الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وظيفة السياسي

واصف شنون

2005 / 8 / 6
كتابات ساخرة


عشرون عاما ً هو الفرق بين عمريَ حسني مبارك رئيس مصر، وبوب كار (الغير معروف ) رئيس ولاية نيو ساوث ويلز الاسترالية ، الولاية التي فيها سيدني ومعظم الجاليات الاثنية ،المدينة التي هي مجد اوستراليا الدولي، ،الاول كبير وعظيم... والثاني صغير لكنه عظيم بحكم وحسب قوانين استراليا والدول والامم المتحدة ،الاول عمره سبعةً وسبعون عاما ً والثاني سبعة وخمسون فقط،الاول قرر ان يرشح نفسه لحكم مصر لفترة خامسة مدتها خمسة اعوام اخرى ،حجته خدمة البلاد والعباد والمحافظة على استقرارها ، وسط هتافات التأييد وهمسات التنديد ،أما الثاني فقرر التنحي عن حكم اكبر ولاية استرالية طواعية، بعد ان قرر مع زوجته ان يقضيا اوقاتاهما بعيدا عن ضوضاء السياسة ومؤامرات دهاليزها وإنتقادات الصحافة والمحاسبة البرلمانية ...،بوب كار، كان يتقاضى راتبا ً سنويا ً لايزيد على مئتي الف دولار سنويا ً،وله من الراحة اسابيع مقررة ،أما مرضه فلا يحسب كونه مريضا ً... أو... لا، إلا بعد أن يقدم شهادة من الطبيب تثبت مرضه،واستطيع ان ارى الفرق بين ميزانية نيو ساوث ويلز ..مجرد الولاية ومصر..امّ الدنيا يا كدعان .......،
حسني مبارك سياسي مصري اصله عربي وعسكري ...لا احد يعرف كم هو راتبه الشهري وكم تبلغ اموال نثرية قصر عابدين الذي يسكنه رسميا ًحسب ما يقولون ،..وكم سائق او حارس شخصي او طباخ لديه ..وكم هي عدد اسابيع عطلته السنوية او عدد ايام اجازاته المرضية ...ووظيفته كرئيس لدولة هي ليست وظيفة عامة.. بل هبة سماوية ...ضربة حظ لاتأتي لكل شخص ...لذا فهو ومنذ ان أعلن صرخته المستغيثة ( الريّس فين .....) وحتى ان يقررَ عزرائيل زيارته ،سيبقى رئيسا (لكمهورية مصر العربية )...فهو حاكم مصري ذو تقليد عربي اصيل ..يعيش رئيسا ً ويموت رئيسا ً ...ولأن مصر ليس فيها سواه ...فمصر لم تنجب محفوظ ونوال السعدواي وسيد درويش والنحاس وسرور والقمني وخليل عبد الكريم ..وطبعا ً اعتذر من السياسيين الذين لا اعرف لهم باب لكي ادّقّه عليهم ..،فالرئيس وجميع اصدقائه من الكتّاب والصحافيين والمفكرين و الملوك والرؤساء العرب لهم نفس الرؤيا ...فهم ولاة الامور ...واصحاب المُلّك ..وقد اخترع احدهم قبل( وفاته بسويعات ) نظاما ً جديدا ًفي الحكم هو النظام الجمهوري الوراثي !!!..وقد فكر السيد مبارك يوما ً ما.. بإتباع هذا النظام الوراثي وتسليم السلطة الى ابنه جمال، إلا ان حركة (كفاية ) وبعض المعارضين من داخل السلطة قد اجبروه كما يبدو على التراجع .
لو تمعن السيد الرئيس بمقولة (دهّ مصر امّ الدنيا ) ألا يجد إن امّ الدنيا هذه باستطاعتها أن تلدَ( إبنا ً) لها غيره...،فصديقه علي عبدالله صالح رئيس اليمن قد قرر قبل اسبوعين ان لايرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة...لكنني أخشى ان يعود الرئيس اليمني عن قراره بعد سماع ترشح اخيه المصري لسدة الرئاسة من جديد ووفاة العاهل السعودي وهوعلى سنّة محمّد(نبيّ و ملك الإسلام )يخدم الحرمين الشريفين .....، اتمنى ان يكون الرئيس اليمني مصرا ً على الإعتزال السياسي،فالوطنية لاتعني أبدا ً ان تجعل دمك َ مستنقعا ً للسيوف ،وللعرب والقبائل أن يفهموا السياسة ،فالسياسي لديه حياة اخرى غير السياسة والامر يعود على القبائلي والعسكري في آن.. ،وان العمل كرئيس دولة او ولاية هو وظيفة عامة يقوم بها من يشتهر بالحكمة والمقدرة على القيادة وحسن التصرف .....أو .. من يحتال على رعاعّ القوم بأكاذيب عن العقاب النازل أو المطارق التي تهشم رأس البعير وعذاب القبور،وإحتقار الضعيف الغلبّان ،لقد ان الأوان لكل الانظمة العربية وسلطاتها الدينية على الاخص ،ان تستحي من نفسها امام حجم التغييرات الدولية الهائلة وتحدياتها للارهاب (السماوي) الديني ،...وتتخلى عن سياسة العناد والتخلف ومصادرة حقوق الناس الذين (ولدتهم امهاتهم احرارا ) كما يصرخون في خطبهم الممجوجة والبائسة .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو