الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المزعومة

احمد عبدول

2014 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كانت الساعة تشير الى العاشرة مساءا من ذلك اليوم الاذاري المتقلب الاجواء حينما كنت بصحبة والدي نستمع الى نشرة الاخبار من احد الاذاعات الاجنبية والتي صعقتنا بخبر مفاده ان احد الجنود العراقيين المنسحبين من دولة الكويت بعد احتلالها من قبل القوات العراقية ,قام بتوجيه نيران قاذفته الى احد جداريات الرئيس العراقي والتي كانت تملى شوارع وواجهات الدوائر والمؤسسات الحكومية انذاك . وما ان اسفر الصبح حتى تواردت الانباء بانتفاض ابناء الجنوب الغيارى ضد النظام الشوفيني الحاكم ,والذي زج العراق بجملة من الحروب الظالمة والخاسرة التي استنزفت قواه الاقتصادية والعسكرية .
لقد انتفض ابناء الجنوب لتمتد انتفاضتهم الى شمال العراق بسرعة البرق حينما انتفض الكرد كردة فعل متوقعة ازاء سياسات اقصائية تعسفية قمعية استهدفت وجودهم على امتداد عقود من الزمن .
من نافلة القول ان الانتفاضة ليست هي الثورة وكما هو معروف ان الثورة انما تسبقها عدة مراحل من التنظيم والتخطيط والتوقيت تمهد بمجملها الى فعل الثورة , اما الانتفاضة فانها شكل من اشكال الانفعال الشعبي والجماهيري الذي ياتي على خلفية تراكمات اجتماعية وسياسية تفاعلت فيما بينها لسيرورة فعل الانتفاض والانقضاض على نظام سياسي متعجرف .
الانتفاضة فعل ليس اختياري بل هي فعل تضطر اليه الجماعة بسبب ضغوط متزايدة تكون من القوة والتطرف بحيث يكون لامناص ولا مهرب من عملية التنفيس عما يعتري الذات الجمعية من ضيم وحيف واحباط , وهذا عين ما حصل في العام 1991حينما اندلعت انتفاضة العراقيين ضد اعتى نظام دموي استبدادي .
لقد سقطت انذاك اربعة عشر محافظة بيد الثوار ولم يرفع حينها اي شعار طائفي يشير الى الشيعة والسنة فقد تلخص هدف المنتفضين بسقوط نظام الحكم والذي عرض عموم العراقيين الى افدح واشنع خسارة عسكرية في القرن العشرين والتي تمثلت بغزو الكويت والتي كانت عبارة عن فخ سياسي وعسكري متقن الصنع للايقاع بقوام الجيش العراقي الذي قدمه صدام لقمة سائغة بين فكيي الحلف الثلاثيني الذي قادته الولايات الاميركية المتحدة بكل قسوة وشراسة .
وماتزال صور الاف الاليات والقطع العسكرية المعطوبة المترامية على امتداد الطريق الرابط بين الكويت الى محافظة البصرة راسخة في العقول والاذهان .
لقد نجح المنتفضون ايما نجاح في اخضاع ثلاثة ارباع مساحة العراق الى سيطرتهم كما هو معروف الا ان سماح قوات التحالف بتحليق الطيران الحربي فوق الاجواء العراقية وبطش وقسوة قوات الحرس الجمهوري وسائر التشكيلات الصدامية القمعية ادى الى اجهاض مشروع الانتفاضة الشعبانية الشجاعة .
الا ان الملفت للنظر اننا بتنا هذه الايام نستمع الى مقاربات مجحفة ومقارنات ظالمة بين ما حدث عام 1991 من انتفاضة شعبية مشروعة وفقا لكل الاسس والثوابت والمقاييس الشرعية والوطنية والاخلاقية وبين ما حصل في محافظة الموصل بتاريخ 14/حزيران 2014 حينما سقطت الموصل على ايدي الغزو البربري الداعشي الذي لا يخفي ارتباطاته بعدد من الدوائر الاقليمية والدولية التي تريد بالعراق واهله شرا ,والتي امدت ذلك الغزو باسباب القوة وعوامل السيطرة .
لا يخفى على احد ان تنظيم ما يسمى ب(داعش )هو تنظيم ارهابي اممي مسلح يريد اقامة دولة دموية بوليسية ولكن هذه المرة بثياب اسلامية وشعارات قرانية , ومن هنا فلامجال للمقارنة بين طبيعة هكذا تنظيم وبين ما تقوم به الشعوب المضطهدة والمقهورة من انتفاضات مشروعة كما حدث في انتفاضة العراقيين عام 1991 .
لقد اقدمت عصابات (داعش )في الموصل على مالم ولن يقدم عليه اشد الحيوانات فتكا واعظمها شرا ,حينما عاثوا في الارض فسادا وقتلا وتخريبا وتخوينا ,حيث نبشت القبور وفخخت المساجد وهدمت الصوامع فلم يسلم من ذلك ولي , ولم يستثنى نبي ,حتى ضج اهالي الموصل فضاقوا بهم ذرعا , ولقوا منهم ظلما , فما كان منهم الا ان يوحدوا صفوفهم للانتقام , ورد الاعتبار لما هدر من كرامتهم , وما استبيح من اعراضهم وتراثهم ومقدساتهم ,ولا شك ان عشر معشار ماحدث في الموصل لم يحدث على ايدي المنتفضين ,الذين خرجوا طلبا للعدل وانصافا من الجور .
لم يضم معسكر المنتفضين انذاك اي جنسية غير عراقية فقد كان المنتفضون عراقيون بمجملهم كما ان الانتفاضة لم تشهد اي عمليات تسلل من خارج الحدود العراقية اللهم سوى مجاميع قوات فيلق (بدر ) الذي تأسس داخل معسكرات الاسر العراقية , وهو عكس ما نشهده اليوم من دخول مختلف الجنسيات الاجنبية والعربية والاسلامية وهذا ما يعطي اوضح الدلائل على ان ما تشهده الموصل ليس بثورة ولا هو بالانتفاضة لكنه الغزو الخارجي الذي وجد له ملاذات وحواضن وقواعد سرعان ما تبين لها قبحه وبان لها سخفه فراجعت الحق ولم تتمادى في الباطل .


كانت الساعة تشير الى العاشرة مساءا من ذلك اليوم الاذاري المتقلب الاجواء حينما كنت بصحبة والدي نستمع الى نشرة الاخبار من احد الاذاعات الاجنبية والتي صعقتنا بخبر مفاده ان احد الجنود العراقيين المنسحبين من دولة الكويت بعد احتلالها من قبل القوات العراقية ,قام بتوجيه نيران قاذفته الى احد جداريات الرئيس العراقي والتي كانت تملى شوارع وواجهات الدوائر والمؤسسات الحكومية انذاك . وما ان اسفر الصبح حتى تواردت الانباء بانتفاض ابناء الجنوب الغيارى ضد النظام الشوفيني الحاكم ,والذي زج العراق بجملة من الحروب الظالمة والخاسرة التي استنزفت قواه الاقتصادية والعسكرية .
لقد انتفض ابناء الجنوب لتمتد انتفاضتهم الى شمال العراق بسرعة البرق حينما انتفض الكرد كردة فعل متوقعة ازاء سياسات اقصائية تعسفية قمعية استهدفت وجودهم على امتداد عقود من الزمن .
من نافلة القول ان الانتفاضة ليست هي الثورة وكما هو معروف ان الثورة انما تسبقها عدة مراحل من التنظيم والتخطيط والتوقيت تمهد بمجملها الى فعل الثورة , اما الانتفاضة فانها شكل من اشكال الانفعال الشعبي والجماهيري الذي ياتي على خلفية تراكمات اجتماعية وسياسية تفاعلت فيما بينها لسيرورة فعل الانتفاض والانقضاض على نظام سياسي متعجرف .
الانتفاضة فعل ليس اختياري بل هي فعل تضطر اليه الجماعة بسبب ضغوط متزايدة تكون من القوة والتطرف بحيث يكون لامناص ولا مهرب من عملية التنفيس عما يعتري الذات الجمعية من ضيم وحيف واحباط , وهذا عين ما حصل في العام 1991حينما اندلعت انتفاضة العراقيين ضد اعتى نظام دموي استبدادي .
لقد سقطت انذاك اربعة عشر محافظة بيد الثوار ولم يرفع حينها اي شعار طائفي يشير الى الشيعة والسنة فقد تلخص هدف المنتفضين بسقوط نظام الحكم والذي عرض عموم العراقيين الى افدح واشنع خسارة عسكرية في القرن العشرين والتي تمثلت بغزو الكويت والتي كانت عبارة عن فخ سياسي وعسكري متقن الصنع للايقاع بقوام الجيش العراقي الذي قدمه صدام لقمة سائغة بين فكيي الحلف الثلاثيني الذي قادته الولايات الاميركية المتحدة بكل قسوة وشراسة .
وماتزال صور الاف الاليات والقطع العسكرية المعطوبة المترامية على امتداد الطريق الرابط بين الكويت الى محافظة البصرة راسخة في العقول والاذهان .
لقد نجح المنتفضون ايما نجاح في اخضاع ثلاثة ارباع مساحة العراق الى سيطرتهم كما هو معروف الا ان سماح قوات التحالف بتحليق الطيران الحربي فوق الاجواء العراقية وبطش وقسوة قوات الحرس الجمهوري وسائر التشكيلات الصدامية القمعية ادى الى اجهاض مشروع الانتفاضة الشعبانية الشجاعة .
الا ان الملفت للنظر اننا بتنا هذه الايام نستمع الى مقاربات مجحفة ومقارنات ظالمة بين ما حدث عام 1991 من انتفاضة شعبية مشروعة وفقا لكل الاسس والثوابت والمقاييس الشرعية والوطنية والاخلاقية وبين ما حصل في محافظة الموصل بتاريخ 14/حزيران 2014 حينما سقطت الموصل على ايدي الغزو البربري الداعشي الذي لا يخفي ارتباطاته بعدد من الدوائر الاقليمية والدولية التي تريد بالعراق واهله شرا ,والتي امدت ذلك الغزو باسباب القوة وعوامل السيطرة .
لا يخفى على احد ان تنظيم ما يسمى ب(داعش )هو تنظيم ارهابي اممي مسلح يريد اقامة دولة دموية بوليسية ولكن هذه المرة بثياب اسلامية وشعارات قرانية , ومن هنا فلامجال للمقارنة بين طبيعة هكذا تنظيم وبين ما تقوم به الشعوب المضطهدة والمقهورة من انتفاضات مشروعة كما حدث في انتفاضة العراقيين عام 1991 .
لقد اقدمت عصابات (داعش )في الموصل على مالم ولن يقدم عليه اشد الحيوانات فتكا واعظمها شرا ,حينما عاثوا في الارض فسادا وقتلا وتخريبا وتخوينا ,حيث نبشت القبور وفخخت المساجد وهدمت الصوامع فلم يسلم من ذلك ولي , ولم يستثنى نبي ,حتى ضج اهالي الموصل فضاقوا بهم ذرعا , ولقوا منهم ظلما , فما كان منهم الا ان يوحدوا صفوفهم للانتقام , ورد الاعتبار لما هدر من كرامتهم , وما استبيح من اعراضهم وتراثهم ومقدساتهم ,ولا شك ان عشر معشار ماحدث في الموصل لم يحدث على ايدي المنتفضين ,الذين خرجوا طلبا للعدل وانصافا من الجور .
لم يضم معسكر المنتفضين انذاك اي جنسية غير عراقية فقد كان المنتفضون عراقيون بمجملهم كما ان الانتفاضة لم تشهد اي عمليات تسلل من خارج الحدود العراقية اللهم سوى مجاميع قوات فيلق (بدر ) الذي تأسس داخل معسكرات الاسر العراقية , وهو عكس ما نشهده اليوم من دخول مختلف الجنسيات الاجنبية والعربية والاسلامية وهذا ما يعطي اوضح الدلائل على ان ما تشهده الموصل ليس بثورة ولا هو بالانتفاضة لكنه الغزو الخارجي الذي وجد له ملاذات وحواضن وقواعد سرعان ما تبين لها قبحه وبان لها سخفه فراجعت الحق ولم تتمادى في الباطل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟