الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكلوجية الختان

موسى الشديدي

2014 / 7 / 31
حقوق الانسان


ان التطور والارتقاء السوي للشخصية يحدث حينما تسمح عوامل البيئة الاجتماعية للاطفال بأن ينمو ثقة اساسية في ذواتهم وفي الناس الاخرين ويكون الاحتمال كبير في معظم الحالات ان توجد هذه الثقة نتيجة لان الاباء يظهرون الدفء الاصيل والذي يمكن التنبؤ به كما يظهرون الاهتمام والاحترام لاطفالهم ام النمو غير السوي فيحدث حينما تعوق او تعترض الاحوال البيئية نمو الطفل النفسي الطبيعي وفي هذه الحالة تزاح او تختفي الثقة ويحل محلها القلق الاساسي وهي زيادة خبيثة منتشرة للمشاعر التي يخبرها الفرد ومضمونها انه وحيد وقليل الحيلة في عالم عدائي (horney, 1937,p89) فالطفل يشعر في هذه الحالة بانه ضئيل لا قيمة له فاقد الحيلة متخل عنه في خطر في عالم يسيء معاملته ويغشه ويهاجمه ويهينه وينتهك ادميته ويخونه ويحسده ( horney ,1937, p92)
يقول الدكتور سامي عوض الذيب في مقالة له عن اثار الختان النفسية "تصوّر نفسك جالساً أو نائماً مع من تحب. ويدخل عليك فجأة أناس تجهلهم فيمسكوك بقوّة ويخلعون ملابسك ويقطعون جلد قضيبك بسكّين حاد في عمليّة قد تدوم 15 دقيقة وأنت تصيح من الألم وتصارع لكي تفلت منهم. وفي حدّة الألم تكتشف أن من تحب قد تآمر عليك وساعد في تعريتك وبتر جلد قضيبك. فماذا سيكون رد فعلك؟ "
نشر الدكتور "دافيد ليفي بحثاً عام 1945 يقول فيه إنه تأثّر بكثرة عدد الحالات التي شهد فيها الهلع والهم واضطراب البال ترتسم على وجوه الأطفال عقب إجراء الختان، ولاحظ أنه كلّما كان الطفل أصغر سنّاً كان أعظم تأثّراً بالألم وأشد إستجابة له. وقد وجد أنه كثيراً ما ينجم عن تلك الصدمات نوبات من الفزع والرعب تنتاب الأطفال أثناء نومهم فيهبّون مولولين ثم يصمتون قانطين. كما وجد أن هذه الصدمات تتلاشى ويزول أثرها بعد فترات تتباين طولاً وقصراً، ولكن قد يحدث ألاّ تزول البتّة في الطفولة فتظهر في الكبر على صورة مسلك عدائي للمجتمع واستجابة للنزعات الهدّامة وسقوط في حمأة الإجرام ينشد به الإقتصاص من المجتمع. وقد شهد أطفالاً في الثالثة والرابعة من أعمارهم أصبحوا بعد جراحة الختان ذوي طباع شكسة ونزوع إلى التمزّق والتحريق والهدم والقتل والإنتحار. وشهد كذلك طفلاً أصبح بعد ختانه يبلّل فراشه (لويس، ص 85-86. أنظر النص كاملاً في اللغة الإنكليزيّة Lewis, p. 109-111)
لا يمكن أن تمحى الآثار النفسيّة لأخذ الطفل غدراً وسط مظاهر الإحتفال، ليفاجأ بعمليّة التكبيل ورؤية أسلحة البتر، ويعاني من الآلام والمضاعفات، في مقابل تقديم رشاوى مادّية رخيصة. فمهما كان الطفل صغير فهو يستطيع أن يقارن بين ما قدّم له من أكل مميّز وملابس جديدة، وبين ما دفعه من كرامته بعرضه مجرّدا من ملابسه الداخليّة أمام أغراب، ويترتّب على ذلك فقدان ثقة الطفل في أبويه أو من يحل محلّهما، ويرتبط الغدر والأذى الجسمي والنفسي بخلق الشعور بالظلم لدى الطفل الصغير والذي قد يلجأ للتعبير عنه بالتبوّل اللاإرادي والإنطواء الإجتماعي. فعمليّة الختان ليست فقط بتراً عضويّاً ولكنّها أيضاً بتر نفسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين