الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما تحمله النساء

خيري حمدان

2014 / 7 / 29
الادب والفن



ما تحمله النساء في حقائبهنّ، أحمر الشفاه، أسبرين ومشطًا
صورًا لحبيب ولطفل أو لزوج غائب، بعض النقود وأمل
يحملن ذكريات كالحة ودموعًا تساقطت فوق أهداب منديل

ما تحمله النساء ليلا، حضنًا دافئًا وشوقًا لا ينقطع
وقلقًا وخوفًا من خيانة غير متوقعة في ليل آخر
يفلت من بين أيديهنّ، ينقله لحضن أكثر نضارة

يحملن رضيعًا يبحث عن ثدي كي يرتوي وصغيرًا
يصرخ لأسباب عديدة آخرها الملل، والابنة تبتسم
للرجال، أحدهم شبيه أبيها، تثق بساعده ويمتلكها
في أحلامه، يتقدّم لقطف عذريتها في موج الشبق

يحملن سنارة وخيوطًا ملونة كثيرة لنسج كنزة
لعابر سبيل، لأخ مسافر إلى الصين منذ عقدين
للريح التي لا تقف عند شيش نافذة، تأخذ ما تريد
تنال نصيبها من شعورهنّ المحنّاة، تعبث بجدائلهنّ.

يحملن في مخيلاتهنّ وكراسات أساطير الملاحين
والفرسان الأوفياء الذين يكتفون بحبّ واحد
وعروس تنوب عن قوافل النساء وبائعات
الهوى في المدن الساحلية والأحياء المعدومة
في الجوار، يبحثن ليل نهار عن انعكاس أرواحهنّ
في عيون الرجال العسلية والملوّنة، يبحثن عن بقايا
متعة أو حطام رجل هجرته نجمة في ليلة ظلماء.

ما تحمله النساء يتّسع لقارب أو لموكب أو لكوكب
يحملن عبء الحياة ويقفزن في متاهات الموت عنوة
إذا شعرن بأنّ النهار قد ولّى ولا شمس بعد مغيب
يحملن تبعات الجوع والظمأ، يتقافزن من حلم لآخر
بحثًا عن الوهم الجميل المتدثر بقصائد مقفّاة
يحملن شذى عطر الصندل على منبت صدورهنّ
خلف الأذن وعلى رقابهنّ، يتهادَين مقدمات مدبرات
يرفضن الاصطفاف خلف الأخريات، كيلا يفقدن
تميزهنّ، ويحترفن الغواية كلّما حمل القمر وعدًا آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي