الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس محمود عباس، خطاب للتاريخ .

مزارة رشيد

2014 / 8 / 3
القضية الفلسطينية


خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن الأخير يوم 22/7 في الاجتماع الطارئ للقيادة الفلسطينية بمناسبة العدوان الاسرائيلي على غزة كان خطابا تاريخيا بكل ما تحمله الكلمة من احالات ولأن المناسبة فارقة فقد جاء الخطاب خال تماما من أي حشو سياسي قد يغرق الخطاب في فوضى الميديا ولكنه غرق فعلا .. هل كان تجاهل هذا الخطاب اعلاميا خاصة من طرف شبكات ضخمة تتبنى المقاومة مقصودا؟

لقد كان هذا الخطاب بمثابة كلمة سر لإعلان انطلاق شيء ما، خطاب ثوري بامتياز، ليس لأن دماء غزة الحارّة حركت فيه الضمير فهو لم يمت يوما ولكن لأنه لا مطعن في وطنية الرجل رغم اختلاف فلسفته في العمل .

جاء في الخطاب القصير :
- انّنا نؤكد لشعبنا أننا متمسّكون بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وبحكومة الوفاق الوطني .
- سنلاحق كل مرتكبي الجرائم ضد أبناء شعبنا مهما طال الزمن .
- لن ينعم أحد في هذا العالم بالسّلام والاستقرار ما لم ينعم بهما أطفال غزة والقدس والضفّة بل أطفال فلسطين في كل مكان .
- " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ".

هذه كل الأفكار التي تضمنها الخطاب، جاءت مباشرة لا لبس فيها وخالية من أي حشو سياسي قد يفتأت في فهمه فأي قول بأن الخطاب جاء للاستثمار في شعبية المقاومة التي لا تني تتعاظم بمناسبة العدوان الصهيوني هو محض اصطياد في الدماء الزكية وقول بائس حريّ بنا ألّا نلتفت اليه .

تحليلا للخطاب وبعيدا عن اكراهات التاريخ يظهر بأن هذه العبارات الأربع ينتظمها خيط لا تخطئه العين مؤداه : أنّنا وان كنّا نتبنى خيار المفاوضات كحل للقضية الفلسطينية لكنّه ليس الخيار الوحيد وبأن خيار المقاومة يبقى خيارا مطروحا على الطاولة، وما تمسّك الرئيس محمود عباس بالوحدة الوطنية مع طرف فلسطيني يعتبر خيار المقاومة خيارا استراتيجيا وجوديّا لا رجعة عنه الّا دليل على ذلك، بل أكثر من هذا فختمه لخطابه بآية القتال لا يعد دعما للمقاومة في خيارها المسلح فقط بل هو أيضا اشارة حاسمة الى أن هذا الخيار سيبقى خيار حكومة الوحدة الوطنية .

ضمن هذا السياق يدخل تأكيد الرئيس لمسعى السلطة الفلسطينية وإعلانها نيّتها لتوقيع اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية مدعومة في ذلك بأكثر من 17 منظمة دولية على رأسها "أمنيستي" و"هيومن رايتس ووتش"، وهي رسالة ستكون قويّة وبالغة الأثر في ردع الكيان الصهيوني على الأقل سياسيا بحكم أن هذا الكيان لم يصدّق على الاتفاقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج