الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صكوك الغفران

نبيل محمود والى

2005 / 8 / 7
حقوق الانسان


التشكيك في مواطنة أي إنسان نتيجة لتعبيره عن ما يعتقد ويؤمن بحرية وشجاعة يمثل أهم وأخطر ملفات معاناة المصريين بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة ...فتلك هي الحرية والديمقراطية واحترام الحقوق العامة للإنسان التي لم يتعود عليها الكثيرون في مصر و العالم العربي لأن ثقافة التخوين والعمالة والقتل وقطع الرؤوس وأخيرا التشكيك في المواطنة هي بكل أسف الثقافة السائدة في مجتمعاتنا العربية وتشكل عائقا خطيرا ومدمرا في طريق التقدم والرقى واللحاق بركب الدول المتحضرة .

فنحن لم نتعلم أو نتعود على احترام الأخر وقبول ثقافته لو تعارضت مع معتقداتنا وذلك يدفعنا بالشعور بالعجز وإلقاء التهم العامة والخاصة وممارسة الإرهاب الفكري على كل من يخالفنا الرأي أو يخالفنا الموروثات الخاطئة والمغلوطة أو يتفوق علينا بالمنطق والحجة ويكشف عوراتنا بالتحليل والنقد الموضوعي المحترم والرشيق فمن يخالفني العقيدة فهو كافر ومن يخالفني العرق فهو من العبيد ومن يخالفني في لون البشرة فهو جنس غير متميز ومن يخالفني الذكورة فهو جنس أدنى ... إنها ثقافة الاستبداد والقهر الفكري التي تعودنا عليها عقودا طويلة ناهيك عن أنها تعبر عن خواء فكرى ونقص في المعلومات والإطلاع والمعرفة وقصور في التشخيص وبعد النظر .

وذلك بالضبط ما يفعله عيانا الإرهابي العالمي الأول إبن لادن الذي كفر العالم أجمع لأنه الوحيد الذي يملك و يحتكر الحقيقة فهو دون غيره مبعوث العناية الإلهية لتخفيف ألام المرضى والعجزة والمرتزقة وأولاد السبيل وأنه لاصلاح للإسلام من دونه ... وحتى ننال الرضا السامي ولا نكون محل تشكيك لابد من تقديم صكوك الغفران ونعلن الندم ونتوب وننوب عن شجاعتنا وممارستنا لحرية الرأي والتعبير في النقد الموضوعي لرؤساء الجمهوريات العربية الملكية من العسكريين المستبدين الذين قسموا الأمة وأحلوها دار البوار والخراب وسلموا أرضها للإجنبى بدءا من الرئيس ناصر 67 والرئيس حافظ الأسد ومرورا بالرئيس ياسر عرفات ووصولا بالمهيب الركن صدام حسين ونكف عن مهادنة وتمجيد أنظمة الحكم الملكية في المنطقة وتوقير موتاهم ونظل أ سرى ثقافة بالروح بالدم و ولا يهمك يا ريس من الأمريكان يا ريس ويا أهلا بالمعارك وعبادة الأصنام وتقديس الزعماء العسكر الأموات منهم والأحياء في معبد الفرعون الإله ..

إن ثقافة عدم قبول الأخر تحت دعاوى عديدة تعد ظاهرة سلبية مدمرة جعلتنا أضحوكة الأمم وهان أمرنا على الدول الأجنبية فداسوا على رقابنا بأحذيتهم والعيب فينا نحن العرب... والمسلمون الذي بلغ تعدادنا مليار ونصف المليار نسمة تقريباً يتلقون الصفعات من 6 مليون إسرائيلي ما سر هذا الهوان ؟ هم ديموقراطيون يحترمون القانون الذي يعلو ولا يعلى عليه في بلدهم وإن أنكرنا ذلك من باب العزة بالإثم وطول اللسان هم ينعمون بالحرية ونحن غير أحرار إذ لا تكتمل الحرية بدون إنتاج الزاد والزناد الإسرائليون لا يقاتلون بعضهم البعض ونحن نفعل إذ نضرب رقاب بعضنا البعض منذ 1400 سنة وحتى الآن وإن حاربونا استعانوا ببعضنا على محاربة البعض الآخر ثم ندفع لهم تكاليف هذه الحروب التي سُفكت فيها دماؤنا !! وما حرب الخليج عنا ببعيدة هم في أوروبا توحدوا اقتصادياً وعسكرياً مع اختلاف الأعراق واللغات والثقافات ونحن لا نتفق إلا على دوام الخلاف مع توحد لغتنا وثقافتنا وتاريخنا وديننا تحت مرأى ومسمع سوق عكاظ المسمى بجامعة الدول العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو


.. الترحيل إلى رواندا.. هواجس تطارد المهاجرين شمال فرنسا الراغب




.. نشرة الرابعة | النواب البحريني يؤكد على استقلال القضاء.. وجه


.. لحظة استهــ ــداف دبـ ـابة إسرائيلية لخيام النازحين في منطقة




.. عشرات المستوطنين يعتدون على مقر -الأونروا- بالقدس وسط حماية