الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


23أكتوبر في مقاهي الهزيمة القرار، و الهزيمة المختارة

رضا كارم
باحث

2014 / 7 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تحمّس فريق من الناس لشحذ الهمم الشعبية من أجل الخروج في مظاهرات عارمة "مساندةَ لغزة، و رافضة للعدوان الصهيوني الغاشم"...
لقي القوم ما لقوْا من عبث و تجاهل و عدمية و لامبالاة...
كتبوا نتائجهم فورا. رسموا على جدرانهم غضب المكلوم و حزن المقصيّ...
أسكنوا آلامهم حروفا كالرصاص، توظؤوا بماء من أحقاد ، و صلوا صلاة مفردة في مساجد يؤمّها اللامبالون بشدّة... و تبولوا على شرف الشعب و جهله و انهزامه.
كنتُ عابرا بين الصفحات، عندما فاجأني صياح مرّ و عويل قوميّ فاجع...هل هي الحرب ؟
هل أعلنوا أحزابا قومية ما ، حركات إرهابية؟
أ حزن لاستثنائهم من سفير أمريكا؟
(و هل كان ليستثنيهم لو حازوا ما يكفي من أصوات للسمسرة؟)
مجرّد فشل آخر، هزيمة أخرى، فضيحة مجددا...
لم يفهموا أن الناس ، حتى في مدينة غزة المحاصرة، معنيون بالخبز أكثر من القتال و أكثر من التضامن...لم يدركوا أن العقل انحدر الى درجة الغريزة، و أن الطعام خير من المساندة...
و هب أنهمخرجوا معك مصطحبين شعاراتك القديمة و حزنك المقيم، ثم ماذا بعد ذلك؟
ستنظم حملات لجمع تبرعات الدم؟
او شراء أدوية، لن تعرف طريقا لإرسالها دون طرق باب حليفكم و زعيمكم السيسي؟
كتبت سيّدة عظيمة و صديقة مناضلة، لا مساندة لفلسطين دون مقاومة في تونس.
"أيها العابرون بين " المواقف كعلامات التنقيط ، كفّوا عن السّخرية و جدّدوا التواصل مع الكون.
أيها الكلاسيكيون ، أيها الموتى، لقد تغير العالم. المقاومة لا تتطلب طليعة و لا زعامة و لا
قيادة و لا عسكرا ...
________
ليس هذا ما أردته من النص، ليس هذا...استرسلت فيما لم أشأ كتابته هنا...
إنني يا أصدقاء المعنى و صانعيه عندي، متلذّذ بشدة لهزيمة العقل المساند "لغزة"...
لقد تذوقوا بكامل الدقة و العناية آلامنا عشية قراراتهم المحشوّة خيانة و نذالة و جبنا، في 23أكتوبر تاريخ المجزرة و الانقلاب على 17 ديسمبر...
شعب الانتخابات و جماهير التصويت، عادت إلى مقاهيها تردف القهوة السوداء،كأسا مشعشعة بماء بارد لإطفاء لهيب جويلية في حلوقهم...
تفضلوا لكي"تحترقوا بنار الغدر" ...أمسكوا هذا...تفضلوا يا أكتوبريين...هذا مصير قوادي الحاكم،
و الرابضين بسوق الاتحاد لكل بيع و شراء، هذا مصيركم، تُغتصب معانيكم و تصيحون"القدس عروس عروبت"نا...و تطالبون ضدّ عسكركم بأن يعلو صوتها كمغتصبة ليعلم الشعب بالجريمة،ثم يفاجئكم الشعب بإصرار على ملاحقة ميسي لمولر في نهائي كأس العالم...
لقد صنعتم الرداءة و سيجتموها بالجبن و الانهزامية...كنتم تعارضون بن علي علنا و تناضلون لدوام ملكه حقيقة. إذن أيها المتلونون مثل زياد الهاني، هذا طعم الخيانة و العار، سحقا لكم.
__________
الشعب الرابض بالمقهى، سيخرج الى فلسطين محاربا ،عندما يتحرّر من سلطات مقيمة في عقله تحجب عنه كل حرية.
قديما تحدث أفلاطون عن ضياء النهار و شدّة إيلامه إبهارا، لعين داومت على الظلام...
إن التدرّب على النور تدرب على المقاومة. و هو عمل مصحوب بمنهج لجعل التدرب فعلا تاريخيا على طريق التحقق...و على ضديد أفلاطون،ليس ممكنا للذات المفردة أن تنجز ذلك العمل المعقّد. كل تجميع للمناهج و الطاقات و الإرادات ، و توحيد للفعل دون تقييد للحرية،
سيعني انتظاما مقاوما ضدّ العسف و الجهل و الانهزام الذاتي و الإحباط...
_______
شرط المقاومة الانتظام الحر الطوعي الارادي التاسيسي البنائي.
كيف نؤسس لفعل مشترك مقاوم و غير معني بالرسمي المفروض من راس المال؟
كيف نسقط أدوات القسر و الإرهاب في تونس؟
كيف ننتظم جماعيا موحدين السواعد و الإرادات ؟
ثمة مهام ل 17 ديسمبر مهام الحرية و الكرامة و الخبز الواعي لا الخبز الجبان...
ثمة أرض نبدأ منها، إنها أرض 17 ديسمبر.
دعوا ذواتكم خارجا، و انفلتوا من حمية الهوية و عصبية "الحومة" و خرافات شباب الثورة...
تحرروا لننتظم و نشعل الارض مقاومة. قبل الحكم على فريق او فرد مفرد، لنتعرف اليه خارج ما يحكي عنه او يروى او يقال...كيف نكون ثوارا و نحن نصدر أحكاما ذاتية مقرفة على شخوص لا ندري عنها شيئا؟ لنهبّ الى فعل تأسيسي بنائي يبدأ بالهدم و يدرك مشروعه للبناء. 17ديسمبر يجمعنا، مختلفين ، لكل تصوره و لكل تأمله، و لكلنا مصير مشترك نختاره و نصنعه. إن واصلت اعتباري طرفا مؤدلجا و واصلت تعريتك من كل فضيلة، سيسحقنا البوليس جميعا، سنكون ضحايا النظام ، ضحايا مضافين . تذكروا ألمانيا روزا ليكسمبورغ، تذكروا ما شئتم ، تذكروا كل أولئك المقاومين الأفذاذ و كل تلك النهايات الفظيعة...
فكيف ينتصر المشتتون ؟
قد يعتقد بعضنا أن الهزيمة مازالت بعيدة، و قد يرى غيرهم أنها أمر واقع منته.
في كلتا الحالتين، ثمة عقل تبريري للخنوع و الصمت و الطمأنينة. و من يطمئن يضع أول علامات نهايته شنقا. ان التاريخ ليس قدرا متحققا بالضرورة يكون خلاله الإنسان مجرد عابر منفعل اي مفعول به. التاريخ خاصة، حالة إبداع إنسانية منجزة بالرصاص الموحد و الفعل التشاركي التشابكي الحر.
لنؤسس تاريخنا يا ايها الديسمبريون .
______________
رضا كارم

_____________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في