الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضامن بالمنطق المزاجي

ابراهيم حمي

2014 / 7 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


مشكلتنا أننا نمارس كل شيء باللامنطق، و بالهاجس العاطفي والمزاج الرياضي، نتعاطف مع المظلوم بعواطفنا ومع الضعيف بوجداننا، وفي نفس الوقت نحترم القوي، حتى وإن كان ظالماً، نحن سريعوا الغضب و مزاجيوا العواطف، نتضامن بسرعة وننسى أيضا بسرعة، لا نتقن غير الشعارات الفضفاضة ولغة السجب والادانة، وفصاحة البيانات والبلاغات ليس إلا، وبعدها نعود لحالنا و لبؤسنا ونستكن ونرضى بعجزنا وضعفنا وننسى كل شيء بسرعة، نحن شعب لا يستفيد ولا يتعلم من التجارب، ولا تقوينا الأحداث مهما كانت ضرواتها، نحن شعب لازال مستعمرا فكريا و وجدانيا، تسعدنا وتفرحنا التفاهات، ومدح الذات والتعالي على بعضنا البعض، ونتقبل ونبرر الهزائم، لأننا لم نتذوق نصرا حقيقيا في حياتنا، ولم نسعى يوما للركوب في قطار التحدي مع الأمم الأخرى، نعتبر أنفسنا شعب واحد والحقيقية أننا شعوب وطوائف وجماعات ومجموعات بلا أهداف محددة، لم نتحد يوما حول قضية مصيرية ولا على مصلحة عامة تهمنا جميعا، نحن لم نمارس يوما السياسة كما يجب أن تمارس بقواعدها، وليست لنا ثقافة الاختلاف ولا تقاليد الإحترام، ولم نعرف في حياتنا كلها وفي تاريخنا السياسي، يسارا حقيقيا ولا يمينا حقيقيا، ولا وسطا حقيقياً، كل ما عرفناه عن السياسة هو الفساد والاغتناء اللامشروع، و السريع و التطاحن و الصراعات والانشقاقات والانقسامات والإغتيالات، والاعدامات، والاختطافات و المعتقلات، حتى أصبحنا نؤرخ لتاريخنا السياسي، بالجمر والرصاص، وأصبحت بعض مناطقنا النائية تعرف بأسماء المعتقلات المشؤمة السيئة الذكر، وكرهنا في السياسة كل الأجيال اللاحقة، والنتيجة، هي، أن حكمنا جبابرة، ونخبتنا فاسدة، وأحزبنا تائهة، وعامتنا تعيسة، وأجيالنا منكسرة وشعبنا متخلف يبحت عن رضى و ود وريع الحاكم ، كيف نتضامن مع الشعوب الأخرى ونحن عاجزون و في حاجة للتضامن أكثر من الآخرين، كيف سنساعد في إنقاذ غزة وتحرير كل فلسطين، ونحن لم نستطيع إنقاذ أنفسنا وإنقاذ مصير أبنائنا من المستقبل المجهول المنتظر في ضل وضعنا هذا ، كيف ننافق ونزايد بالوطنية ونحن على أتم الاستعداد لخيانة الوطن بوعي أو بغيره، بشكل مباشر أوغير مباشر، وعلى أتم الاستعداد أيضا لهجرة هذا الوطن، إن توفرت لنا الإمكانيات لذلك، أليس أغلبنا يتمنى أن يعيش في الدول الأوربية أو الأمريكية؟ أو غيرها من الدول الغربية، وحتى في داخل هذا المسمى مجازا بالوطن ألسنا نحن من نعز السائح ونذل الفلاح؟، ونحتقر كل ما له علاقة بالوطن، أليس نحن من يصنع التخلف بأيدينا؟ أليس نحن من يشارك في افساد أوضاعنا بمباركة وتشجيع الحاكمين؟على قهرنا واستغلال لثراوث بلادنا إما بالانخراط في المشروع المخزني وتقبيل الأيادي التي تصفعنا جميعا، أو بالصمت والتجاهل واللامبالاة بأي شيء، مما يعطي للمخزن درائع للمزيد من الاغتصاب لحقوقنا، نحن أيضا تحكمنا البنادق المخزنية من كل إتجاه وصوب، وندعي التضامن مع الغير، كيف للأسير وللسجين في سجن إسمه وطن، بلا ملامح وطن، والتي هي الحرية والعدل والمساواة والحق في العيش الكريم بشرف، كيف نكون مواطنين في وطن لا يوفر لأبنائه الشغل والصحة والتعليم، ألسنا نحن في وطن محتل تماما وفي حاجة للتضامن، كيف للعاجز والضعيف أن يتضامن مع غيره؟، ماهي قوة صوتنا المبحوح أصلا وماهو رقم معدلاتنا بين المعادلات، تضمننا كعدمه، فلنبحت عن مخرج لأنفسنا أولا تم نتضامن مع غيرنا.......!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي