الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسكت، حتى ياتى يوم ذبحك

سعيد رمضان على

2014 / 7 / 28
القضية الفلسطينية



دون محاسبة، ستمر إسرائيل بمجازرها، فهي فوق المساءلة.
و"فوق المساءلة "دستور وضعته مع الشريك الامريكى ، وبصم عليه العرب .
ولا يناقش العرب مسألة وجود إسرائيل، أو حتى محاسبتها على مجازرها، أو إلزامها بدفع تعويضات ، كما فعلت هي مع ألمانيا وغيرها .
فكل ذلك قد سقط من جدول الأعمال العربي منذ زمن بعيد، وتم إضفاء شرعية عليها من بعض الأطراف الفلسطينية والعربية، على الأقل على المستوى الرسمي.
النخب العربية ، أكثر ذكاء، فلكي تعيش، استسلمت معترفة بالدستور الاسرائيلى ، في عمليات الإبادة ونهب الاراضى، وتؤسس على ذلك الاعتراف رؤاها للواقع الفلسطيني وللمقاومة .
هناك جرائم لإسرائيل لايمكن نسيانها، لكن ما يفقدنا الشعور بالعدالة، عدم محاسبتها ،ومكافأتها بتعظيم التحية لعلمها الذي يرفرف مغروسا بوتد فوق رؤوسنا .
إسرائيل ليست دولة حداثية، بل هي كيان أنزرع بقوة حداثة الغرب، أو هي امتداد لحداثته، حاملة معها مفاهيم القرون الوسطى .. لذا نجحت في زرع الرعب.. عندما حولت العالم العربى إلى ملعب روماني قديم للغرائز المتوحشة.
كما استطاعت أن تفرض وصايتها عليه بتقديم صكوك الغفران ، مكتوب فيها "
" انك بريء وخالي من الإرهاب "
وكل ماعليك أن تفعله ، لتحصل على صك دخولك الجنة، أن تكون مدجنا وتتخلص من حياتك كلها ، تاريخك وتراثك وأفكارك ومبادئك، عن العدل والحرية وحقوقك المشروعة في وطنك .
وإسرائيل بصكوكها تستمد شرعيتها من أن شعبها هو شعب الله المختار، وكل شعب أخر ليس مختارا .. فيهوه معها .. لذا من حقها أن تفرض الوصاية .. ومعها السيطرة على الجموع البشرية في محيطها العربي .
هذا ملخص ما تفعله إسرائيل مع المقاومة .. حاولت تركيعها ففشلت، فحاولت تدجينها بعرض مليارات الدولارات ، لتنزع المقاومة سلاحها.. اى نزع تاريخها وتراثها وحقها في استرداد وطنها ، ونسيان معنى العدالة .
وهكذا نفهم تحركات النخب العربية .. التي سبق تدجينها .. فكل ماتفعله محاولة إدخال المقاومة حظيرتها . مدجنة بشكل كامل .. تأكل وتشرب وتسمن .. وتجهز للذبح باستسلام عندما يحين وقت الذبح .
لن تصحح الدول العربية نفسها أبدا ، وستستمر في الحظيرة ، فلا ديمقراطية فيها ولا عدالة .. وكل صوت يرتفع فيها باحثا عن النور في عالم جديد ، يتم سحقه .. والتهم عديدة ومتوفرة.. ومحاكمات الانتقام السياسي جاهزة، ومتربصة، وتستعمل كورقة ضغط ضد الغاضبين .. ومن يحاولون الخروج عن الطاعة .
وهكذا تحول النخب العربية، كل انتصار إلى هزيمة ، لتقوية نفسها ضد كل من يتحرك ضدها .. حتى الصاروخ الذي سقط على تل أبيب تحول لنكسة .. ضاربة فرحة الجماهير المكتومة في مقتل .
وهذه واحدة من الانتكاسات التي تتخطى بمراحل نكسة 67!!!!
فى67 كان الكل تقريبا ضد إسرائيل .. الآن هم معها .. كاتبين نفس دستورها المشوه .. ومثلها ، يحملون بجيوبهم صكوك دخول الجنة .. كل ماعليك أن تفعله .. أن لا تفعل شيئا .. تسكت وتسكت .. حتى ياتى يوما يأخذونك إلى الذبح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو