الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالح الدولية ودورها في تصعيد حرب غزة

كور متيوك انيار

2014 / 7 / 27
السياسة والعلاقات الدولية



إن الثورات العربية التي اطاحت بالعديد من الحكام العرب الذين ظلوا على سدة السلطة لعقود كان ينبغي إن تنتج عنها انظمة عربية متوافقة ومتفقة حول قضايا المنطقة العربية و الشرق اوسطية باعتبار إن الدول العربية لزمن طويل ظلت متحدة وتجمعها خطوط عريضة في المنطقة وهي القضية الفلسطينية و الصراع العربي الاسرائيلي ، إلا إنه من الواضح إن الصراع العربي الاسرائيلي لم يعد يشغل بال العديد من القادة العرب و الانظمة العربية بل تمخضت من الثورات العربية ، صراع حاد وغير مسبوق وهي الصراع العربي العربي ، بدلاً من الصراع العربي الاسرائيلي وهذا ما يمنح اسرائيل متنفذ من الخناق الذي كان يضيق عليها بالتكتلات العربية التي كانت همها الاساسي هي تدمير دولة اسرائيل إلا إن الاخيرة استطاعت إن تتجاوز تلك الفترات بتسخير المساعدات الدولية و الاقتصاد الاسرائيلي من اجل بناء بنية عسكرية وبنية امنية ، وصناعة عسكرية اصبحت تضاهي الدول الكبرى من حيث ابتكار الالة العسكرية القادرة على حماية اجواء واراضي اسرائيل من اي هجوم عربي .
كان من المفترض إن تكون ثورات الربيع العربي فاتحة امل بالنسبة للشعب الفلسطيني و القضية الفلسطينية إلا إنها اصبحت خصماً عليها ، ففي مصر مرت النظام السياسي المصري بالعديد من المخاضات بدايةَ بالثورة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك ، وانتخاب مرسي رئيساً ثم الاطاحة به ، وانتخاب السيسي إلا إن إنتخاب السيسي رجل الجيش القوي اقلقت العديد من الانظمة في المنطقة العربية و الشرق اوسطية حيث كان يريد تلك الانظمة إن يسود نظام الاخوان المسلمين على السلطة في مصر باعتبارها كانت واحداً من السياسات الامريكية في إطار تنفيذ سياستها الجديدة في منطقة الشرق الاوسط ، إلا إن ممارسات الاخوان المسلمين وانانيتهم وعدم المبالاة الذي ميز فترة حكمهم ادت بالشعب المصري للإطاحة بهم ، دولة قطر إستفادت الى اقصى الحدود من وجود نظام ضعيف يسيطر عليه الايدلوجيا في محاولة منها للعب الدور الاقليمي كبديل للقاهرة بعد إن غرق الاخوان في المشاكل الداخلية ومحاولة الهيمنة على مؤسسات الدولة ، قطر اغدقت الاخوان بالمليارات لتكسب تبعيتها ونجحت في ذلك وبدات تحصد ما زرعتها في المنطقة في دعم السياسات الامريكية التي حولت ليبيا الى معقل للارهاب وسوريا الى دولة يصعب التكهن بمالات حربها الاهلية الا إن كافة السياسات القطرية فشلت فشلاً تاماً بعد إن تم الاطاحة بمرسي و الاخوان المسلمين وانتخاب السيسي رئيساً ، تلك السياسات المناصرة للاخوان المسلمين في المنطقة اغضبت دول عربية عديدة التي تخشى من الاخوان المسلمين وخاصة السعودية التي تعاني من صعوبات امنية مع الجماعات الاسلامية الارهابية لذلك كان ثلاثة من دول مجلس التعاون الخليجي يقودهم السعودية و البحرين و الامارات قد سحبت سفرائها من الدوحة إحتجاجاً على عدم تعاون قطر او عدم تنفيذها لسياسات مجلس التعاون الخليجي ودعمها للاخوان المسلمين في مصر ومحاولة الى عزل قطر .
قطر لم تعر تلك المحاولات التي اعتبرتها باليائسة من قبل تلك الدول اي اهتمام واستمرت في دعمها للاخوان المسلمين في مصر وحركة حماس و الذي يحاربها الجيش المصري لدورها السلبي في دعم الاخوان المسلمين اثناء الثورة التي اطاحت بنظام مرسي ، بجانب قطر يقف تركيا التي مازالت ترسبات توتر علاقتها مع اسرائيل تؤثر على سياساتها الخارجية في المنطقة ودعمت حركة حماس ويعتقد إن تركيا وقطر هم من يدفعون حركة حماس لرفض التهدئة واستمرار الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وغالباً السبب ليس إحراج اسرائيل فقط بل إحراج الحكومة المصرية و الرئيس السيسي وإظهاره في مظهر المتعاون والمتحالف مع اسرائيل الا إن مصر حتى تاريخياً استطاعت إن تتجاوز الاسواء من ذلك مثل توقيعها لاتفاقية سلام مع اسرائيل والذي عرف بكامب ديفيد ، وكان كافة الدول العربية تقف ضد هذا التوجه وتم ايقاف عضوية مصر من الجامعة الا إنها لم تكن تبالي بتلك الاحتجاجات العربية معطية الاولوية لامنها القومي ومصالحها الاقليمية الاولوية .
حماس رفضت المبادرة المصرية ، وقد تكون محقة نوعاً ما وذلك إذا اخذ في الاعتبار علاقاتها المتوترة مع الحكومة المصرية إلا إن مصر ستظل اقرب الدول لحماس وللشعب الفلسطيني ، بالاضافة إلأ إن حماس لا تستطيع إدارة غزة او البقاء فيها دون موافقة مصرية وهذا ما يضع حماس في وضع سيء جداً ومنها تلبية التوجيهات القطرية ، ليستطيع رئيس مكتبها السياسي مشعل البقاء في قطر واستمرار الدعم العسكري والمالي ، وذلك بعد إن غادر مشعل سوريا وادارت حماس ظهرها للرئيس الاسد .
مصر تحظى بالدعم العربي وخاصة الدعم السعودي بينما قطر معزولة ما عدا الدعم التركي ، مازال حماس بحاجة الى النظر للخلف على الرغم من تصريحات مشعل إنهم ليسوا جاهزين بعد لاي وقف للحرب إلا إن حماس ستتضرر على المدى البعيد من تلك السياسات ؛ إن الصراعات و التجاذبات العربية العربية ستضر بالقضية الفلسطينية ودولة فلسطين المنشودة اكثر من الرفض الاسرائيلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30