الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة صومالية مميزة إلى الاتحاد الافريقي

خالد حسن يوسف

2014 / 7 / 30
السياسة والعلاقات الدولية


يمثل الاتحاد الافريقي أحد المنظمات الدولية والإقليمية ذات الثقل السياسي ودبلوماسي الرفيع, وهو يشكل إمتداد لمنظمة الوحدة الافريقية والتي تأسست في عام 1963, ومنذو الانطلاقة الأولى لهذه المنظمة كان الصومال ضمن الدول الافريقية التي أنظمت لعضوية المنظمة.وقد كان تاثير الأخيرة على الخيار الصومالي بصدد وحدة الصومال الطبيعية والتي تناترث إلى أجزاء مبعثرة وانتهى البعض منها إلى الوقوع تحت السيطرة الاثيوبية والكينية.

وشكلت السنوات الأولى من عمر تاسيس المنظمة (1963-1964) ببدايات النشاط الدبلوماسي الصومالي وتحديدا المرتبط مع القارة الافريقية.وكان محور تلك المساعي هو العمل على تحرير الصوماليين ممن سلمتهم بريطانيا لدول الجوار, قبل رحيلها من منطقة القرن الإفريقي, بحيث آلت إلى اثيوبيا وكينيا أراضي صومالية في أعوام 1948,1954,1963.

وباستقلال الصومال في عام 1960 أنتهى الأمر إلى أن لعب الصومال دور الوريث الشرعي كصاحب الحقوق في استعادة الأراضي الصومالية الواقعة تحت سيطرة دول الجوار, وهو الوجهة السياسية التي اتخدها القرار السياسي لصومال الدولة على المستويين الداخلي والخارجي.إلى أن جهود الصومال اصطدمت بمصالح الكثير من الدول الافريقية والتي شكل تغيير الحدود السياسية للقارة الافريقية بنسبة لها بحالة انتحار ذاتي, سيطلق ويتسبب قبوله بحمم الحروب والنزاعات السياسية.

ودفع ذلك الدول المرشحة للمعاناة من تلك التسوية السياسية التي ارادت الصومال إعادة إنعاشها قوميا, بالرفض ومواجهة المساعي الدبلوماسية والسياسية الصومالية, وتوج ذلك الموقف الافريقي في ان اعتمدت وكرست منظمة الوحدة الافريقية في ادبياتها بضرورة منع ثرسيم خارطة الجغرافيا السياسية للقارة الافريقية مجددا.

ورغم تلك المعضلة السياسية والدبلوماسية والتي اصابت جهود الصومال في مقتل, إلا ان هذه الدولة ظلت تلعب دور الداعم للقضايا الافريقية, ولاسيما دعم حركات التحرر الوطني الافريقي طيلة عقود السيتينيات,السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين, وعلى أراضي الصومال انعقد أحد أهم مؤتمرات قمة منظمة الوحدة الافريقية في الصومال عام 1974 والذي استضافته العاصمة الصومالية مقديشو.

وظلت مقديشو تلعب دورها المؤثر وصولا إلى سقوط الدولة الصومالية في عام 1991, وفي ظل هذا الغياب تاسس الاتحاد الافريقي في عام 2002, كما دفعت أوضاع الصومال دول الجوار الافريقي ممثلا في دول منظمة إيجاد أن ينخرطوا في التدخل بشأن الصومالي سلبا وإيجابا.

وفي الحاضر تلعب عدد من الدول الافريقية بادوار متابينة لتعامل مع المسألة الصومالية سياسيا وامنيا, إذ تتواجد في الأراضي الصومالية قوات من دول اثيوبيا,كينيا,رواندا,اوغندا,بروندي,سيراليون وجيبوتي, في حين أن بعض هذه الدول ذاتها اصبح إنهيار الصومال بخطر مؤثر على كياناتها, وفي ظل هذه الأجواء تاتي مشاركتها في الشأن الصومالي والنظر عن نواياها, وقد لعبت بدور كبير في التمكين للحكومة الصومالية الغير قادرة على بسط سيادتها السياسية والعسكرية على كامل التراب الصومالي, وتشكل بداعم كبير تجاه أكبر تحدي سياسي وأمني توجهه الحكومة الصومالية, ممثلا بحركة الشباب الإرهابية.

وتعد أبرز القضايا التي تعاني منها الصومال في الراهن, هو كيفية التوفيق بين خلق ثوازن بين ضرورة تمكين مؤسسات الدولة الصومالية في استعادة دورها, خاصة الجيش والمؤسسات الأمنية وإمكانية تسليحها بالمعدات الأزمة والمناسبة والتي تمكنها من مواجهة حركة الشباب, وفي اتجاه أخر رغبة دول الجوار الافريقي ممثلة باثيوبيا وكينيا واللتان تشكلان بجزء عضوي في الصراع الصومالي وتقويتهما لهذا الطرف السياسي أو ذاك, وذلك انطلاقا من الرغبة في اضعاف الفرقاء المحليين, ناهيك أن دور القوات الافريقية بدء يأخد منحى أخر وهو تنفيذ الأجندة السياسية لدول الجوار الافريقي تجاه الصومال.

وهو ما يعد بماثلا مع التجربة الكينية والتي ترغب في إعادة رسم الحدود البحرية ما بينها والصومال, بالإضافة إلى محاولتها القيام بالتنقيب عن النفط في المياه الصومالية, وان تم إفشال المخطط الكيني في المرحلة الأولى إلى أنه لايستبعد تجدد محاولة تكريس هذه الأطماع في القادم المنظور.

ولاشك أن التقدم الملحوظ في تقدم دور الدبلوماسية الصومالية وتقدم العملية السياسية على المستوى الداخلي, في الراهن سيعمل على قطع الطريق على سياسات دول الجوار الافريقي والتي تشكل كسلاح ذو حدين على القضايا الصومالية, ومع خفة وتراجع الدور الأمريكي الخارجي كشرطي عالمي, تتراجع سطوة الجوار الافريقي مع الصومال, ناهيك بعد الضربات الموجعة التي سببتها حركة الشباب لكينيا في داخل أراضيها, وتسببت في تراجع السياحة وايجاد حالة خلاف سياسي حاد بين القوى السياسية الكينية, والتي دفعتها تناقضاتها الداخلية نحو رسم الخيار الفيدرالي في كينيا, وهو ما يؤكد أن العلاقات الصومالية مع دول الجوار الافريقي.

ومن هنا تتطلب الحاجة رؤية جديدة وواسعة الأفق وتنطلق من تقدير ومراعاة مصالح الأطراف الافريقية المتجاورة, حتى لا تنتهي السفينة بغرق الجميع وحدوث تمزقات داخلية تأتي على أمن منطقة شرق افريقيا, فانهيار الدولة الصومالية في عام 1991 وما صاحبه من معضلات على شتى المستويات في المنطقة, أكد للجوار الافريقي بضرورة تغيير المعادلة السياسية مع الرقم الصومالي الصعب والذي لا يمكن بالمعزل عنه ايجاد حالة استقرار في منطقة القرن الافريقي, فالسياسية الخارجية التي تطرحها الصومال في الراهن, على الاتحاد الافريقي, تنطلق من معادلة دعم الصومال في مقابل الحفاظ على الأمن الافريقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟