الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متاهات التفاوض : في حاجة المقاومة للتشكك الديكارتي

منعم وحتي

2014 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حتى لا نغوص مع القارئ في عوالم الجدل بين المعرفة الأفلاطونية التي وضعت سلما للرقي من العالم المحسوس إلى العالم المعقول استنادا الى قواعد العقل الرياضي بغية إعطاء انسجام نسقي بين العقل و الموضوع، و كذا رقي ديكارت بالمعرفة إلى مستوى التأمل العقلي الواعي، والذات الحرة المفكرة، التي أنتجت قواعد الاستنباط والتشكك العقلاني المفضي للحقيقة، حتى نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فيما يعتمل الآن فلسطينيا.

إلا أنه لايمكن أن يضحد ادعاءات تجار الهدنة الجدد إلا منهج التشكك المنظم المستند على العقل الحر الضابط لآليات الواقع، بعيدا عن أي هواجس عاطفية مفرطة أو ارتكان الى التمثلات المهزومة.

إن الرجوع إلى تاريخ المفاوضات مع العدو الصهيوني، يؤكد بالملموس أن مسار تلمس حل للقضية الفلسطينية عبر "القانون الدولي" ومجلس الأمن والتلويح بمبدأ الأرض مقابل السلام لم يجن منه الفلسطينيون إلا ويلات الدمار وازدياد سرطان المستوطنات ومزيد من الزحف الصهيوني على أراضي الفلسطينيين. حيث أن أكبر عملية لتفريخ المستوطنات كانت على هامش مفاوضات أوسلو، وكلما تغير رأس هرم الكيان الصهيوني إلا وتم الإخلال بالالتزامات السابقة، .....

فلما هذا التآكل السيزيفي في تدبير القضية الفلسطينية عبر المفاوضات ؟

في مقابل دروس التفاوض المهادن، لا بد من الوقوف على معادلة "توازن الرعب" والتي شكلت الجانب المشرق والمشرف الذي انتزعت فيه حقوق مشروعة من براثن العدو الصهيوني، نذكر في هذا السياق نموذجين صارخين رغم اختلاف معطياتهما:

- حرب أكتوبر 1973 واجتياح جيوشنا النظامية لخط بارليف، والتي أوقفت الزحف الصهيوني على الحدود المصرية، وأركعت الصهاينة ميدانيا، مما استدعى تدخل المنتظم الدولي ولوبيات الضغط العالمي لإنقاذ ماء وجه الكيان الصهيوني بإبرام المعاهدة المذلة لكامب ديفد، لأن ما كان يجب أن يفرض وفق الشروط الميدانية لم يفرض، فتم الالتفاف على نصر أكيد. فالخلاصة الأكيدة أن معطيات الأرض محددة في التفاوض شريطة عدم المتاجرة بدماء الشهداء في لحظات التفاوض.

- حرب تموز 2006 على الضاحية الجنوبية اللبنانية ، والتي كان فيها لمعادلة "توازن الرعب" الدور الحاسم في إرضاخ العدو الصهيوني لقبول شروط المقاومة ، واستطاعت صد العدوان و تكبيده أقسى الخسائر ميدانيا ، بضرب عمق الكيان الصهيوني وتدمير آلياته، وصولا إلى تحرير عشرات قدماء الأسرى في صفوف المقاومة، و بالتالي سقوط المدخل الأول لتفتيت المنطقة "الشرق الأوسط الجديد"، و رسم خريطة جديدة لمستقبل أي نزاع مسلح في المنطقة.

إن إسهال المبادرات التي تتقاذف على هامش العدوان الصهيوني على فلسطين وصمود المقاومة الباسلة يستدعيان استحضار التشكك المنظم في نوايا الأطراف الداعية إليه تجنبا للسقوط في فخ مؤامرة الالتفاف على مكاسب إيلام العدو الصهيوني في عقر داره واستمرار نَفَس المقاومة رغم الاجتياح البري. فدروس حربي أكتوبر و تموز أمام أعيننا، فلا مجال للرجوع إلى مرحلة ما قبل العدوان، كما على فصائل المقاومة وضع مربع موحد لأي مفاوضة حول أي هدنة محتملة وأن تضع جانبا ارتباطاتها المذهبية، الطائفية التي تغذيها المحاور الإقليمية، لأن نقطة الارتكاز التي تحرك المفاوضات تستند إلى القوة المستمدة من الواقع الميداني أكثر من أي دعم خارجي. فلا ثقة لا في أمراء البترودولار ولا في حلفاء الصهيونية المبطنين، فالتاريخ لا يرحم حتى في عز التفاوض، و كما قال ذلك الطفل الفلسطيني:

"دمنا ما بيروح هيك".

منعم وحتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ