الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصعود الى الهاوية

محمد علي مزهر شعبان

2014 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الصعود الى الهاوية
إحذروا صفر الوجوه بعلة ودون علة


في دوامة الذهول ما بين التشائم والتفائل ، ما بين من سيضحى ممثل شعب في دائرة الضوء في سلطة تمتلك القرار وتشرع القوانين ، وذات سيادة وحصانه ، تدافعت الناس لكي تبصم له ولغيره ، وهي تحمل في سريرتها ، ربما يخطو القادم الجديد ، خطوة للامام ، وينزع عن لسانه لغة ال" الكوال " والغارق حد النحاع في مأمورية القيل والقال . يتسامى يترفع ، يحفز كل قدراته باتجاه المعقول المقبول المشرعن قانونيا ودستوريا واخلاقيا . ان يتوثب كجزء من كل في انقاذ بلده من ازمة ، وان يتلبس كل الاهلية ان يكون نموذجا التضحية في مقدمة فيالق الحشود من ناس جادت بالروح طوعا ، وايثارا اكرم من الجود ذاته ، حين قدمت الروح والجسد في جبهات ، اذ ناشدها الوطن داعيا ، وحين افتى مرجعها الراعيا .
من عمق الترصد المنظور، لحركات بعض السادة النواب الحضور. بعضم وهم يدخلون الى باحة مجلس النواب ، وانت تقف في زاوية ترقب الحركة والسكنة ، تقرأ الوجوه ، حقا هؤلاء سيحلون المعضلة ؟
الخطوة الاولى هي البحث عن استلام " باج " الحصانة ، كرت الدخول والخروج للسيد النائب الجديد ، واذ استلم هذه الوثيقة ، اضحى السيد في مقام الابهة انتفخت الاوداج ، وتصاعدت الانفاس بالعظمه وانتقل الحال الى شأن ومأل ، فتغيرت الاوزان ، وانتقلت الهيئة من متسائل الى خطوات فيها وقع الاتزان ، تثاقل مفتعل فعله المنصب المنشود ، الذي صرف عليه عشرات الملايين ، فلابد من تعويض مضاعف ، والانتقال من بوس الايدي واللحى واستجداء صوت ، الى ان تقبيل ايدي القادم الجديد انها الحصانة فعلى الكل فروض الطاعة .
من بعيد يدفعك الفضول لمراقبة ادق لهذا القادم .
الخطوة الثانيه ، هل يبحث الرجل عن النظام الداخلي ، عن كتيب الدستور ، عن اللجان السابقه ليقرأ القوانين المعطله ، هل سينحني لهذا المكان الذي سيكون موطنه في انزال القوانين المعلقة على الرفوف ، هل سيسخن ما جمد تحت تبريرات ونزوعات وميولات ؟ لم يحدث هذا بل كان التسائل للمارة وكأنه الاستجداء بل اقل شأنا عن دائرة الحسابات . ان الرزم المالية قد تهيأت واعدت . 90 مليون تحسين معيشة ، وكأنه اتى من دار الرعاية للايتام ، و30 مليون للحمايات وكأنه متوجه الى تلعفر ليحارب ، وعشرة ملايين راتب قبل ان يباشر بالوظيفة . لابأس ان يرتقي النائب الوحيد في انظمة العالم ان يحصد هكذا غنيمة ، فلقد اقام الرجل عشرات الولائم وسخر عشرات الوكلاء ، وابتاع من الفقير صوته حتى يرشى بأردء ملحف ، وبأبخس الاثمان .
الخطوة الثالثه في حركات هذا المناضل العتيد هي صالونات الاعلام ، يجفخ ينفخ ، يقلب الحقائق ، يتباهى رغم ضألته ، يحاجج رغم قلة حيلته . ينفغل حتى تنفجر عروق رقبته ، ينفخ رغم الثقوب في قربته . ولكل قوال لازمه ، ولكل عربة فارغة جعجعه ، ولكل فاقد رهان معمعه . لازمة الرجل في كل مقدمة حديث باطلالته الساحره ، القراءة " الكيسنجريه" والنظريات طويلة المدى " البريجنسكيه "
يطل علينا بواسل المفوهين وكأنهم نسوا ممن سبقوهم من موتورين ، اين صباح ديك الصياح واين ابن الملا ، وخالتنا العزيزه مهى الفله . يتقدم هذا الرعيل الجديد السيد صاحب فضائية ، انقلب في ليلة وضحاها على صاحبه ، مؤسس وعقل ومنضج تلك الفضائية " هش.. ال د " وجيء بديلا بصاحب الرسالة الموسومة بعنوان ( القيم العليا في خطابات القائد الضرورة صدام) والاثنان يبحثان عن جاه وشأن . فبعد ان غرد الثاني نأى ، في قافلة المفلسين لا مغنم . الى حيث كلما نشزت وخالف عرفت . انما الامر اما يقربك من الحاكم ، واما ان يدرك معدنك فتكون ليس في فصيلة الصادقون مع انفسهم وتاريخهم ، دونك تلك المقدمات كوسيلة لتقربك . ويبقى في اجواءك الترقب والتصيد حيث منفذ. وحين تنضوي تحت لافتة او كيان لا تجد لك متسع في غيره ، فبدلا ان تبذر تحمل منجل حصاد غضبك ، وبدلا من ان تضع لبنة ترفع للتهديم معول .
اذا كانت ايها السادة من يقودكم ازمة رئاسة ، فالتفاهم والمعايير الدستورية ، كفيلة بحلها . وان كنتم تأمنون بالديمقراطية فصناديق الاقتراع ناطقها ، والشعب الذي انتم ممثلوه قرارها . لقد تركتم كل ما يجري ، وداعش على الابواب .ان اول عوامل كنسكم عن وجه الارض هو خلافكم . حجمكم هو ما انتجت اصواتكم ، فعلام تراهنون على نصر وهمي وانتم تسرقون حق غيركم . ان لكل ازمة لها منفذ وبصيص ضوء وتدبير ربما يطرح على حين غره ، وهو سيكون المفاجئة لحل الازمة ، اذا استعصت الحلول ، وحينها لا بديل الا لموقف صارم ازاء طلبات ليس لها اول ولا تنتهي عند اخر ، جاثمة ولادة للمشاكسة والتناحر ووضع العصى ومرتبطة باجندات معروفة المفاد والتوجه
.
نعم حين تقلق المرء الازمات المفتعله ، ويركب المنافسون في قطار لا يدركوا ما في محطته الاخيرة من نهايات ، وتكون الحلول اشبه بالعصية فلابد ان تثار التسائلات الى اين نحن برمتنا ذاهبون ؟ والاجابة لابد ان تبحث عن منفذ. ولعله منقذ يحمل عصى سحرية ، ليحول المشكلة الى حلول تراض وقبول ، سواء بالمعقول من المكاسب للاطراف المتنازعه ، حتى لتهدأ النفوس التي لا يبرد ساخنها الا ان تبتلع الكعكة برمتها ، وهذا محال وصعب المنال . ويبدو في الافق لا بديل له سوى الحلول التي قد تفعل كدواء ناجع بحكمة الادراك والوعي والاحقية والحجة ، او نذهب سوية الى ما لا يحمد عقباه ، والذي سيأسس الى اللارجعة الى جلباب التحاصصيه والغنج والدلال والارتباط باجندات لا تملك سوى رغبة الهلاك والموت لهذا الوطن . اذن نحن تحت رهان ان نذهب الى الحكمة والدستور وجمع الشمل والتراص ازاء اخطر هجمة تحدق بالوطن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |