الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لبنان: الطائفية والحروب
عبدالله خليفة
2014 / 7 / 28مواضيع وابحاث سياسية
جغرافية لبنان الجبلية العالية وتشكل مدنه وراء هذه الجبال الحارسة الصادة لطغيان ملوك الشرق وأباطرته الباذخين الناهبين السرمديين، هي التي أعطتْ مدنَهُ وأريافه إمكانيات أن تكون لها رؤوسٌ عالية، وإرادةٌ نضالية، حين جمعت هذه المدن بين الأسوار وروح النضال وعقلية البحث والتجارة.
ولكن الحرية غير مكتملة لأن المدن على مرمى حجر من طغاة الشرق، كما أن هؤلاء قادرين على التسلل بين الجبال وحرق المدن أو الاستيلاء عليها.
ولهذا كان لبنان وما يقاربه من سوريا هو أرضُ المنفيين، والمهاجرين المعذبين، والتجار المغامرين، ولم تفلح ثورتهُ الفكريةُ الديمقراطية وانتقلتْ لبلاد الأغريق حيث الاتساع الكبير والحماية الجغرافية المنيعة.
فاضتْ عليه الدياناتُ والإمبراطوريات المسيحية والإسلامية الشمولية بآثارها، وجاءه المعذبون والمناضلون الذين فشلوا في نضالاتهم، والموظفون الحاكمون مندوبو الدول، فتكونت فيه فسيفساء دينية مذهبية اجتماعية، من موظفي الخلفاء الراشدين إلى حكام الخلافات الاستغلالية التالية. من قادة يرسلهم عمر بن الخطاب إلى القبيلة العربية المهزومة بعد حرب صفين، وزُرعت فيه كلماتُ المنفي المناضل أبوذر الغفاري وقوى الحلم الإسلامي بالعدل واصطفت إلى جانب المعذبين المسيحيين الهاربين من الاضطهاد إلى جانب القوى الحكومية والغنية المسيطرة.
تأسست المدنُ السنية كقوى معبرة عن الدول المسيطرة فيما بقي الفلاحون في المسيحية ثم في المذاهب الإسلامية المعارضة.
لم تعد المدن التجارية الموانئ المزدهرة هي فقط ما ينتجه العربُ المسيحيون والمسلمون بل الأرياف المزدهرة والمحمية بالأحراش وغابات الأرز التي صارت عنواناً للحماية وشموخاً واختباءً.
زرعتْ فيه الدولُ المسيطرة الأحقاد الدينية والشكوك، فكلما جاءت قوة مهيمنة قتلت أصحاب العقائد الأخرى، ونفخت في عقيدتها بالأجهزة وموظفي الخراج مصاصي الدماء.
في القرون الحديثة غدت هذه الفسيفساء الدينية الطائفية ساحات للشطرنج السياسي، فالإقطاع الزراعي ومادته الخام المستغلة الفلاحون، هو الرقعةُ الكبرى التي تجري فوقها خيولُ المصالح، وكل إمبراطورية تتقدم بمجموعة من البيادق الاجتماعية السياسية، الامبراطورية العثمانية ختام التسلط الإقطاعي أخذت تواجه تمرد الفلاحين المُحرَّضين من قبل الغزو الغربي الاستعماري، وشكلَّ هذا التغلغل الغربي أدواته من خلال الثقافة الدينية السياسية فحافظ على الإقطاع الديني السياسي كواجهة زائفة للحضارة الأوربية المسيطرة، وجعل الدين الإسلامي بمذاهبه أكسسوارات مكملة للسيطرة العليا المارونية.
السنة في نموهم المدني، والشيعة بكدحهم الفلاحي، يقدمون البضائع للتاجر الماروني، كوكيل للاستعمار الفرنسي، لكن المسلمين من خلال توالدهم الكثيف، وحراك منطقتهم التي يسيطرون عليها، وصراعهم مع اليهودية، راحوا يغيرون الثالوث اللبناني أو يسقطونه فوق رؤوسهم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لقطة تُظهر بايدن يغفو خلال قمة في أنغولا
.. صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية
.. مراسل الجزيرة يرصد الموقف التركي من التطورات الجارية في سوري
.. انفجار صندوق كهربائي بسيدة مرت أمامه في منطقة كوماس البيروفي
.. هل تحكم حلب هيئة انتقالية؟.. الجولاني يكشف خطته في سوريا