الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد زادَ بفَضلِ الجماعاتِ الكافرة والحكومات الفاشية

مصطفى راشد

2014 / 7 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


فى الأونة الأخيرة لاحظنا زيادة نسبة الإلحاد فى البلاد الإسلامية ، سواء كان ذلك مُعلَناً أو غير مُعلَن ،فهذا أمر لا تُخطَئهُ العٌين والأذن وتشير الأرقام التى تتكلم عنها بعض منظمات الأمم المتحدة وبعض جمعيات المجتمع المدنى المعلن وغير المعلن منها إلى 75 مليون ملحد حول العالم العربى تحديداً وهم فى تزايد ،رغم عدم إعلان الكثير عن ذلك خوفاً من ردةَ الفعل ، وإنكارناً لهذا الرصد والواقع أمر غير محمود ، ونكون مثل النعام التى تدفن رأسها فى الرمال عند مواجهة الخطر ،فالإعتراف والمواجهة أول طُرق العلاج ومعرفة الأسباب------- والإلحاد هو مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية لفكرة وجود الإله الخالق أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى ----، و من وجه نظرنا فالسبب الأول فى ترك هذه الأعداد الكبيرة للإسلام، والإتجاه للإلحاد سببين ، الأول :- هو إنتشار الجماعات الكافرة التى تطلق على نفسها جماعات إسلامية دعوية (والله برىء منهم) ، ولكل منهم منهجه وشريعته الخاصة مثل داعش والقاعدة والإخوان وحماس وبوكو حرام وحزب الله وجماعة أبوسياف وجماعة أنصار الشريعة وبيت المقدس وأنصار السنة والنصرة وكل الجماعات السلفية وغيرهم ، ممن يستخدمون العنف تحت غطاء الدين، سواءَ كان عنف مادى أو معنوى ،لأن مجرد رفض المساواة مع الأخر هو نوع من درجات العنف ،لأن العنف الفكرى والتحريضى لا يَقَل عن العنف المادى ، وقد رأينا من هذه الجماعات الكافرة فى مقاطع الفيديو على الإنترنت والفضائيا من يذبح البشر، ويُمَثِل بجسسهم ويَمضُغ قلوبهم وهويُكَبِر ويرفع لافتة لا الله إلا الله محمداً رسول الله ، مما جعل الملايين حول العالم تتسائل---- هل هذا هو الإسلام ؟------، ايضاً رأينا من هذه الجماعات الكافرة من يخطف أو يأمر بتهجير المختلفين فى الدين رغم أنهم لم يقاتلوننا فى الدين ،ايضاً رأينا ورأى العالم أن هذه الجماعات تَقتُل غيرهم من المسلمين لمجرد عدم الإنتماء لطائفتهم ، فالسنى يقتل الشيعى والعكس وأحداث العراق مازالت جارية وخير شاهد ، بل هناك أكثر من ذلك، فقد وجدنا السنى يقتل السنى لمجرد الإختلاف فى المذهب أو الإنتماء لجماعة مختلفة، والواقع الصومالى الحالى هو خير شاهد ودليل على ذلك ، مما يعنى أن هذه الجماعات الكافرة الوحشية الإجرامية لا تستطيع أن تعيش بغير القتل وسفك الدماء ، فقد إدعوا قتال المحتل من الغرب وأمريكا والمختلف فى الدين -- وبعد أن رحل هؤلاء إندارت هذه الجماعات على إخوانهم فى الوطن ، لإشباع طبيعة الشر والإجرام بداخلهم وعطشهم الدموى، بقتل إخوانهم فى الوطن ،لأن طبيعة هذه الجماعات لا يمكن أن تعيش فى سلام، وللأسف تستخدم الدين غطاء ، مما جعل الإيمان يهتز ويسقط لدى كثيرون ، كما أن العالم اليوم أصبح شبه وأثقاً أن أى عملية إنتحارية أو تفجيرية لا يفعلها سوى المسلمون ، رغم أن العالم به ألاف الأديان والمعتقدات ، كما أن صراع هذه الجماعات من آجل السلطة ،وقتلهم الأبرياء دون أى ضمير أو إحساس بالذنب، فى سبيل الوصول للسلطة كما يحدث الآن فى مصر ، بشكل دموى إجرامى لَهو خير شاهدعلى كُفر هذه الجماعات --، وبسبب أفعال هذه الجماعات كان رد الفعل الطبيعى أن يُصدَم العالم، وخصوصاً المسلمون، ويرتاب الكثير منهم فى حقيقة الإيمان ، فيقع الكثير منهم تحت عقيدة الإلحاد ورفض الإسلام --------------------------- أما السبب الثانى فى زيادة نسبة الإلحاد بالعالم العربى هو وجود حكومات فاشية بأسم الدين حيث تَستَغل رفع راية الدين والشريعة لقهر الشعوب ، فتُطبق الشريعة التى يحددونها من وجهة نظرهم على الشعوب ، ولايمكن أن تُطَبق على الحكام والأمراء--- ولمعالجة هذه الظاهرة يجب على العالم الإسلامى حكاماً ومحكومين، رجال دين وإعلاميين، وكل مسؤول فى موقعه ، الإنتباه لمحاربة هذه الجماعات الكافرة ،علناً ودون مواربةً أو خجل ،وتغيير الأنظمة الفاشية الدينية بأنظمة مدنية تطبق الديمقراطية وحقوق الإنسان --- ويكون تفعيل ذلك بِعَدةِ طُرَق-- ، أولها : - هو تصحيح الخطاب والموروث الدينى الملىء بالخرافات والأكاذيب والأراء العنيفة التى يأنفها الضمير الإنسانى الحى --- حسبةً لله تعالى -- لأن الأسلاف ليسو مقدسين وخصوصاً أن الله أعطاناً علماً وتكنولجيا لم يُعطها لهؤلاء الأسلاف – فالتلفزيون والراديو والطائرات والسيارات والكمبيوتر والتليفون والموبايل والأسلحة من مسدسات وبنادق وبطارية الجيب والكهرباء وكل الأدوات الحديثة وغيرها من أبسط الأشياء التى نستعملها يومياً -- كان يعتبرها كل هؤلاء الأسلاف فى قصصهم نوعاً من السحر ورجساً من عمل الشيطان يكفر من يقول بفكرتها مثل دوران الأرض،
ثانياً : - مراقبة وتوجيه وتأكيد المناهج التعليمية وأختيارالمدرسين ، والخطاب الصحفى والإعلامى والقائمين عليه ، تحت مظلة نص البيان العالمى لحقوق الإنسان .
ثالثاً : - معالجة من يحملون هذه الأفكار الإجرامية الإرهابية من الجماعات الكافرة فى المصحات النفسية التعليمية ، ومعاقبة من تلوثت يداهُ بالدم منهم بشديد العقاب .
رابعاً : - أن تسارع الحكومات الفاشية بإستبدال السلطة الدينية بسلطة مدنية ديمقراطية تسمح بالإنتخاب وتداول السلطة والمساواة أمام القانون ، قبل أن تثور عليها الشعوب .
خامساً : -إختيار وإختبار رجال الدين بمعرفة لجنة من الطب النفسى وكبار العلماء ، لتقديم خطاب دينى قائم على العقل والمنطق مبنى على الرحمة والتسامح وإعلاء الضمير الإنسانى الحى وحقوق الإنسان ، بجعل الجزء الأكبر من الخطاب والخطبة الدينية عن الحرية وحقوق الإنسان ونبذ العنف ، وجعل السلام بين شعوب الأرض منهج حياة لابديل عنه .
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى مصرى وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
E - [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقديرات خاطئة
عادل الليثى ( 2014 / 7 / 29 - 01:07 )
المقال يناقش الإلحاد فى العالم الإسلامى فقط .. ويرجع السبب للفاشية الدينة سواءاً من الجماعات الإسلامية أو الحكومات ... وطالب أن تسارع الحكومات الفاشية بإستبدال السلطة الدينية بسلطة مدنية ديمقراطية وأمور تربوية أخرى ... هذه رؤية ضيقة لو قارنا مسألة الحرية والديموقراطية بدول العالم .. فأكثر دول العالم إستقراراً وحرية وديموقراطية بها أكبر معدلات الإلحاد تصل احياناً ل 85 % من إجمالى السكان .. وما ذُكر من أسباب الإلحاد هى معاير تصنيف الشعوب من حيث التحضر والتخلف لا معيار للتدين ..أما السبب الرئيسي للإلحاد هو تيسر وإنتشار العلوم والمعرفة والثقافة والتعليم .. والتقدم التكنولوجى والإتصالات والتواصل الإجتماعى وغزو الفضاء .. والحل هو فصل الدين عن الدولة .. وأنسنة الدين نفسه وقصره داخل المساجد فقط .. وإبعاده عن التشريع والتحليل والتحريم والأخلاق .. والمساواة بين الرجل والمرأة .. فليس من المنطق أن تقنع الناس بترك الخمر والزنا على أن تكون المكافأة أنهار من خمر و 72 حورية بممارسة أبدية .. فمن السهل أن تقنعهم بدوافع إنسانية وصحية وإجتماعية .


2 - لماذا كل هذا الانزعاج من الالحاد؟
محمد البدري ( 2014 / 7 / 29 - 03:15 )
والإلحاد هو مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية لفكرة وجود الإله الخالق أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى (مقتبس)

هذه ليست فكرة عدمية فالاخطاء المترسبة في صلب الاسلام منذ نشأته اضافة لما اقترفه المسلمون من جرائم لقرون طويلة بناء علي ايمانهم بذلك الخالق تؤدي الي ان يستيقظ من لا عقل له وان ينشط من له عقل باعادة التفكير ليس في الاسلام كعقيدة لكن في فكرة الايمان عامة بذلك الخالق. فليس هناك برهان علي وجود الله. فكل ما لدينا ليس سوي استنباط منطقي حيث يندهش المشاهد من الوجود فيقول ان لكل فعل فاعل. وكان التنظير الاجتماعي / السياسي التاريخي للجماعات ونظم السحر والطواطم والتي انتقلت الي فكرة الله مع ظهور الاديان واصبحت براهين علي قدراته (قصص السحر والشعوذة تملأ التوراه والقرأن) دليلا علي فساد ذلك الاستنباط. فالالحاد ليس سوي علم كامل له قواعده الفكرية والنظرية ممثلة في فهم قوانين المادة وكيف تعمل بانضباط دقيق يخالف طرق التفكير لدي البدائي انتهاءا بالمؤمن. العلم المادي للوجود هو اصل الالحاد وما في الاجرام الداعشي مؤخرا أو نظام الخلافة الاسلامي الفاشل سوي كمالة للنظرية. تحياتي واحترامي


3 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 29 - 04:27 )
أولاً : لقاء د. هيثم طلعت في قناة (الرحمه) , و فيه تم نسف الإلحاد من أساسه , تابع :
https://www.youtube.com/watch?v=RTTs_5v51Dc
ثانياً : الإلحاد مرض نفسي مستعصي :
- يقول عالم الفلك (فريد هويل ) في كتابه mathematics of evolution p.130 : (في الحقيقة كيف لنظرية علمية واضحة جداً تقول أن الحياة جمعها عقل ذكي ومع ذلك فإن الشخص يتعجب ويتساءل، لماذا لا يقبلها بشكل واسع باعتبارها بديهية ‍‍‍…لكن أغلب الظن أن الأسباب نفسية أكثر منها علمية) .
- كتب العالم النفساني الشهير (كارل يونج) قائلا : (كل مرضاي يبحثون عن نظرة دينية إلى الحياة) .
المصدر : (عندما دقت الساعة صقرا) لـ(جون تيلر) .

يتبع


4 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 29 - 04:28 )
ثالثاً : يستحيل تجاوز جدار بلانك، فكيف تُلحِد؟ .
تخيل أنك داخل قصر منيف يا أيها الملحد ، وتعيش عمرك كله داخل هذا القصر، ويستحيل طبقاً لقوانين ذلك القصر أن تتجوز جدران القصر لتطلع على ما في خارجه، هل الموقف العقلي والمنطقي السليم أن تُنكر وجود صانع لذلك القصر؟... نحن في كون مُعد بمنتهى العناية والمعايرة الدقيقة fine-tuned universe ويستحيل تجاوز جدار بلانك والتي تعني جدران الكون، فيستحيل علمياً معرفة ما قبل (الهيجزات الأولى) ولا ما قبل (ثابت بلانك الزمني)، الذي يعادل 10 أُس -37 ثانية، هل من المنطقي أو العقلاني أن نقول أن الكون بلا صانع؟... اليس هذا قول غيبي معارض لضبط الكون ومعايرته الدقيقة ووجوده في حد ذاته؟... الإلحاد هو الميتافيزيقيا السوداء .


5 - إلى كل المعلقين
مصطفى راشد ( 2014 / 7 / 29 - 09:16 )
كامل إخترامى لكل المعلقين لأن إختلاف وجهات النظر أمر طبيعى المهم أن ننقض بعضنا بموضوعية وأدب


6 - عادل الليثي
بلبل عبد النهد ( 2014 / 7 / 29 - 09:34 )
شكرا اخي عادل الليثي فقد قلت الحق وانا معك


7 - كل عام وانت وامثالك بخير ايها الشخ الجليل
مروان سعيد ( 2014 / 7 / 29 - 22:11 )
وتحيتي للجميع
انا معك بكل كلمة قلتها فهي حق واعتبر ان الالحاد خطره مثل خطر الاسلاميين المتشددين لاان الدول والاسلحة الخطيرة بيدهم وحسب نظرية التطور اصل البشرية بكتيريا وبكبسة زر يقضون على هذه البكتيريا وانتهت المشكلة
ورائينا امثلة من الملحدين الكبار منهم استالين وهتلر قتلوا اكثر ما قتل الاسلام المتشدد من وقت تاسيسه حتى الان
ولكن سؤالي لشيخنا الفاضل مصطفى راشد
واذا ابتعدنا عن الاحاديث الغير شريفة والسيرة الغير معطرة هل القران خالي من ايات القتل والتهجير والجزية وملكات اليمين
اليس بفضل هذه الايات يتم الجز والتقطيع واكل الاكباد
اليس القران هو القائل
القول في تأويل قوله : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ( 29 )
واليوم كم المني قتل الجنود العراقيين وهذا بعيد الاضحى اي ضحوا بهم بدل الخراف للاههم الشيطان الف رحمة عليهم
وللجميع مودتي

اخر الافلام

.. بايدن يدعو إسرائيل لعدم استهداف منشآت النفط الإيرانية.. هل ي


.. عاجل | غارات إسرائيلية متتالية على مواقع في ضاحية بيروت الجن




.. شاهد| غارات إسرائيلية متتالية تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية


.. شاهد| سلسلة من الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت




.. حزب الله: استهداف تجمّع -الكريوت- المحاذي لساحل خليج مدينة ح