الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المقاومة العراقية - مهمتان (١ - ٤)
عبدالله هاشم
2005 / 8 / 7مواضيع وابحاث سياسية
ان التراث الفكري والسياسي للبشرية انتج مفاهيم هي عصية على التغير وصيرورة التطور ذاتها لما تحمله من ارتباط وثيق وعضوي بالذات الانسانية، فالحرب العدوانية وفقا للمفهوم الانساني هي تلك التي تتجاوز حدود الآخر بأبعادها المتعددة جغرافية وحقوقية واخلاقية، لذلك هي في جوهرها انتهاك يستفز الوطني من المشاعر ويحوله الى فعل مقاوم ومن هنا فإن اي احتلال ينتج نقيضه بشكل تلقائي، والحديث عن جلب الديمقراطية وصياغة انظمة سياسية عصرية تعبد طريق بنائها حراب جند المحتل امر لا يتسق ومنطق الاستحواذ على الثروة والسلطة على المستوى الدولي.
فاحتلال العراق الذي برر من الوجهة القانونية على المستوى الدولي رسميا وشعبيا، بأن النظام العراقي هو نظام مارق من القانون الدولي وذلك بامتلاكه اسلحة دمار شامل وذو مقومات دكتاتورية مما يجعله خطراً محدقا بالسلام والامن الدوليين.
وهذا ما يجعل انتفاء هذا المبرر وعدم وجود هذه الاسلحة المزعومة هو دليل دامغ على ان سياسات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا تستهدف التموضع العسكري والسياسي في العراق وفقا لاستراتيجية السيطرة على مركز الشرق الاوسط الكبير، وتستحوذ على النفط العراقي وحتى وان كان لفترة زمانية محددة لحل ازمات اقتصادية وعسكرية لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، ان هذا الاحتلال هو بالضرورة يخل بموازين القوى الدولية والاقليمية ويضعف قوى اجتماعية ويضاعف من قوة قوى اخرى في المجتمع العراقي والمحيط الاقليمي، وهو الامر الذي يدركه العراقيون ودول الجوار والعمق العربي الاسلامي جيدا، هذا ما عبر عنه الملك عبدالله الثاني بما اطلق عليه صياغة هلال شيعي يتمثل في ايران والعراق وسوريا، وكذلك الموقف السوري المناور الذي يعلم جيدا ان الشعب السوري ووفقاً لتكوينه العروبي يرفض قيام نظام ايراني الطبيعة بوجوه نصف عراقية. ان القانون الدولي العام يحكم موقف مجلس الامن الذي يعتبر الوجود العسكري للدول الاجنبية في العراق هو احتلال طبقا لحكم المادة ٢٤ من لائحة لاهاي لعام ٧٠٩١ التي تنص على انه (تعتبر ارضاً محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو، ولا يشمل الاحتلال سوى الارض التي اقيمت فيها مثل هذه السلطة ويمكن ان تمارس فيها) وفي حالة العراق فإنها تشمل كل الارض العراقية والمياه الاقليمية للدولة واجواءها، والاحتلال من وجهة القانون الدولي يخضع لأحكام تقرر ان المحتل لا يكتسب السيادة على الارض وهو مجرد حالة مؤقتة، يلزم القانون القوة المحتلة ان تعيد النظام والامن وتؤمن الصحة العامة والشروط الصحية، تؤمن الغذاء والعناية الطبية ويحظر النقل الجبري الجماعي او الفردي للسكان، وتحظر العقوبات الجماعية وتحظر عمليات الانتقال، ويحظر تدمير الممتلكات الخاصة والعامة وهذه بمجموعها شروط تنتهكها القوات الامريكية وحلفاؤها في العراق، ومن هنا فإن مقاومة هذا الاحتلال مشروعة وان أية مزايدات للمثقفين العرب بجميع انتماءاتهم على هذه المهمة هي مزايدات ساقطة انسانيا ومن الوجهتين الوطنية والقانونية، وان المبررات التي تساق لمناوءة المقاومة واهدارها ونفي الطابع الوطني عنها والتي تتخذ من ما يطلق عليه إرهابا او مآلات نفوذ التيارات الدينية السنية المتشدة بعد خروج المحتل والتي سوف تعيق التطور المدني في العراق هي محض مواقف سياسية وايديولوجية ليس لها علاقة بما هو قانوني وحقوقي وهي مبررات لا تتسق ومنطق الواقع الاجرامي الصارم على الارض، فالارهاب هو ارهاب دول كبرى تقتل المدنيين نساء واطفالاً وشيوخاً وتحرق مدناً بكاملها بكثافة النيران والفلوجة الباسلة مثلا والقائم ليس آخر ما حرق بنيران الامريكان، ووطء رؤوس النساء وصفع وجوه الرجال واختطاف وقتل أئمة المساجد والاعتقال الكيفي المهين وممارسة التعذيب المتعدد الانماط الذي يمارس في السجون الامريكية في العراق ابو غريب وغيره ما يربو على اربعة عشر الف معتقل سياسي نساء ورجالاً، وقتل العزل في المساجد بدم بارد واستخدام النساء والاطفال كدروع بشرية بوضعهم على الدبابات كما حدث في الفلوجة، ان معاناة الشعب العراقي لا يمكن وضع حدود لها وحصرها وهي باقية ما بقي الاحتلال من احكام القانون ومن الاوضاع الانسانية المتردية قهرا ومصادرة للحريات وانتهاك لسلامة الابدان وحق الحياة والاوضاع المعيشية والامنية المنعدمة مقوماتها تستمد المقاومة شرعيتها، ان الانظمة تهزم وتسقط ولكن ليس هناك مقاومة شعبية لمحتل هزمت في تاريخ البشرية لذلك فإن المقاومة العراقية ستنتصر.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ
.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار
.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود
.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية
.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب