الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقليات مصير مجهول! انتهاكات مستمرة ضد الاقليات على هامش صراع الكبار

غسان سالم

2014 / 7 / 27
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من خلال عملي كناشط مدني في منظمة تعنى بحقوق الانسان، شكلت مع زملائي في المنظمة غرفة عمليات لجمع المعلومات وتحليلها، ورصد الانتهاكات الحاصلة نتيجة تطور الاحداث المتسارعة بعد سقوط مدينة الموصل، التي يقطنها مليوني مواطن وبينهم العديد من الأقليات.
وكان همنا الاول كيفية تقديم مساعدات إغاثية للنازحين الذين تركوا المدينة خوفا على حياتهم، من قبل المتطرفين او من الاعمال العسكرية المحتملة من طرف الحكومة ، التي عادة ما تقوم بقصف عشوائي لا يميز المواطنين من المسلحين.
ومن خلال علاقاتنا الواسعة مع منظمات دولية ومحلية تعنى بحقوق الانسان وصحفيين من مؤسسات أجنبية ومحلية، تحول مكتبنا الى محطة دائمة لنشاطهم ومراسليهم كل يؤدي عمله من خلال التسهيلات التي نقدمها لهم.
وقد تشكل الانطباع من خلال الشهادات التي كانت تقدم أمامي او من خلال الاتصالات الهاتفية مع مواطنين من داخل مدينة الموصل بان الموصليين قدموا شهادات متضاربة حول الاحداث الاخيرة في مدينتهم، بعضهم كان يعبر عن مشاعر الارتياح لتطور الاحداث الاخيرة، وهذا الارتياح كي اكون دقيقا ليس بسبب سيطرة المتطرفين على مدينتهم لكن لخروج قوات الجيش التي اصبحت مع مرور الوقت كاهلا ثقيلا عليهم، لم استغرب من اجاباتهم فالوضع في العراق مشحون طائفيا. والدولة بمؤسساتها فقدت صفتها الجامعة لجميع العراقيين.
وفي زيارة لواحدة من المؤسسات الدولية والتي ترصد حالات الانتهاكات الواقعة اثناء حدوث الأزمات والصراعات (وكانت مندوبة المنظمة سيدة متمرسة في عملها، وعملت فترات طويلة في مناطق النزاعات، ومنها سوريا، وليبيا والصومال وغيرها من البلدان) تكرر سؤال دائم علينا وعلى من تلتقيهم (هل هناك مواطنون من الأقليات وخاصة الدينية ما يزالون يقطنون في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو داعش؟) وكان الجواب من اغلب مقدمي الشهادات نعم وخاصة من الأخوة المسيحيين! وبعد اكثر من زيارة وحديث قالت «لدي خبرة من خلال عملي بسياسات هذه المجموعات انهم بعد فترة وجيزة سيستهدفون الأقليات وسيكون هدفهم القضاء على وجودهم في المناطق التي يسيطرون عليها او التي يستطيعون الوصول اليها، وخاصة الأقليات الدينية او المسلمين المخالفين لهم في المذهب!) وتحقق بالفعل ماذكرته.
ان لهذه المجموعات المتطرفة تسلسل واضح في الممارسات تتكرر في كل منطقة يسيطرون عليها، ولا يمكن استبعاد ما يحدث او حدث في مدينة الموصل عن بقية المناطق التي سيطروا عليها في بلدان اخرى، ومن الغباء اختزال ما جرى بعد العاشر من حزيران بانه صراع سني شيعي على السلطة، ونحن (الأقليات بعيدون عنه) كما يحلو للبعض تصويره! نعم نحن لسنا جزءا من هذا الصراع، لكننا بالتأكيد سنكون احد ضحاياه، وهذا ما يحصل بالفعل.
وها هي اغلب المنظمات الدولية تؤكد ان الأقليات في خطر محدق، ووجودها في العراق مهدد وخاصة في محافظة نينوى، وهناك مطالبات جادة لوضع حلول ناجعة لحماية الأقليات في نينوى، نعم سيطرت قوات البيشمركة على اغلب مناطق الأقليات واستطاعوا توفير الأمن لهم خاصة في سهل نينوى الواقع شرقي مدينة الموصل ومناطق غرب دجلة من منطقة فيشخابور وحتى قضاء سنجار جنوبا باتجاه قضاء بعاج المسيطر عليه من قبل مسلحي (دولة الخلافة!) لكن يتخلل هذا الانتشار مناطق رخوة عسكريا يتم استهدافها بين الحين والآخر وخاصة لقرى الشبك المحاذية لمدينة الموصل، او في سنجار حيث يتكرر القصف بالهاونات للمجمعات السكنية المجاورة لمناطق سيطرة داعش، كما ان حالات الخطف مستمرة في تلك المناطق وخاصة المحاذية للحدود السورية او في الجنوب من القضاء.
ان ما يحصل للأقليات يهدد وجودهم على ارضهم التاريخية في محافظة نينوى، وهذا الوضع يدفعهم الى الهجرة خارج العراق، حيث تزداد الرغبة عندهم للبحث عن ملاذ امن في بلدان الغربة، مما سيؤدي حتما الى خلو العراق من سكانه الاصليين، ان بقى هنالك بلد اسمه (عراق).
نعم هناك رغبة واسعة عند اغلب أبناء الأقليات (اؤكد ليس جميعهم) بالانضمام الى اقليم كردستان او دولته المنشودة، لكن من يضمن ان هذا الانضمام سيكون هادئا ولن يتخلله صراع جديد يلوح في الأفق بين بغداد واربيل، وخاصة ان اغلب مناطقهم محاذية لمنطقة الصراع القادم المحتمل، من يضمن انه سيبقى صراعا سياسيا ولن يكون للبارود الصوت الاعلى فيه؟
من المؤكد ان الاقليات تتعرض الى انتهاكات مستمرة على هامش الصراع الدموي في العراق، صراع الكبار الذي انعكس بشكل كبير على هذه المجتمعات الصغيرة، هذا الصراع يقودهم نحو مصير مجهول بعد سنين طويلة من التهميش والمضايقات.

* المنسق العام لرابطة التاخي والتضامن الايزيدية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل