الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهدات عند شواطىء - الدون - *

مرتضى محمد
(Murtadha Mohammed)

2014 / 8 / 1
الادب والفن


" ووسط الفناء كانت الحياة تنتصر"


تهيء ذهني وقلبي لاستقبال مدلولات البداهة التي رافقت العبارة ،، ربما هي حديث اخر عن الأمل ، عن الانسانية التي ما زالت تتبعثر في ازقة العدمية ومسبباتها الازلية ؛ أو ربما هي حديث يقص على الذكرى ما تعنية تلك العبارة من خوف ورعب تلك التسمية
" .... الحياة تنتصر " ؛؛ أو ربما هي ...... هي .... !!!! ،،
ماذا هي ؟؟ ....... وكان سؤالاً !!! ........... عقب عليه - بعد هدوء حركية تلك الاسئلة والبدايات المتوجسة من ضبابية الصيغ البيضاء - الجالس هناك فوق اريكة الاسئلة : سأعيد عليك العبارة بصياغة اخرى : "" هم الذين يبقونهم/نـــا في الجهل خوف ان يطيحوا
بهم .لكن هذا الجهل لن يدوم ، فستنتزعه الحروب وويلاتها ، والرعد تتبعه العواصف . هل فهمت ؟؟؟ "" .........
هل فهمت ؟؟؟ - وكان كتردد يقيس مسافات الجدران التي تكبل الصدى بمحاولات اختراع قانون يمنع ارتداد الصدى الى أذن (( ربما )) .... ثم تعود طردية قانون الصدى بالسماع الاكبر :
هل فهمت ؟؟؟
هل فهمت ؟؟؟ أن "" غريغوري الان دب جائع قد اجتاحته روح الجماعة فهو ينطلق قدماً دون رغبة في الانطلاق ، ودون رفضه له ، معاً . لقد اصبح وليس في جمجمته شيء ... انه انما يعدو بفرسه الى الامام ... وتحسست اصابعه الدم المتخثر على فوهة
الجرح والشعر المتلبد بتأثير ذلك ،، شعر غريغوري وكأن جمرة حية كوت تلك الاصابع ،، ونظر الى السماء فوقه كانت بخيماتها تلمع بعيداً بعيداً في أديم أزرق ،، فبدت له ثماراً غريبة صفراء "" هل فهمت ؟؟؟!! هل فهمت ؟؟؟ "" لماذا جن كافريلا
ليخدوف المسكين حين رفع عقيرته بالغناء ، حيث كانت احدى ذراعيه معلقة بخيط من بقايا عضلة ..."" ..... هل فهمت ؟؟؟ لماذا "" قرية تاتاراسك القصية في اقليم الدون ، ... اقفرت من رجالها ، فتهدمت حظائر الماشية وجعلت الحملان تسرح وتمرح في
الازقة والحواري ،، وبارت الاسواق ،، .... أما المرج الاخضر ؛ فقد ظلت ارضه بوراً الا رقعاً تعزقها النسوة ويفلحها لئلا يمتن جوعاً "" هل فهمت ؟؟؟!! "" السبب الذي دعا رجال الدين للالتحاق بالجبهة ؛ هو ضألة المرتب ، وكبر عائلته ؛ أذن فأن رجل
الدين المتلفع بصليب كبير .. كان ينشد ربحاً أكثر عن طريق حض الفلاحين على ذبح عدوهم ! .""" ............... هل فهمت ؟؟؟!!

نعم فهمت ، فهمت ، فهمت ......... لكني لم أفهم لم اتيت معك تلك الانتقالات من "" دون جليدي الصفحة فيه ثغرات سوداء خطرة بين الجليد ، وكأنها بثور في وجه صبيح "" ...... لم افهم لما اتيت بذلك المدعو "" ايليا بونتشوك ... الذي خرج الى الممر ليلمح
امرأة عجوز منحية الظهر وهي تدب نحوه ،، فأسرع اليها وهو يسائل نفسه (( أتراها تكون أمي )) ............ ولدي ايليا لم اكن اعلم اني سأراك ثانية ً .. كيف انت ! ..ونشطت العجوز ... وهي تمسده وكأنها تتحسسه لتتأكد من وجود ولدها عندها حقيقةًّ ""
لم افهم ....... لم افــــ ....... هـــــ ......
أوه توقف هناك صوت .... ماذا ... ماذا .. لم افهمك - يا للهاجس اتراني ايليا - ...... اه انه صوت "" انا .. انا انك حلوة كالسعادة التي يحكي عنها بعض الناس ... أترانا نرى المستقبل البعيد نغماً شجياً من موسيقى سحرية كتلك التي يسمعها المرء اثناء نومه""

نعم انه هو لقد اتى مع موجة التنقل التي رافقت ""الدون الهادىء "" ........ دعني لان ... اتسمع ... اتســ ..مــــ ..ع !!؟ انه صوتها ..... اه .. اه ... لقد تقطع النغم .
تعال قم من اريكة الاسئلة لان من "" العسير أن ارى الطريق .. هناك عاصفة ثلجية وأنا في وسطها ... وأسمع ضحكة تزم شفتيها من ضحكات الربيع - الذي تمور به الاشياء بالحياة وحتى العاقر تطلب منه ولداً ،، وقطراته تتساقط من بلورات الثلج الفضية
العالقة باسطحة البيوت ... وها هي الشمس تبدد مسارب السواد رويدا رويدا - تزم شفتيها فلا تكتمل ؛؛ أهي الــــ (( ربما )) أم هي (( ............ الحياة تنتصر )) ؟؟؟!!!!!


______________________
* علامات التنصيص هي عبارت استعيرت -بتصرف- من رائعة " الدون الهادىء" للرائع " ميخائيل شولوخوف "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا