الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابُ مفتوح

حنان علي

2014 / 8 / 1
الادب والفن


كتابُ مفتوح
الأمس واليوم وغدًا , كنتُ كتابُك المفتوح تقرأ به كل يوم , ترى تفاصيله , تلامس أوراقه , تفهم معانيه , ترى بين جملهِ حبًا سرمديًا وُلد في لحظات عابرة من الزمن الطائش الذي لا يعرف معنى الوفاء والإخلاص , وُلد في زمن الخطأ صواب والصواب خطأ , وُلد بين أُناس يجهلون معنى الفناء الروحي من أجل الحقيقة , وُلد من صدفة وليس لها مُسمى آخر غير صدفة .
أننا نولد أحياء وأحرار حيث جُعلت الحياة ملاذًا لنا , نعيشها و نلتمس رحمة الهية التي وسعت كل شيء , ونبقى نحن مصرّون على الحياة الصغيرة التي تخلقها أفكارنا ونصبح لها ساجدون , لا نرى ما فوق رأسنا فنحن عبيد نفوسنا الضجرة , لم نعِ أننا أحرار الهوى والفؤاد , نخط سير أيامنا بأيدينا ونتحكم بأفكارنا وننظر إلى الأمور من عيون مختلفة , وأن بعد كل هذا يوجد خالق رحمن رحيم يمنحنا من رحمته ما يسع ويُذهب غيضنا وحزننا , فهو من بث فينا من روحه وخلق كل شيء طوع أيدينا , إذن نحن الوارثون لنِعم الله .
فما أصعبه من شعور عندما نعلم أننا كنا نمشي وراء الشمس حيث الظلام , نسير خلف السُحب لخاطفة ولم نعلم أننا منتهون لا محال . نعم ؛ وُلدنا لنموت وبين الولادة والموت أشياء كثيرة هي من تغلف قلوبنا , بعد أن تعلمنا بمدارس الأيام وتربينا جيلًا بعد جيل , تباينا في الأفكار في الرؤى في المشاعر في الأدراك في التفاعل , وما تباينا ألاّ دليل على تنوعنا لكن نعود إلى أصلٍ واحد فكلنا إنسان .
وما أقساه من إنسان , متمسك برأيه , عازم على أمره , قابض بيد من حديد على هدفه , لا يرى الصواب ألاّ في فكره , ويسمع صدى صوته .
تمرُ الأيام مر السحاب من دون النظر إلى الحول وكيف يجري الأمور وكيف يعقلون الأشياء , فهذه الدنيا عجيبة تخرج لنا أشياء غريبة أغرب من سكانها بني الإنسان , أ هي قدرنا أم من صنع أيدينا ؟ كل الأفكار من وحي اللحظات فهل هي حقيقة ؟
ليس لنا بعد الآن أحلام ولا أفكار ولا رسوم من نزقات النفس ولا تأملات خيال ولا تخيل محال فالحياة عبارة عن حال بلا دوام , لا بُد لنا من أن نجهض بنات أفكارنا ودواعي أحزاننا وانشف دموعنا ونصرخ عاليًا دعونا من أحلامٍ رحلت مع الأيامِ . أما أنا ففي طبعي الوضوح فهذا يعني أنا دومًا إنسان لا يحبُ الغموض , لكن ثمة خلجات أخرى تدور بداخلي ولا سبيل لمحوها أو تعطيلها , حيث اللجوء وهو رحلة بلا رجوع من فيض المشاعر يكمن الهروب رغم الذي جرى والذي لم يجري تبقى فلكًا تدور حوله أرضي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل