الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء زيارة الجعفري الى السيد السيستاني ؟

جاسم هداد

2005 / 8 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قام السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري بزيارة الى السيد علي السيستاني , في يوم 5 آب 2005 . ومثل هذه الزيارات , ضرورية ومهمة , واهمية تواصلها , اذا كان هدفها , هو تفقد المرجعية الدينية والتعرف عن كثب على امورها واحتياجاتها وخاصة الصحية منها , خاصة اذا كان الزائر هو رئيس السلطة التنفيذية , فتبدو مبادرة جيدة , تستحق التقدير , اذا علمنا ما تعرض له المراجع العظام على يد ازلام النظام المقبور .

لكن بعد تصريحات السيد رئيس مجلس الوزراء للصحفيين بعد خروجه من دار السيد السيستاني , صار واضحا الهدف من هذه الزيارة فهي , وكما يقول المثل الجنوبي , " اللطم على الهريسة مو على الحسين " . فأحزاب الأسلام السياسي عندما شعرت انها في مأزق جدي , فالحكومة التي لهم فيها الأغلبية منذ تشكيلها ولغاية الآن لم تحقق للمواطن العراقي ما هو بأمس الحاجة له . فالأمن يتدهور من سيئ الى أسوء , وانقطاعات الكهرباء تزايدت فتراتها , حتى ان اهالي بغداد يخشون أن يأتي يوم ينسون فيه اسم الكهرباء , والماء اضيف لقائمة الممنوعات , وهناك احتمال اضافة توزيعه بالبطاقة التموينية , اما البنزين والنفط , فالطابور اصبح حسابه بالكيلومترات , وتم إيجاد الحل له من خلال مصفاة عبادان !!.

ورغم كثرة المؤتمرات الصحفية للسيد رئيس مجلس الوزراء , وللناطق بأسمه , وللسادة الوزراء , فإن ابناء شعبنا لم يحصلوا الا على التصريحات , والكلام فقط . والحكومة الحالية لو كانت حقا تؤمن بالديمقراطية وتشعر بالمسؤولية , لبادرت لتقديم استقالتها نظرا لعجزها وفشلها في تحقيق المتطلبات الأساسية للمواطن .

قلنا ان سبب الزيارة اصبح واضحا , حيث ان احزاب الأسلام السياسي , تستخدم المرجعية الدينية , وللأسف بمثابة حائط تتكأ عليه . وان هذه الأحزاب تكرر ما حصل في انتخابات كانون الثاني 2005 , فكما اشاعت ان السيد السيستاني بارك قائمتهم الأنتخابية , فهاهم اليوم يعلنون ان السيد السيستاني يبارك مشروعهم الطائفي العشائري التمزيقي بخصوص اعتماد نظام الدوائر الأنتخابية . ويتبين أن هدف الزيارة ثم التصريح الصحفي بعدها , هو الأيحاء لأبناء شعبنا العراقي , بأن اعتماد نظام الدوائر الأنتخابية تم بموجب فتوى شرعية ! والتساؤل المشروع هنا هو : اذا تم اختصار ذلك بتأييد من السيد السيستاني , فلماذا المناقشات في الجمعية الوطنية ؟ ولماذا التقدم بمشروع تعديل ثم رفع ذلك للجنة القانونية لأعداد مشروع قانون ؟ اذا كان حل المعضلات السياسية يتم تسويتها بهذه الطريقة , فيتعين إذن حل الجمعية الوطنية , والأكتفاء بفتاوى وبيانات السيد السيستاني .

كلمة الحق اصبحت واجبة ومطلوبة , فالمفروض ان المرجعية الدينية هي مظلة لكل العراقيين , وليست مظلة لهذا الحزب السياسي أو ذاك , وان ( انحياز المرجعية الى طرف سياسي , خطر عليها وعلى العراق ) كما صرح بذلك , الشيخ أياد جمال الدين , الباحث في الشؤون الأسلامية , لجريدة الشرق الأوسط , وهو محقا كل الحق بذلك , وأكد الشيخ على انه ( من الخطر استغلال الشرعية الدينية في السياسة ) . ولكن يمكن ملاحظة ان احزاب الأسلام السياسي تلجأ لأقحام السيد السيستاني
في القضايا السياسية , بل في عقدها , كلما رأت نفسها في مأزق , ولايمكنها تحقيق مآربها الا بطوق النجاة : " مباركة السيستاني " , وهي ستظل تعزف على هذا الوتر , فبدونه يختنق صوتها , ولايسمعها احد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكي مدان بسوء السياقة ورخصته مسحوبة يشارك في جلسة محاكمته


.. ثوابيت مجهولة عند سفح برج إيفل في باريس • فرانس 24




.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. ولي العهد الكويتي يؤدي اليمين الدستورية نائبا للأمير | #مراس




.. تواصل وتيرة المعارك المحتدمة بين إسرائيل وحزب الله