) .
ويقوم اليوم الصهاينة بتطبيق هذه الأفكار الشيطانية وسط صمت دولي ومؤازرة من الدول الكبرى للصهيونية العالمية التي تسيدت القرار في اغلب هذه الدول .
ان صمود شعب غزة المعبد بدماء الشهداء يستصرخ في هذه المناسبة الأمة الأسلامية لفك اسر القدس وحماية المسجد الأقصى الذي يحاول الصهاينة هدمه واقامة معبدهم المزعوم مكانه ، ولايمكن ترك الفلسطينيين العزل منفردين يواجهون الألة الوحشية للصهاينة ومن يساندهم ،وهذه مسؤولية الأمتين العربية والأسلامية ،شعوبا ًوحكومات .
ثورات العرب :
لقد اطلق شباب الأمة ثورات جبارة كبرى كان يمكن ان تنقل الأمة الى مواقع متقدمة في الأستقلال الحقيقي والعودة الى ذاتها الحقيقية ،كأمة كبرى تمتلك اكبر امكانات على هذه الأرض ، غير انها وبسبب غياب القيادات المؤهلة لهذه المهمة ،او بسبب تغيبها من قبل القوى الكبرى التي تملك المال والأعلام والسلاح والدعم اللوجستي ،فقد حرفت عن مسارها الحقيقي في اعادة هيبة الأمة ،الى أتجاه يخدم اهداف ومصالح الصهيونية العالمية التي تحرك هذه الدول ، وبدأت مع شديد الأسف تعود على بلدانها بالخراب وتدمير البنى التحتية والأحتراب الداخلي وبدى ما سمي بالربيع العربي يبدو ربيعا ًوهميا ًوخاليا ً من اية خصوبة منظورة .

نداء الى الأمة في يوم القدس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يدعونا الله تعالى للقوة الذاتية والتهيؤ :
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)} الأنفال
انها ليست دعوة للقتل والأحتراب بقدر ما هي دعوة لتعزيز القوة الذاتية للأمة الأسلامية والتي يتأتى منها العزة والكرامة واحترام الأمم ،فعندما تكون قويا ً تربح السلام ويخافك عدوك وتنال حقوقك ولايطمع بها طامع .
هل كان رسول الله يريدنا طوائف تقاتل بعضها البعض وينتحر شبابنا ليفجر آخرين منا لاذنب لهم مسلمون ام غير مسلمون ماداموا في بلادنا ،اين نحن من قادتنا في صدر الرسالة وهم يوصون المحاربون :
ان لايقتلوا شيخا ًولاطفلا ً ولايعتدوا على أمراة ولايدمروا ممتلكات وقد ملكوا قلوب البلاد التي حرروها ودخلت الأسلام بسماحة ونبل الدين الحنيف ليس بالسيف، فأكبر دولة اسلامية اليوم لم يدخلها المحاربون .
ان ما يجري اليوم على ارضنا هو بدع لتشويه ديننا ولأذكاء الفتنة في داخلنا وهدم وحدتنا .
ينسج احبار العدو روايات ينسبونها الى التوراة الرائجة تعمل على زيادة الوحدة في داخله وزيادة الهجرة الى كيانه من ارجاء الأرض ،وهو ينظر الى ارضنا من الفرات الى النيل ليسكن افواج اللمام من الصهاينة عليها ،فأن صالحنا اليوم فصلح مؤقت فأنه سيبدأ بأغتصاب اراضي جديدة حالما يكون قادرا ًعليها ،أنه فكره التوسعي الذي يعيش عليه ويغذي النشئ الجديد منه ويصرح به قادته ،ونحن والعالم يدرك اليوم ان جلوسه في ارض فلسطين كان خرافات في اذهان رهبانه وأحباره فأصبح اليوم واقعا ً يفرضه علينا بقوة السلاح ،وحكاية سيناء معروفة للعالم حيث بعد ان احتلها كيان العدو طلب من مصر ان تثبت أنها ارض مصرية لأنه يفكر ان ارضنا هي أرضه .
ان مثل هذا اليوم هو فرصة تغتنم لأعادة تقويم الذات ومحاسبتها عن كل فعل يمس مصالح الأمة ويخدم مصالح الأعداء والأنتباه الى ان الدول الأستعمارية التي اهدت فلسطين للصهاينة بالأمس هي لاتزال ذاتها باحثة عن كل ثرواتنا ولكن ليس بالطريق الصحيح بل بتمزيق الأمة واشاعة الأحتراب بداخلها وتجميع المتطرفين والأرهابيين من اصقاع الدنيا وبثهم في ارضنا ليقترفوا جرائم يندى لها الجبين بينما تطبل هذه الدول للحرية والمبادئ وحقوق الأنسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا