الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الغيتوات على مستوى المنطقة
عبدالله خليفة
2014 / 7 / 29مواضيع وابحاث سياسية
كان تطور المجتمع الإيراني بطيئاً وضعف الصناعات وسيطرة الزراعة وهيمنة القرى قوياً، وحاولت الارستقراطية الفارسية القيام بالتحديث الفوقي على مدى عقود لكنها لم تنجح بسبب عدم تغيير وضع القرى وهدم الإقطاع الزراعي الذي يواكبه الإقطاع الديني.
هذا كان أساس الغيتو الشيعي في إيران، حيث كان نمو العلاقات الرأسمالية وصعود التحديث وحريات النساء هدما لسيطرة الملالي القوة المعبرة عن العلاقات الإقطاعية للعصر الوسيط.
الملكية الضعيفة في التغيير والبرجوازية التجارية في المدن والتي أثمرت الجبهة الوطنية كانت عمليات تحديثهما سطحية وبقي الإقطاع قوياً ولم يتفكك الغيتو.
هذه كانت حالة مشابهة للغيتو اليهودي في أوروبا الذي يواجه الاختراق الرأسمالي وتفكك السيطرة الدينية على العامة اليهود الذين أخذوا يذوبون في المجتمعات الحرة الحديثة كغيرهم من المواطنين، لكن الوعي الديني المكرس خلال مئات السنين لا يقبل ذلك، وكان الغيتو اليهودي يصارع ذلك في القرن التاسع عشر، ومن هنا نشأت الحركة الصهيونية للحفاظ على الغيتو اليهودي بنقله نحو فلسطين وبقاء سيطرة الملالي اليهود والقوى البرجوازية العليا على العامة.
لكن إيران ساحة واسعة ولم تكن بحاجة إلى النقل بل لعودة سيطرة الملالي على المجتمع ومنع التفكك وذوبان الشيعة في الحياة الحديثة وتحررهم من سيطرة الغيتو وقواه الدينية والعسكرية.
هذا ما شجع القوى التقليدية القروية على الحراك وخاصة مع فشل نموذجي التحديثيين، المَلكي والبرجوازي وعدم جذرية برامجهما وتخاذلهما في الوقوف مع الأغلبية الشعبية.
وقد كانت هي الأوسع جماهيرياً ولديها تاريخ طويل في السيطرة وشبكة من المؤسسات الدينية المتنفذة الداخلة في عظام كل فرد وباستطاعتها توجيه كل هذه الخضم من المؤسسات والبشر نحو هدف معين لو امتلكت زمام القيادة المرجعية المعادية للتطور والديمقراطية بشكل ديماغوجي تضليلي وهمي بالثورة والنضال من أجل الشعب!
فشل الثورة البيضاء الزراعية كان نجاحاً للإقطاع القروي، الذي وجد في بعض الملالي رموزاً، والذين خلطوها بالوطنية ومعاداة الأمريكيين لتضليل العامة.
كانت هذه عملية إعادة للسيطرة على الغيتو الشيعي الذي يكاد أن يتحلل ويذوب أفراده في الحياة الحديثة كغيرهم من المواطنين، وقارب هذا تصاعد مشروع الغيتو اليهودي وتطبيقه.
وبدلاً من أن تقوم المدن بتغيير حياة الريف المتخلف قام الريف بفرض مشروعه المتخلف على المدن، وكرس سيطرته فمنع الناس من التطور الحديث والحريات وحافظ على الغيتو ونشر نموذجه في البلدان الأخرى ليغدو غيتو نموذجيا للطائفة على مستوى المنطقة حتى لا (تتحلل) أي حتى لا يفقد الملالي السيطرة عليها ويترك الناس المؤسسات والتقاليد الدينية المحافظة.
وهذا ما سوف يثير القوى الأخرى ويدفعها إلى الصراع مع هذا التمدد وتفكيك البلدان.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شراكة استراتيجية- بين فرنسا والسعودية.. لماذا الآن؟ | المسائ
.. من هي الأسماء التي يمكن أن تخلف ميشال بارنييه؟
.. هل تنجح واشنطن وتل أبيب في تحييد نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟
.. مراسل الجزيرة: قوات المعارضة تحاول فرض طوق على مدينة حماة
.. مشاهد لزيارة قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني لقلعة ح