الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب اسقاط المعسكر الأسلامي

صالح نعيم الربيعي

2014 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وانتهاء عصر الحرب الباردة ، وبروز القطب الاميركي الاوحد على الساحة الدولية ، ممسكاً بقرني السياسة المتغطرسة والحمقاء ، جعل صقور سياسته ، من أول اولوياتهم ، صب إهتمامهم على واحدة من اكثر المناطق سخونة منذ منتصف القرن الماضي ، وهي منطقة الشرق الاوسط ، وصرنا نسمع حديثاً متصاعداً في نبرته ، عن شرق اوسط جديد تخطط له الولايات المتحدة الامريكية ، وكثر الحديث عن فراغ تريد امريكا ملئه في المنطقة ، كما أن نظرية البحث عن عدو جديد ، يحل محل العدو القديم ـ المعسكر الاشتراكي ـ صار لها منظرون كثيرون ، اشبعوا نظريتهم الغبية تلك ، شروحاً وهوامش ، ولم يكن من الصعب ان يبرز هذه العدو الى الساحة . وكانت عوامل كثيرة قد اسهمت في نمو جنينهم الحرام الذي زرعوه في افغانستان وعدة بلدان اسلامية اخرى ، ليصبح يافعاً ومتلفعاُ ببردة الارهاب ، وهكذا صار البعبع الاسلامي ، بين عشية وضحاياها ـ هو العدو الاكثر استحقاقاً للمواجهة ، وحلت نظرية صدام الحضارات ـ محل نظرية التعايش السلمي وفكرة الاخاء الانساني ـ ، وأنهمر سيل اعلامي جارف ، أخذ شكل محطات تلفزيونية واعلامية ، وافلام هوليويودية ، مفعمة بدموية مرعبة ونزعة تدميرية ، وفوضى صاروا يسمونها خلاقة ـ وشيوخ فتنة تحولوا الى نجوم تلفزيونية ومنابر مساجد ـ اخرجوا من متون وهوامش الكتب الصفراء ، فتاوى ، عفنة ، تدعوا لاستباحة دماء الاخر ، وعرضه وماله ، وتدعو الى شق الصف الوطني ، والدعوة الى الفتنة الوطنية ، واندلعت عنعنات جاهلية أكل الدهر عليها وشرب ، لتتحول الى برامج عمل تخريبي ولا ابشع منه ، واذا العالم العربي والاسلامي يعيش عصر يزري بعصور البربرية ، واذا احلام الحرية والديمقراطية ومجيء عصر الربيع العربي ، تتحول الى كوابيس مرعبة ، جعلتنا نتحسر على عصر الطواغيت الذي اغلقوا ابواب الحياة على شعوبهم لاكثر من نصف قرن ، واذا قطعان من رعاع ، من اصحاب العثانين الوسخة والوجوه الكالحة ، تنطلق من جحورها ، تحمل سواطيرها وقنابلها ومفخخاتها ، وفتاويها المغرقة بالدموية والتخلف ، لتمعن في هدم كل اسس الحياة وكل المكتسبات التي حرصت على نيلها شعوب المنطقة ودفعت مقابلها اثماناً غاية في البهظ من دماء واموال وتضحيات جسام ، وصارعت فيها امبراطوريات كانت ذات يوم تجثم على اراضيها وتتحكم في مقدراتها . ان الارهاب الاسلامي الذي صار يجتاح منطقتنا ، ويضعها على مشارف زمن لايعلم سوى الله مداه ومنتهاه ، وتشارك فيه اطراف دولية وقوى اقليمية ، ومنابر محلية وعالمية بعضها مع الاسف في قلب العالم الاوربي ، مستغلةً اجواء الحريات ،داعيةً الى تقويض اسس العالم الذي اكرمها وأواها ، واطعمها من جواع ، وأمنها من خوف ، ووجدها عائلة فأغناها ، واذا الحمى التي تعصف بقلب العالم الاسلامي ، تنتقل عدواها الى موسكو واسبانيا ولندن والسويد وهولندا وبلجيكا والمانيا ،لابل تخترق عرين الاسد ، لتزلزل امريكا في عقر دارها ، في زلزال الحادي عشر من سبتمبر ، وهكذا انقلب السحر على الساحر. ولكن جراب الحاوي الامريكي لم ينقض مافيه ، والدمى التي تحركها عن بعد مازال لها ادوار مهمة على مسرح الدمى السياسية ، ومازال النفخ في هذا الديناصور الورقي ـ ديناصور الاسلام العدو ـ قائم ومازال في صدور النافخين المزيد من الهواء ، إذ أن ماتقوم به داعش اليوم لهو الحق الصريح والنجاح الساحق الذي تجنيه اميركا من تخطيطها طويل الامد من ترسيخ صورة البعبع الذي على العالم المسيحي الالتفات اليه والاستعداد لشن حروب تدفع فواتيرها الباهضة شعوب غُلبت على امرها ، ولاتملك حولا ولاقوة . اننا على مشارف الموت الجماعي شعوباً وامما واوطانا وافرادا ، اننا نلغم كوننا بفايروس النهاية ، واذا لم يكن هناك من حل سريع ومواجهة كونية شاملة ، فأننا نكون قد كتبنا الحرف الاخير في سفر النهاية ونكون قد عشنا وشهدنا عصر نهاية التاريخ. اللهم هل بلغت ؟ اللهم فأشهد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 1 - 00:48 )
الإسلام في خير , و هو ينتشر , تابع :
- 68 ألف شخص يعتنقون الإسلام يوميا :
https://www.youtube.com/watch?v=twJAdpvQCJ4
- التلفزيون الألمانى : الإسلام هو الحل :
https://www.youtube.com/watch?v=dgW6o9cOBvI
- الفاتيكان يطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية :
https://www.youtube.com/watch?v=atAetnrCEYU
- تحليل أمريكي .. الإسلام سيحكم العالم قريبا :
https://www.youtube.com/watch?v=vg1lMMIdrYQ

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام