الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الجنون

طوني سماحة

2014 / 7 / 30
حقوق الانسان


أتراه زمن الجنون؟ أم بتنا نعيش في مجتمع لم يعد فيه للعقل و المنطق أي قيمة؟

أترانا مصابين بمرض انفصام الشخصية أم أننا نرى تطبيقا حيا و معكوسا لنظرية داروين، حيث أن الضمور و التراجع حلّا مكان النشوء و الارتقاء، و حيث أن الانسان ابتدأ اليوم رحلة العودة من كينونته الانسانية الى اصوله الحيوانية و بالتحديد القرد، فيما و للأسف هم ينعتون بعضنا بأننا أحفاد القردة و البعض الآخر أحفاد الخنازير؟

اليوم، و بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، تبدأ داعش فرض أحكام الدولة الاسلامية و منها "جهاد النكاح" في الموصل العراقية و "مكاتب الزواج من المجاهدين" في الرقة السورية حيث تتوجه العازبات و الارامل الى مكاتب زيجات يتم تسجيل اسمائهن فيه، و بعدها يقوم الداعشي باختيار شريكة اليوم، أو شريكة الشهر، أو شريكة الحياة و التقدم لخطبتها ربما على ظهر دبابة و في يده بندقية و قنبلة، أو ربما كان يحمل في إحدى يديه رأس كافر و في الاخرى رأس عدو فيما كلا الرأسان يقطران دما، و من ثم يقدمهما لحبيبة القلب هدية الخطوبة أو عربون حب داعشي. و في اليوم ذاته في ولاية الرقة، ترجم امرأة حتى الموت. يقف العدل في ساحة مدينة الموت، يحمل مذياعا، و يتلو أحكام القضاء: الجريمة زنى، الحكم موت، أداة تنفيذ الحكم رجم. و لدى تلاوة الحكم، تجمهرت حول ساحة الاعدام جموع كثيرة تنتظر تنفيذ الحكم الإلهي. يذكرنا المشهد بالعصور الجاهلية ما عدا ان الازياء تعددت و تنوعت بين الافغاني و الباكستاني و العربي و أن بعض الرجال استبدلوا السيف بالكلاشينكوف و الدرع بالاحزمة الناسفة و احزمة الذخيرة فيما كان البعض يلبس ساعة يد ماركة رولكس السويسرية أو سايكو اليابانية. أهو تناقض غريب أم أنه انفصام في الشخصية ا الجهادية؟

في زمن الموت و الجنون تختلف المفاهيم و المعايير و المقاييس. المرأة التي تمارس الجنس مع المقاتلين شريفة و المرأة التي تمارس الجنس مع غير المقاتلين زانية. إنه عصر انعدام العقل. بئس زمن يختزل فيه الزواج بعقد نكاح. فالزواج، يا سادتي الدواعش، أسمى من أن يحصر بعمل جنسي نشارك الحيوانات فيه. بل الزواج هو حب و مشاعر. هو تضحية و بذل الذات من أجل المحبوب، هو عطاء قبل أن يكون أخذا. هو مشوار العمر يمشي فيه الشريكان ممسكين يدا بيد. هو تقدير و احترام. هو وحدة في الرؤيا. هو شركة و مشاركة. هو بسمة و لمسة. هو حرص على مشاعر الآخر. هو رغيف خبز يقتسمه الشريكان. هو عناق الحب. هو الأمل في غد مشرق. هو الحنان و القبلة الصافية الصادقة. ترى، هل توافرت عناصر الزواج هذا في عقدكم، في زواجكم و في ما يعرف "بجهاد النكاح" لديكم أيها الدواعش؟

لا يا سادتي الداوعش، ليست المرأة الزانية بساقطة تستحق الرجم، كما أن تلك التي تهب نفسها للمقاتلين ليلة او شهرا او سنة ليست بالسيدة الشريفة التي تستحق الحياة. و ماذا تراني أقول عن المجاهد الذي يتزوج فتاة قاصر، أو يتزوج من امرأة على الرغم منها ، أو يستمتع بامراة تحت مسمى "جهاد النكاح" ؟ سيدي المجاهد، أنت لست بأكثر من مغتصب للنساء، و الرجم حق عليك.

بات من المحق إنصاف القردة. لا يا سادتي، ليس بين القردة من يقوم بهكذا تصرفات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 31 - 00:24 )
يسوع (يهوه) و أحكام الرجم :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412087

اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد