الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غلواء الزيارات المليونية والتمدّد الداعشي ... معادلة متكافئة

عبد علي عوض

2014 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من تغيّر مؤشر العمليات الارهابية للقاعدة وبقايا البعث الدموي والمليشيات بين صعود ونزول طيلة العقد المنصرم، إلاّ أننا نلاحظ تصاعد أعداد الزائرين ،بوتائر عالية، إذ بلغ عددهم في المرة الأخيرة (الزيارة الأربعينية) 19 مليون زائر، حسبما أعلنت الجهات الرسمية في كربلاء آنذاك. إنَّ تأدية الشعائر الدينية لكافة الديانات بمختلف طوائفها ومذاهبها، منصوص عليها في لائحة حقوق الانسان المقرورة من قِبَل الأمم المتحدة. لكن حالة الغلو بزيارة العتبات المقدسة للأئمة الاثنى عشرية قد أثرّت سلباً على الأداء الوظيفي لدوائر الدولة، بحيث تتوقف عن العمل لعدة أيام في كل مرة، وخاصة في النجف وكربلاء. فاذا كانت إنتاجية الموظف في دوائر الدولة العراقية يومياً 13 دقيقة، فما بالك عندما تعطى عطلة رسمية لعدة أيام، من قِبل مجلسي محافظتي كربلاء والنجف، للدوائر الحكومية والجامعات والمدارس... هذا يعني، حتى قطاع التعليم قد أصيبَ بالشلل، إضافةً إلى تدهوره النوعي. إنّ تنامي ظاهرة الزيارات المليونية بصورة جنونية، يعود إلى ثلاثة أسباب: أولاً – كوسيلة لإثبات وجود الهوية الشيعية في المجتمع العراقي، بعد ما حرّم نظام البعث الاستبدادي زيارة العتبات المقدسة؛ ثانياً- تبنّي الدولة لتلك الشعيرة رسمياً، من خلال تسخير إمكانيات كافة الوزارات وفي مقدمتها الدفاع والداخلية والنقل والنفط والصحة والبقية الباقية منها؛ ثالثاً- إرتفاع نسبة البطالة، إذ أنّ الغالبية المطلقة من الزائرين، هم عاطلون عن العمل، وينطبق على غالبيتهم المثل الشعبي القائل (رايحين يزورون مو حباً بالحسين، إنما حباً بالهريسة). لذا ليس من الغريب عندما نجد أنّ الدولة غير جادّة بمعالجة مشكلة البطالة، لكون تلك الملايين من الزائرين، تمثل الرصيد الجماهيري للأحزاب الطائفية الشيعية في موسم الانتخابات، وكوسيلة لإبعاد الانظار عن ممارسات الفساد والجريمة الغارقة بها تلك الاحزاب.
لقد تركز الجهد الاستخباري للدولة، طيلة السنوات المنصرمة، على إنجاح الزيارات المليونية، وبالتنسيق مع قوات الجيش والشرطة، وتسخير سلاح الجو لذلك، بحيث إستُنزِفت وإستهلِكت طائرات الهليكوبتر القتالية في مهمات هي ليست من واجبها. لذلك، وبموازاة إنشغال الحكومة الطائفية بذلك الانجاز (الزيارات المليونية) الذي يتجاوز ويضاهي إنجازات علم النانو!؟... فانّ فلول البعث والدواعش، أخذوا يطبخون الطبخة على نار هادئة، ويحضّرون أنفسهم منذ فترة طويلة للانقضاض على السلطة. وما حدث من كارثة أمنية في 10/7، هو ليس مجرّد دخول بضعة مئات من المجرمين الدواعش الى الموصل وإحتلالها، إنما جرى بصورة متناغمة مع ظهور الخلايا الارهابية النائمة لداعش في الانبار وصلاح الدين وكركوك وحزام بغداد وبابل.
ليس أمامنا إلاّ أن نحيي الجيش العراقي الباسل، والذين يقفون الى جانبه من العشائر العراقية الأصيلة، ومجاميع المتطوعين الوطنيين، للقضاء على جراثيم داعش، التي لا تمت للحضارة الانسانية بصلة . ونحيي شباب الموصل، الذين أخذوا زمام المبادرة بالقضاء على العصابات الهمجية، وتطهير أم الربيعين وتخليصها من أولئك الأوباش.
تحية لكل مَن يدافع بالسلاح والمال والقلم عن كيان عملاق ضارب في أعماق التاريخ، إسمه – ميزوباتاميا -.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خاتمة ذكية ومسؤله لمقالك اما الزيارات المليونيه فه
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2014 / 7 / 29 - 03:58 )
تحياتي المخلصه أستاذ عبد علي وتهانيي بعيد الفطر المبارك لانه ممارسه لملايين العراقيينومنهم كادحي شعبنا
في 56 من القرن المنصرم حينما سافرت للدراسة الى بولندا سكنت بعد حين بوارشو على حدود وسط البلد-السنتر-بما يمثله من إيجابيات ولكن في يوم مشمس سمعت بالكاد ضجيجا منداخل شقتي فخرجت ووجدت كما هائلا يمكن تعداده بمئات الالاف او الملايين من الناس سكان وارشو المتمدنة المتعلمه ودفعني فضولي لانزل للناس واساءلهم ماذا حدث واذا بهم يشيرون الى برج الكنيسة القريبه ويقولون انظر مريم العذراء تظهر لنا-فنظرت ولم ار شيئا فقلت برعونه ولكني لاار شيئا ولولا بعض الناس العقلاء ومنظري الشرقي الواضح لكنت منذ حوالي ستين سنه ضمن الأموات
في البصرة عندي عديل عسكري كبير سابق وعمره حوالي 65 سنه -وهو زوج الأصغر من الاخوات ووالده لازال حيا وهو بالتسعينات ويعاني من الشلل ويتحرك على كرسي للمقعدين طلب أولاده وقال لهم اريد ان تاءخذوني مشيئا لزيارة أبو عبدالله او احرمكم من السير بجنازتي وهكذا اخذه أولاده وهم شياب منهكين وهو في كرسيه الى كربلاء رغم معاناتهم الهائله ومعاناته هو اكثر منهم
عواطف الناس قوة ماديه عظمى-ستالين شك


2 - بطالة
مصطفى محمود ( 2014 / 7 / 29 - 06:22 )
هسه عرفت ليش الدولة مكثرة البطالة !!!!!
ميزانية عظيمة خلال عشرة سنين صرفت على الجيش والشرطة وتنظيف الزبالة
والنتيجة صفر
60 بالمائة شعب ساذج لا يعرف ما يريد


3 - غياب العقل
عبد علي عوض ( 2014 / 7 / 29 - 10:17 )
الدكتور صادق المحترم
تحية طيبة
جزيل الشكر لكلمات التهنئة بمناسبة عيد الفطر، الذي يمر وإخواننا المسيحيّون يتعرضون إلى حملة إبادة ديموغرافية، وهم ملح أرض وادي الرافدين، وبدونهم سيكون الفسيفساء العراقي ممسوخ، لايمثل لوحة الجمال الاجتماعي. ... أما فيما يخص موضوعة المقال وتعليقك، فكل ما أقوله، أنّ العاطفة تصبح هي المحرك لنشاط الناس وسلوكياتهم، عندما يغيب العقل، وبسبب ذلك التغييب، يتحول وينحدر أحياناً سلوك الانسان الى مستوى الامعات ، وهذه الصورة موجودة لدى الغالبية من أعضاء مجلس النواب، فما بالك ببسطاء الناس

اخر الافلام

.. روسيا تعلن بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية قرب أوكرانيا


.. إسرائيل ترد على طلب الجنائية الدولية بهجوم على الضفة الغربية




.. السعودية وإسرائيل.. وداعأ للتطبيع في عهد نتنياهو؟ | #التاسعة


.. لماذا جددت كوريا الشمالية تهديداتها للولايات المتحدة؟




.. غريفيث: دبلوماسية قطر جعلتها قوة من أجل الخير في العالم