الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد جيش الوطن

خالد قنوت

2014 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قسم الجيش العربي السوري
أقسم بالله العظيم
أقسم بالله العظيم
أقسم بالله العظيم
أن أكون خادماً وفياً للجمهورية العربية السورية
أدافع عنها وأحمي علمها وأحافظ على استقلالها وسلامة أرضها
وأعمل لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية
وأحافظ على شرفي العسكري وأطيع رؤسائي في كل ما يتعلق بذلك
براً وبحراً وجواً
داخل أراضي الجمهورية وخارجها
وأبذل دمي لأداء هذا الواجب
والله على ما أقول شهيد
هذا هو القسم الذي اقسمت سنة 1981 و احمد لله أني قررت بعد سنتين أن اعمل جاهداً كي اترك هذا الجيش و أن أكون حراً في اختياراتي بعيداً عن الأوامر العسكرية و التسلسل العسكري و أن أكون مدنياً و ليس عسكرياً. بعد عشر سنوات دخلت الخدمة العسكرية (خدمة العلم) و التي تعرف بالخدمة الاجبارية و هي بصراحة إجبارية غير محمودة لمعظم شباب سورية بعد أن تحولت مؤسسة الجيش العربي السوري إلى مؤسسة تأليه و مبايعة لحافظ الأسد و خلفه من بعده.
صور حافظ الأسد و ابنه المقتول باسل و بقية العائلة تتصدر كل ساحات الاجتماع الصباحية و غرف و زوايا المدارس و الكليات و القطع العسكرية, فوق علم الوطن وشعارات حزب البعث و لكل قطعة أو مؤسسة عسكرية نصيبها من تماثيل بمختلف الوضعيات للقائد الخالد و ابنه. بعد كل اجتماع يردد نشيد الولاء للعائلة الأسدية: (قائدنا للأبد الأمين حافظ الأسد).
كيف يستغرب الكثيرين ما يقوم به عناصر و ضباط من الجيش العربي السوري بأخوة لهم في الوطن من مجازر و تعذيب و قصف مدفعي و جوي و اجتياحات و حصار و تمثيل بجثامين الشهداء منذ أول يوم من ثورة السوريين ضد نظام العار الأسدي التي انطلقت من حوران التي اعتبرت لعقود خزان حزب البعث و الجيش السوري البشري؟
كيف يتساءل و يستنكر العالم أن جيشاً تحول من جيش للوطن و لتحرير ما اغتصب منه إلى آلة تدمير للوطن بعد أن كان شعاره التحرير و البناء؟
كيف نقنع العرب الذين ينظرون لسورية كآخر قلاع المقاومة ضد اسرائيل بأن سوريين يتفننون في تعذيب اشقائهم و تقطيعهم بالسكاكين لأنهم طالبوا بأن تكون سورية لكل السوريين و ليس لبيت الأسد؟
إنها, و كاقتباس من الراحل ممدوح عدوان, مؤسسة الحيونة و ليست مؤسسة الوطن الشريفة المترفعة عن السياسة و حسابتها و التي مازال الكثير من شهادات تخرج ضباطها ترفع شعار (وطن..شرف..إخلاص), منذ أن حولها حافظ الأسد إلى مدرسة للولاء له و لعائلته من بعده, فوق الوطن و فوق الشرف و فوق الاخلاص.
حافظ الأسد الذي بنى دولته و جيشه من عرق و تعب و شباب السوريين جميعهم, و قبض على مفاصل الجيش و مراكز قراره بيد من فولاذ بأشباه رجال طائفيين و قتلة و لصوص لكنهم نهائيي الولاء له و مستنسخين من عبيد السلطان يخضعون, أنفسهم, لمراقبة عيون الأجهزة الأمنية الأكثر طائفية و إجراماً و لصوصية, فماذا يتوقع من هكذا جيش؟ يسرح فيه اي ضابط نزيه و شريف و يعاقب أي مبدع فيه و يعزل في مناصب تافهة أي ضابط يريد أن يعمل لجيش الوطن, و لأي ضابط يحارب الفساد المستشري في الجيش و أتواى التعيينات و سرقة مخصصات جنوده و أموالهم من أجل إجازة أو مغادرة يومية.
في ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري, تسقط طائرة سورية دفعنا ثمنها من عرقنا و تعبنا كانت تقصف سوريين في حلب أو القلمون أو حوران أو دير الزور أو جوبر و على امتداد أرض الوطن و لا تقترب من أرض الجولان المحتل منذ سنة 1974, الأكثر حزناً و إيلاماً أننا نفرح جميعاً و نهلل لأن لسقوط هذه الطائرة و هذا السلاح صار في خندق أعداء سورية و شعبها الطيب الصابر.
سنظل كسوريين, ندفع ثمن غالياً لم تدفعه أجيال سبقتنا كان من واجبها يوماً أن تقف بوجه الاستبداد و الطغيان منذ أول إنقلاب عسكري على حكومة مدنية سورية قام به حسني الزعيم سنة 1949 و منذ أن اغتصب حزب البعث السلطة سنة 1963 و حتى سنة تسلق حافظ الأسد المريب لسلم الحكم في سورية و استيلائه على سدته سنة 1971 بعد انقلابه التصحيحي سنة 1970, إلى يوم قبلنا فيه بتغيير الدستور من أجل يجلس على العرش الأسدي ولد مخبول وصلت به الخسة و الوضاعة أن يدمر سورية و أهلها في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
يمكن الاشادة اليوم و تحية كل جندي و ضابط سوري شريف لم يصوب فوهة بندقيته إلى أي سوري فمنهم من قتل على أيدي النظام الأمنية و منهم من اعتقل و عذب و منهم من انشق و انضم إلى الجيش الحر للحفاظ على المدنيين السوريين و عليهم اليوم قتال قوات النظام الاستبدادي و مليشياته الطائفية و تنظيمات التكفير الأكثر استبداداً.
تحية لكل عسكري من الجيش النظامي و لكل عسكري من الجيش الحر و التنظيمات الوطنية الذين يتجنبون قتال بعضهم في حوادث كثيرة و حقيقية تحدث كل يوم على جبهات القتال.
في الأول من آب سنة 1945, ذكرى تأسيس الجيش السوري بعد استلام الحكومة السورية للقوات المسلحة من الاحتلال الفرنسي, و التي عملت كل من فرنسا و بريطانيا على منع قيامه بعد الاستقلال و فرضت أمريكا أحد عملائها ليكون وزيراً للدفاع (أحمد الشرباتي) بعد الاستقلال, و حين رفض عناصر الجيش الوليد الخدمة تحت أمرة الضباط الفرنسيين و التحقوا بتشكيلات عسكرية وطنية ثم تاريخ طويل من النضال و التضحيات الجليلة في معارك فلسطين إلى أن أقحموا في السياسة و السلطة فتحولوا لأوصياء على الشعب السوري و مصيره مما مهد الطريق لوصول البعث و من ثم الأسد للسلطة على فوهات الدبابات ليتحول الجيش الوطني إلى جيش عقائدي يخدم سلطة الطاغية و سلالته, بدماء أبناء هذا الجيش ينفذ ما يعجز عنه أعداء الوطن من لبنان إلى العراق إلى سورية نفسها.
هذه الذكرى اليوم, تتوجب علينا كسوريين أن نعمل من أجل إعادة بناء جيشنا الوطني السوري النوعي للحفاظ على سورية و على ابنائها بحياد كامل عن أي سياسة أو تحزب أو تعصب. جيش هدفه (وطن..شرف..إخلاص) و شعاره الأعلى و النهائي ( سورية الوطن و المواطن) و قسمه:
قسم الجيش الوطني السوري
أقسم بالله العظيم
أقسم بالله العظيم
أقسم بالله العظيم
أن أكون خادماً وفياً لسورية
أدافع عنها وأحمي علمها وأحافظ على استقلالها وسلامة أرضها و مواطنيها
وأعمل لتحقيق أهدافها في الحرية والكرامة و أتعهد بالنأي عن السياسة و الأحزاب السياسية.
وأحافظ على شرفي العسكري وأطيع رؤسائي في كل ما يتعلق بذلك
براً وبحراً وجواً
داخل أراضي سورية وخارجها
وأبذل دمي لأداء هذا الواجب
والله على ما أقول شهيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواهب غير مفيدة للمجتمع ???? مع بدر صالح


.. تونس : لماذا كل هذه الفيود على الحريات؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. بعد حرب غزة.. هل ستفوز حماس إذا أجريت انتخابات؟ شاهد كيف رد


.. بسبب التصعيد الإسرائيلي في رفح.. تزايد حدة التوتر بين القاهر




.. أمير الكويت يصدر مرسوما أميريا بتشكيل الحكومة الجديدة | #راد